إمارة المؤمنين بالمغرب: عناية موصولة ببيوت الله

يعكس افتتاح أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس،نصره الله اليوم الجمعة،برواق المكتبة الوسائطية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء،معرض الصور "مساجد مغربية عبر التاريخ"،العناية الكبيرة التي توليها إمارة المؤمنين بالمغرب لبيوت الله عمارة وتأطيرا وتجهيزا.
وتندرج عمارة المساجد التي يراعى في تشييدها الهندسة المعمارية المغربية الأصيلة،في إطار العناية البالغة التي يوليها أمير المؤمنين،أيده الله،لشؤون الدين الإسلامي الحنيف،إذ ما فتئ جلالته يخص بيوت الله باهتمام كبير من خلال حثه دوما على تشييد مساجد لائقة شكلا ومضمونا بإقامة المسلمين لشعائرهم الدينية.
ويعد هذا الحرص من قبل جلالة الملك،امتدادا أصيلا لتقاليد أسلافه من ملوك المغرب،الذين رعوا عبر التاريخ،هذا التراث المعماري الخاص بالمساجد،حيث أضاف إليه كل واحد منهم ما أغناه وزاده تميزا وإبداعا.
وفي هذا السياق،أبرز السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في تقديمه لمؤلف من إصدار الوزارة بعنوان "مساجد مغربية عبر التاريخ"،أن الرعاية الملكية للتراث المعماري للمساجد "هي رعاية إبداع الأمة التي رفعت قواعد المساجد وبرز في رفعها ما تتشبع به الأمة من قيم التوحيد،توحيد الله تعالى،وذلك على مستوى الانسجام في مكونات معمار المساجد من جهة،وفي عناصر التجميل الذي تفرغ فيه بمختلف الأساليب والمعالجات من جهة أخرى".
ويضم معرض الصور "مساجد مغربية عبر التاريخ"،الذي أعدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،أزيد من سبعين لوحة/صورة ،لم يسبق أن عرضت ،للفنان المصور البريطاني عبد العظيم بيتر ساندرز،تبرز أهم المعالم الفنية في التراث المعماري للمساجد المغربية عبر العصور باعتباره نتاج سيرورةٍ طويلةٍ من التأثير المتبادل بين الثقافاتِ والحضارات.
ويعكس المعرض،الذي سيجوب مختلف ربوع المملكة،غِنى الرصيد المعماري للمساجد المغربية كما ينم عن العناية الفائقة،التي أحاط بها المغاربة منذ الأزل بيوت الله والقائمين عليها.
وترصد الصور المعروضة،مكامن التفرد والجمال في هندسة وبناء وتزيين المساجد المغربية التي شكلت على مر التاريخ صروحا دينية وحضارية.
ويبرز المعرض في هذا الصدد نماذج لمساجد تم تشييدها في حقب تاريخية مختلفة ( الأدارسة،المرابطين،الموحدين،المرينيين،الوطاسيين،السعديين،العلويين) بعدد من الحواضر المغربية كالرباط وفاس ومكناس ومراكش ووجدة وتازة والسمارة وطنجة والدار البيضاء ....إلخ.