صرح محمد الحموشي منسق مركز الريف لحفظ الذاكرة أن التحريات التي قام بها الباحثون بالمركز في إطار مشروع كتابة تاريخ أحداث الريف بينت أن انتفاضة الريف لسنتي 1958 و 1959 لم تكون انتفاضة مسلحة، مضيفا أن الحديث عن حركة مسلحة ما هو إلا مسألة مختلقة ، مشيرا إلى أن الحركة الاحتجاجية شعبية التي قامت بالريف كانت خالية من السلاح، غير أن جهات دولتية وحزبية صورت للرأي العام أن هذه الانتفاضة هي حركة مسلحة تملك السلاح و لها علاقة بالنفوذ الأجنبي، لتبرير حجم القمع الممارس ضد الريف. وكان الحموشي أدلى بهذا التصريح أمام الحاضرين في اللقاء التحصيلي المنظم من طرف مركز الريف لحفظ الذاكرة يوم السبت الماضي بميضار و هو اللقاء الذي يندرج في سياق تعزيز التواصل و خلق فضاء لتبادل الخبرات والتجارب ما بين مختلف الفاعلين الحقوقيين و الجمعويين و السياسيين حول الذاكرة الجماعية. و قد افتتح هذا اللقاء بكلمة للسيد سعيد العبوتي رئيس جمعية أنوال الثقافية الذي رحب من خلالها بالحضور واعتبر أن هذا اللقاء تحصيلي للمجهودات الجبارة التي قام بها الجميع لإنجاح مشروع كتابة تاريخ أحداث الريف مضيفا أن أنشطة المركز تروم بالأساس إعادة كتابة تاريخ أحداث الريف لسنتي 1958 و 1959، من خلال تدوين الشهادات الشفهية للضحايا والشهود، و جمع المعلومات و الوثائق الأرشيفية و الصحفية وغيرها، و تنظيم الندوات و الملتقيات، بهدف الوصول إلى بناء و سرد القصة الكاملة لأحداث الريف من منظور الضحايا و الشهود و ذلك انسجاما مع فلسفة و تجارب العدالة الانتقالية.