"سبحان مبدل الأحوال"، هكذا علق عمي قويدر على مجريات أشغال الدورة العادية لمجلس جماعة وجدة المنعقد يوم أمس الثلاثاء حيث أضحت المعارضة هي المسيرة، وهي بالأمس متهمة ب "الإرهاب السياسي"، وصار المقربون للرئيس عمر احجيرة متهمين ب "الإسهال السياسي" أو"الإرهاب السياسي"، وحدوش الذي اتهم سابقا بعرقلة المجلس وتهريب المستشارين أضحى اليوم الشخص الذي يجمع كلمة المجلس ويسير دورته في أصعب الظروف، والرئيس عمر احجيرة الذي بشر المواطنين ب "التغيير" يوجد في رحلة استجمام خارج المدينة ويسير الجماعة بالهاتف. فقد انعقدت اليوم الجلسة الاولى للدورة العادية لمجلس جماعة وجدة بحضور جل مكونات المجلس برئاسة السيد لخضر حدوش النائب الاول لرئيس المجلس، وتميزت الجلسة بانسحاب المستشارين الاستقلاليين (باستثناء عبد القادر شملالي) من الجلسة احتجاجا على الانتقائية التي اعتمدها فريق العدالة والتنمية في اختيار النقط التي تعرض على المجلس للتداول في شأنها باعتبار أن الجماعة عرفت عملية صلح بين مكونات المجلس من أجل مصلحة المدينة وبالتالي يجب مناقشة كل النقط المدرجة في جدول أعمال الدورة وليس فقط النقط التي تخدم مصلحتهم على حد تعبير مصدر مقرب من الفريق الاستقلالي. وحسب مصدر مقرب من فريق العدالة والتنمية، فإن اتفاقا حصل بين فريق المعارضة ورئيس المجلس حول عدم مناقشة النقطتين المتعلقتين بالحساب الإداري وتجزئة البستان، ومصلحة المدينة تقتضي أن يكون التوافق بداية من التشاور في وضع جدول أعمال الدورة والتوافق حول نقطه قبل إدراجها وعرضها على الجلسة العامة. ويبدو أن الفريق الاستقلالي وجد نفسه خارج اللعبة ولم يكن يعلم بالاتفاق الحاصل بين فريق العدالة والتنمية والرئيس، وبالأمس تفاجأ في الدورة الاستثنائية بالتوافق بين الرئيس والفريق المعارض، وتؤكد معطياتنا أنه يرفض أي تقارب بين الطرفين ومشاركة العدالة والتنمية في التسيير بعد أن راج مايفيد أن فريق العدالة والتنمية يفكر في المشاركة في تسيير شؤون الجماعة من خلال وجود نائب أو أكثر له بمكتب المجلس. وفي غياب المستشارين الاستقلاليين، مرت أشغال الدورة في أجواء سادها النقاش البناء ومقارعة الحجة بالحجة، والدفع بالتي هي أحسن بعيدا عن التشنج الذي يسبب "الإسهال السياسي"، كما بدى واضحا حرص رئيس الجلسة لخضر حدوش على الاستماع إلى كل الآراء والتحكيم للأجود، وخلق التوافق بين المستشارين الحاضرين وتأجيل النظر في كل مايثير اختلافا جوهريا في المواقف، مما اعتبر نجاحا للجلسة لم تشهده الجماعة منذ ثلاث سنوات. وتذهب بعض التحليلات إلى تفسير انسحاب المستشارين الاستقلاليين برغبتهم في عدم نجاح جلسة لايسيرها عمر احجيرة إضافة إلى التشويش على أي تقارب بين فريق العدالة والتنمية وفريق لخضر حدوش.