أعلنت رئيسة تحرير أهم منبر إعلامي بمدينة سبتة، أن سبب الاختناقات المرورية والبشرية التي يعرفها معبر “طاراخال” ، يرجع إلى وجود عالمين مختلفين لن يلتقيا أبدا في إشارة واضحة منها إلى مغرب الفوضى والهمجية، وإسبانيا النظام والتحضر و العقلانية. للوهلة الأولى يبدو هذا الكلام مقبولا، لكن للأسف الوقائع على الأرض تفيد أن رئيسة التحرير المذكورة لم تضع أصبعها على الجرح الحقيقي الذي لا يتوقف عن النزيف، بمعبر باب سبتة والمتمثل في التهريب بمختلف أشكاله وأنواعه . الدليل على قولنا أنه خلال يوم السبت 29 من شهر يونيو كان معبر ” طاراخال” شبه خال وتسوده إنسيابية في حركة عبور الأشخاص والمركبات بطريقة تثير الدهشة. ويرجع السبب لحالة الهدوء هاته إلى كون مخازن “طاراخال” كانت مغلقة والمهربون والمهربات، ممنوعون من الدخول إلى مدينة سبتة. بمعنى أوضح التهريب كان ولا زال وسيبقى هو مصدر الفوضى بمعبر باب سبتة، وجميع الإجراءات التي يتم اتخاذها من هذا الطرف أو ذاك الأطراف ،تبقى مجرد حلول ترقيعية. وبناء عليه نرى أن السؤال الحقيقي الذي لا تحب صحافة سبتة طرحه، هو لماذا الحدود مفتوحة على مصراعيها في وجه التهريب؟ لماذا لا تستطيع الحكومة المحلية لمدينة سبتة التخلي عن الأموال المتحصل عليها من عمليات التهريب الموجه نحو المغرب ؟ مشكل معبر” طاراخال” الحدودي واضح ولا يحتاج إلى مزيد من المقالات والتحليلات، فالحكومة المحلية لمدينة سبتة يمكنها وفق الصلاحيات المنوطة بها إصدار مرسوم يمنع رسو الباخرات القادمة بالسلع الصينية والموجهة خصيصا للمغرب . الحكومة المحلية لمدينة سبتة، إذا أرادت بالفعل حل مشكلة الاكتضاض يمكنها ان تقوم بتفكيك مخازن السلع المتواجدة بسياج “طاراخال” . باستثناء هذه القرارات المؤلمة التي سيكون لها وقع مالي على المستفدين من السلع المهربة نحو المغرب ،تبقي جميع التغطيات الإعلامية مجرد كلام لن يغير من واقع أسوأ معبر حدودي بالعالم قيد أنملة.