أعلنت مجموعة من الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية وجمعيات المجتمع المدني بكل من تطوانوالمضيقالفنيدق في الأيام الماضية عن تنظيم دوريات رمضانية لكرة القدم. وأطلقت لهذا الغرض حملات دعائية ومبادرات ميدانية للاستعداد لإقامة هذه الدوريات "التنشيطية" بمناسبة الشهر الفضيل. وإذا كان الهدف العام من تنظيم هذه الدوريات الرياضية هو إشاعة قيم التضامن والتسامح والروح الرياضية بين الفرق المشاركة وتزجية الوقت في أيام الصيام، فإن مجموعة من الخلفيات الأخرى تحرك هذا الطوفان من الدوريات الكروية الذي يغزو المنطقة من كل جانب. الاستغلال الانتخابوي إعلان جماعات ترابية بإقليم تطوان وعمالة المضيقالفنيدق تنظيم دوريات رمضانية يشكل بالنسبة لمجموعة من المتابعين محاولة لدغدغة مشاعر الشباب وكسب ودهم وتوسيع القاعدة الشعبية للمنتخبين داخل هذه الجماعات. ويرى المتابعون أنه في غياب أية مبادرات اجتماعية وثقافية ورياضية لهؤلاء المنتخبين على مدار السنة، ومع هزالة الحصيلة التي تقدمها الجماعات في مجال العناية والاهتمام بالشباب وإطلاق مشاريع تنموية خاصة بهم، فإن تنظيم دوريات رياضية في هذا الشهر المبارك يبقى مجرد ذر للرماد في العيون وإظهار صورة مزيفة حول الاهتمام بالشأن الرياضي على المستوى المحلي. جريدة بريس تطوان استقت مجموعة من أراء الشباب والفاعلين بكل من المضيق والعليين التابعتين لعمالة المضيقالفنيدق، ويرى غالبية المستجوبين أن الجماعات الترابية بالمنطقة وعموم الفاعلين السياسيين لم يقدموا أية إجراءات عملية كفيلة بتشجيع الممارسة الرياضية في أوساط الشباب والأطفال. كما أن هؤلاء المنتخبين يستغلون المحطات الانتخابية لإطلاق حزمة وعود "كاذبة" تتلاشى بمجرد الوصول إلى كرسي الجماعة أو البرلمان. ولعل الوعود التي أطلقها برلمانيون ورؤساء جماعات سابقون لشباب دوار "بلوازن" التابع للجماعة القروية العليين بإحداث ملعب للقرب بالقرية يشكل مثالا صارخا للتهميش والإقصاء والوعود الكاذبة التي يطلقها غالبية السياسيون هنا وهناك. قلة الملاعب وضعف البنيات التحتية الرياضية ضعف البنيات الرياضية وانعدام ملاعب القرب في كثير من المناطق والقرى، لم يمنع مجموعات شبابية من تنظيم دوريات في كرة القدم خلال شهر رمضان، المثال على ذلك ما يحدث بمدشري "الكوف" و"بلوازن" بجماعة العليين. ملاعب ترابية خشنة ومعدات بسيطة كفيلة بإخراج مبادرات رياضية بروح إيجابية تنشر السعادة في أوساط شباب المنطقة. مجموعة من شباب دوار بلوازن شرعوا في إعداد العدة لتنظيم الدوري الرمضاني رغم ضعف الإمكانيات إلا أنهم عازمين على خوض التجربة من جديد بعد النجاح الباهر الذي حققه الدوري السنة الماضية وعرف حضورا جماهيريا غفيرا وصور المباريات ومقاطع الفيديو كانت قد غزت مواقع التواصل الاجتماعي محليا ووطنيا.
ظواهر مشينة ما يعكر صفو بعض الدوريات الرياضية المنظمة خلال رمضان الأبرك محاولة المنظمين "المتاجرة" بكرة القدم قصد كسب الأموال، فاعل جمعوي من مدينة تطوان انتقد بشدة ما يقوم بعض الأشخاص على مستوى مدينة تطوان بتنظيم دوريات رمضانية تعرف مشاركة عشرات الفرق من مختلف الأحياء التابعة للمدينة، مع شرط أداء مبالغ كبيرة قصد المشاركة، وفي غياب أليات لمراقبة تنظيم هذه الدوريات من قبل السلطات فإن هؤلاء المتاجرين يستطيعون كسب أموال طائلة مستغلين شغف الشباب بالمشاركة والرغبة في الفوز وتمثيل الأحياء التي يقطنون بها. مشهد أخر سلبي يزيح عن الأهداف النبيلة لدوريات رمضان لكرة القدم، يتمثل في تحول بعض الملاعب الكروية إلى ساحات حرب مفتوحة بين بعض الفرق المتنافسة، مشاهد العنف والاعتداءات الجسدية تقلب صورة هذه الدوريات رأسا على عقب ومباريات تغيب عنها الروح الرياضية وقد ينتهي المطاف بين اللاعبين المتنافسين فيها داخل ردهات المستشفيات ومخافر الشرطة جراء أحداث العنف الدامي التي تتنافى وروح الشهر الفضيل.