أمر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرشيدية، صباح اليوم الاثنين، باستخراج جثة الطفل محمد بويسلخن، المعروف إعلاميا ب"الطفل الراعي"، وذلك قصد إخضاعها لمعاينة دقيقة وتشريح طبي جديد يهدف إلى الوقوف على الملابسات الحقيقية لوفاته. وتعد هذه الخطوة محطة أساسية في مسار القضية التي لا تزال تشغل الرأي العام الوطني منذ أسابيع، حيث شكلت صدمة كبيرة في الأوساط المجتمعية بالنظر إلى الغموض الذي يكتنف ظروف وفاة الطفل. وتأتي هذه الإجراءات القضائية خلال ثالث جلسات التحقيق التي باشرها قاضي التحقيق، في استجابة واضحة لمطالب أسرة الضحية، التي لم تتوقف عن التأكيد على وجود مؤشرات تثير الشكوك بشأن فرضية الوفاة العادية، مطالبة بكشف الحقيقة الكاملة وتحديد المسؤوليات المحتملة. ويرتقب أن يمنح هذا التشريح الطبي الجديد معطيات إضافية قد تسهم في توضيح الصورة أكثر، خاصة وأن قضايا مماثلة عرفت في السابق بروز معطيات حاسمة بعد إعادة التشريح، مما قد يعيد توجيه مسار التحقيق نحو فرضيات أخرى. كما ينتظر أن يشكل تقرير الخبرة الطبية المنتظرة وثيقة أساسية في الملف، تُبنى عليها قرارات قضائية لاحقة سواء بتأكيد الرواية الأولى أو بإثبات وجود عوامل أخرى وراء الوفاة. كما يترقب الشارع المحلي والوطني نتائج هذا الإجراء الطبي الجديد بانتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة من تفاصيل دقيقة قد تسدل الستار عن واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بالرشيدية.