شهدت عدة مدن مغربية منذ نهاية الأسبوع موجة جديدة من التحركات الاحتجاجية التي قادها شباب من جيل "Z"، في مشهد متواصل منذ ثلاثة أيام، وسط حضور أمني غير مسبوق وتدابير مشددة للحيلولة دون اتساع رقعة هذه الوقفات. ورغم قرار السلطات المحلية منع أي تجمعات غير مرخصة، تحدى مئات الشبان المنع محاولين تنظيم وقفات متفرقة في شوارع الرباطوالدارالبيضاءووجدة، حيث سرعان ما تدخلت القوات العمومية لتفريق الحشود واعتقال العشرات. في الرباط، تمكن محتجون من التجمهر قرب ساحة باب الأحد رغم الطوق الأمني، ورفعوا شعارات تندد بما وصفوه باستفحال الفساد وغياب العدالة الاجتماعية. وذكر شهود أن تدخل الشرطة شمل توقيف شبان وحتى بعض المارة الذين صادف وجودهم في محيط الساحة، ما أثار استياء مواطنين رأوا في ذلك تشديدا مفرطا. أما الدارالبيضاء، فقد تحولت أحياؤها الشعبية إلى نقاط توتر بعدما أغلقت السلطات منافذ درب غلف للحيلولة دون التجمع، الأمر الذي دفع الشباب إلى الانتقال نحو درب السلطان حيث رفعوا هتافات من قبيل "كرامة…عدالة اجتماعية" و"لا للفساد". غير أن المواجهات تصاعدت لاحقا مع تدخلات أمنية متكررة، وبلغت ذروتها مع قيام مجموعات من القاصرين برشق عناصر الشرطة بالحجارة ما أدى إلى مطاردات في الأزقة الخلفية للحي. مدينة وجدة بدورها عاشت ساعات عصيبة بساحة روما، حيث تجمع مئات الشبان قبل أن تتحول الوقفة إلى مواجهات إثر تدخل أمني، تخللها رشق بالحجارة وتوقيفات طالت عددا من المحتجين. ووفق مصادر محلية، استمر التوتر حتى وقت متأخر من الليل في حين تحدث ناشطون عن اعتقالات واسعة شملت قاصرين. وتشير تقديرات أولية إلى أن عدد الموقوفين على الصعيد الوطني منذ انطلاق هذه الموجة يوم السبت 27 شتنبر تجاوز المائة، وسط توقعات بإحالتهم على النيابة العامة خلال الساعات المقبلة. ورغم هذه الإجراءات يصر المحتجون على المضي في تحركاتهم معتبرين أن المقاربة الأمنية لن تلغي مطالبهم المرتبطة بالحق في تعليم جيد، وخدمات صحية لائقة وفرص عمل تحفظ كرامة الشباب. وتأتي هذه التطورات في سياق نقاش عمومي متزايد حول أوضاع الجيل الجديد، الذي يشكل نسبة مهمة من المجتمع المغربي، ويواجه تحديات اجتماعية واقتصادية عميقة، ما يجعله أكثر حساسية تجاه قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.