علقت جماعتان للإغاثة عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط بسبب شعورهما بتهديد خفر السواحل الليبي لهما، لتنضما بذلك إلى منظمة أطباء بلا حدود التي علقت عملياتها منذ أمس السبت. وقالت هيئة إنقاذ الطفولة ومنظمة سي ووتش الألمانية، أنه لم يعد بوسع أفرادهما العمل بشكل آمن، بسبب الموقف العدائي للسلطات الليبية. وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى نفس السبب عندما قالت يوم السبت إنها ستوقف عملياتها في البحر المتوسط. وقال مؤسس منظمة سي ووتش مايكل بوش هوير على فيسبوك "سنترك فجوة مميتة في البحر المتوسط". مضيفا أن ليبيا وجهت "تهديدا صريحا" ضد المنظمات غير الحكومية التي تعمل في المنطقة الواقعة حول ساحلها. وقد تصاعد التوتر منذ أسابيع بين جماعات الإغاثة والحكومة الإيطالية التي أشارت إلى أن بعض المنظمات غير الحكومية تسهل تهريب البشر وأنها تحاول تعزيز دور خفر السواحل الليبي في منع مرور المهاجرين. وبدأت إيطاليا هذا الشهر مهمة بحرية في المياه الليبية لتدريب ودعم خفر السواحل الليبي على الرغم من معارضة فصائل في شرق ليبيا تعارض الحكومة التي تدعمها الأممالمتحدة في طرابلس. وتهيمن الهجرة على البرنامج السياسي في إيطاليا قبل الانتخابات التي تجرى العام المقبل مع تصاعد معاداة الرأي العام للمهاجرين. ووصل قرابة 600 ألف مهاجر إلى إيطاليا على مدى السنوات الأربع الماضية جاء معظمهم عن طريق البحر من ليبيا التي تعمها الفوضى في قوارب متداعية يديرها مهربو البشر. ولقي أكثر من 13 ألف مهاجر حتفهم خلال محاولتهم العبور. وتلعب السفن التي تديرها المنظمات الخيرية دورا متناميا في عمليات الإنقاذ إذ انتشلت أكثر من ثلث المهاجرين الذين جرى إنقاذهم منذ بداية هذا العام مقابل أقل من واحد في المئة في 2014. وتحذر جماعات إغاثة وبعض الساسة الإيطاليين من أن المهاجرين الذين يعترضهم خفر السواحل الليبي ي حتجزون في ظروف غير إنسانية بمعسكرات احتجاز في ليبيا. ولكن وزير الخارجية الايطالي أنجلينو ألفانو قال اليوم الأحد في لقاء مع صحيفة لا ستامبا اليومية إن الدور المتنامي لليبيا في السيطرة على مياهها يحد من الاتجار بالبشر ويؤدي إلى "تعديل" مقبول في البحر المتوسط. وأضاف أن قرار منظمة أطباء بلا حدود بوقفعمليات الإنقاذ التي تقوم بها جزء من هذه العملية الإيجابية. وحذر روب ماكجيليفراي مدير العمليات في هيئة إنقاذ الطفولة قائلا إن "التوقف الضروري للعمليات التي تقوم بها سفن الإنقاذ التابعة لمؤسسات خيرية مثل سفننا وسفن أخرى ستعرض أرواحا للخطر دون شك."