الرباط/عبدالرحمان شباي l تعتبر تروال من اقدم الجماعات في المغرب بحيث ان اول مجلس عرفته كان سنة 1960 تراسه السيد التهامي بن لحسن علي بن قاسم و للاشارة فان مثيلات تروال تحولت الى عمالات ومراكز حضارية وبقيت وحدها تتخبط بين وهاد الفقر والدمار تتعرض لاغتصابات متكررة وعديدة.فبعدما جثم علي صدرها الناهد الدافئ المستعمر الفرنسي لسنوات عديدة,وقضى منها كل ماربه وتركها تئن انين الاطفال الابرياء قادها قدرها المشؤوم لاستعمار اخر هو اشد غلظة وقسوة وبطشا. فمنذ استقلال المغرب تعاقب عليها العديد من المجالس الجماعية لكن لم يكن همهم الوحيد الا التامر على مصالح تروال وامتصاص دمها الطري والتفكير في طرق واساليب ملتوية للاغتناء والاثراء ولم يفكر يوما احد انها في حاجة الى طرق التي تعتبر شرايين الاقتصاد.فالطريق الوحيدة التي تؤدي اليها هي من مخلفات المستعمر الفرنسي تعج بالحفر العميقة والاحجار المسننة وتروال في حاجة ماسة الى كل شئ وكل مرفق حيوي يفيد الساكنة لكن هذا لم يتحقق.واستبشر الناس خيرا باحد ابنائها وهو يتسنم كرسي النيابة البرلمانية وتنفست تروال الصعداء عندما تقلد مسؤوليتها واحد من ابنائها والذي استطاع ان يتمسك بكرسيه الوثير في البرلمان لمدة ثلاث ولايات .وبمكره المعروف وقفزه والتواءاته بين ازقة الاحزاب ومتاهات السلطة وارشاء المستشارين الجماعيين وشراء ذممهم استطاع ان يصبح رئيسا اقليميا بسيدي قاسم.وصفق الناس وقالوا الحمد لله لقد اتى الخلاص الذي كنا نرتقبه منذ زمان. وكانت اول هدية يهيها هذا البرلماني الى ساكنة تروال وقبيلة بني مزكلدة اكواما وبقايا نفايات من الزيتون التي تزكم الانوف عندما انشا معصرة بمركز تروال هو ورئيس الجماعة القروية ليحول تروال الى جحيم لا يطاق من الروائح الكريهة التي تنشر في ربوع تروال وتنبعث من الوادي الذي يشق طريقه وسط مركز تروال حتى ليخيل للزائر انها رائحة الواد الحار سيما مع اشتداد الحرارة من فرط حدتها.واقتدى به احد الابطال من ابناء تروال ليساهم بدوره في تدمير البيئة لتروال الحبيبة وهو مندوب اقليمي لوزارة الصحة العمومية عندما بادر بدوره الى انشاء معصرة للزيتون تقذف هي الاخرى بكل نفاياتها في نفس الوادي لتتحول تروال الى جحيم حقيقي لا يطاق من الازبال والنفايات والبعوض والحشرات. سبب فيها ثلاثة اشخاص كان من المفروض فيهم ان يكونوا قدوة لهذه المنطقة ويحولوا تروال الى جنة خضراء.لكن عندما يضعف الشخص امام نزواته ورغباته وطموحاته الشخصية ينقلب الانسان الذي كان كله امل وكله ثقة الى رمز من رموز الفساد. تروال اليوم لازال حظها العثر يلاحقها .ففي 2009 اشترى المجلس القروي حاويات ازبال للتغلب على افة الازبال التي تحول العرورس المثيرة الرائعة الى امراة شمطاء متقززة.بقيت الخاويات في مستودعها امنة من شر الازبال لان رئيس الجماعة لا يهمه امر هذه الجماعة . باستنثاء اعماله التجارية وتكديس ثروته قبل ان تنتهي ولايته ويصبح من النادمين. وفي جلسة من جلسات المجلس لسنة2010 قرر المجلس اخراج الحاويات الى الازقة والاحياء للشروع في نقل الازبال التي يعاني منها ساكنة تروال لكن بدون جدوى.وبعد ان افرج على هذه الحاويات حتى سنة 2012 واخذت اماكنها بين الازقة والاحياء ظهرت شاحنة الجماعة التي كانت مسخرة في المارب الشخصية ايام الاسواق وغيرها وهي تنقل الازبال والنفايات والقمامة الى (شكلة) امام الوادي ,الى مكان طبيعي رائع يشكل استناء .,لكن ساكنة الدوار المجاور اولاد البقال تصدوا لقارارات الريئس المشلولة وقاوموا هذا العمل الشائن الذي سيلوث بيئتهم ويبعث الى دورهم بروائح تزكم الانوف. وبعد هذه الانتفاضة فكر الريئس الى تغيير الوجهة واستبدال مطرح الازبال بمكان استراتيجي لا يمكن بحال ان يفكر في تدميره الا اشخاص تاه ضميرهم وضل.اختار مدخل تروال في غياب القائد الذي يستفيد من اجازته السنوية.وعندما ثار في وجهه بعض المواطنين الغيورين كان رد الرئيس تافها لا يعبر بحق عن مسؤوليته كرئيس جماعة. ونحن من فوق هذا المنبر الشريف نهمس في اذن الرئيس الى شراء قطعة ارضية واسعة بعيدة عن الساكنة وتخصيصها لمطرح الازبال وتجنب سياسة الارتجال.وتجنيب المواطن التروالي كارثة بيئية محققة.