تتكدس مئات السيارات على الطريق الرابطة بين تطوان وامسا، فيما تتباطأ حركة السير على محور كاب مالاباطا نحو سيدي قنقوش، وسط حرارة خانقة واختناق يومي يتفاقم مع كل نهاية اسبوع. ومع تصاعد حرارة الصيف، يتحول التنقل نحو الشواطئ الشمالية الى معاناة يومية تتكرر منذ سنوات، دون تدخل ملموس لتجاوز اختناق بنيوي يعرفه المقطعان الطرقيان الساحليان الابرز في الجهة. - إعلان - فبين ضغط العربات، وضيق الممرات، وغياب البدائل، يصبح الوصول الى البحر مهمة محفوفة بالإرهاق والارتباك، خاصة بالنسبة للقادمين من مدن الداخل. على الطريق الوطنية رقم 16، يبدأ الاكتظاظ في المقطع الرابط بين تطوان وامسا، وتحديدا من مشارف "دوار المعاصم"، حيث تنحصر الطريق في مسلكين ضيقين بلا هامش آمن للتجاوز. ويمثل هذا المقطع، الذي لا يتجاوز طوله 14 كيلومترا، المسار الرئيسي نحو شواطئ ازلا، امسا، تمرابط، اوشتام، وواد لاو. وبالرغم من ديناميته المتزايدة، ما زالت بنيته الطرقية على حالها، دون تحديث يذكر، مما يجعل كل حركة تنقل في اوقات الذروة محفوفة بالمخاطر. خلال الاسبوع الاول من غشت، تم تسجيل توقفات مرورية طويلة امتدت في بعض الاحيان لاكثر من 90 دقيقة، حسب شهادات متطابقة لمستعملي الطريق. ويقول سائق اجرة يشتغل على الخط ان "المشكل مزمن، لكن هذه السنة بلغ حدا لا يطاق، عدد السيارات في تزايد، والطريق ضيقة، ولا وجود لأي تنظيم مروري فعال". وقد تم ادراج مشروع تثنية هذا المقطع ضمن عقد برنامج بين وزارة التجهيز والماء ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة للفترة 2023 – 2027، الا ان الاشغال لم تنطلق بعد، دون تقديم اي توضيح رسمي حول اسباب التأخر او الجدولة الزمنية لتنفيذه. من جهة اخرى، تعرف نفس الطريق الوطنية في مقطعها الرابط بين كاب مالاباطا وسيدي قنقوش ضغطا مروريا متزايدا، خاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع، نتيجة التدفق الكثيف للمصطافين نحو الشواطئ الصخرية والخلجان الصغيرة المنتشرة على طول الساحل. ويعتبر المقطع الممتد بين النقطة الكيلومترية 10 والنقطة 21.6 من بين اكثر المحاور ضغطا، نظرا لانحداراته الحادة وضيق مسلكه في عدة نقاط، ما يؤدي الى بطء دائم وتوقفات مفاجئة. وقد سبق للوزارة ان اعلنت عن صفقة لتثنية هذا المقطع في يوليوز، بكلفة اجمالية بلغت 242 مليون درهم، تشمل توسيع الطريق الى حارتين في كل اتجاه، وانجاز 57 منشأة فنية صغيرة، وتركيب تجهيزات للتشوير والحواجز. الا ان بداية الاشغال لا تزال مؤجلة، مع تحديد شتنبر المقبل كموعد مفترض للانطلاق، دون تأكيد رسمي. ويلاحظ مستعملو هذه الطرق غياب اي نظام للتوجيه الالكتروني او المراقبة الآنية لحركة السير، ما يجعل كل عطب ميكانيكي او حادث عرضي يتحول الى مصدر شلل كلي مؤقت. ويقول هشام، شاب قدم من فاس رفقة عائلته نحو واد لاو، "وصلنا الى تطوان بسرعة، لكن بعد ذلك تحول كل شيء الى جحيم، ساعتان وسط الزحام بلا تكييف، والطريق كلها منعرجات ضيقة، ما كاين لا تشوير لا تنظيم، وحتى الأطفال تعبوا بزاف". ويعوداستمرار هذا الوضع الى غياب تصور شمولي لحركية الاصطياف في الجهة، وعدم تنسيق المشاريع الهيكلية مع الحاجيات الموسمية. كما ان توسع البناء الموسمي وانتشار مساكن غير مهيكلة يزيد من الضغط على محاور لم تُعد اصلا لاستقبال هذا الحجم من الحركية. وبينما تواصل الاسر التوافد يوميا على الشواطئ، تبقى الطرق المؤدية اليها فخاخا موسمية يتكرر فيها نفس السيناريو كل عام: صفوف ممتدة من السيارات، درجات حرارة مرتفعة، تأخر في الوصول، وتوتر دائم في غياب تدخل منظم وناجع.