أدرجت شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة "ريان إير" مدينة طنجة ضمن شبكتها الجديدة للرحلات الداخلية في المغرب، في خطوة تعزز موقع المدينة في منظومة النقل الجوي الوطني، وتكشف عن تحوّل في أولويات الشركة داخل الضفة الجنوبية للمتوسط. البرنامج الذي أعلنت عنه الصحيفة الإسبانية لاراثون يشمل أحد عشر خطًا داخليًا يربط بين مدن مغربية كبرى، منها مراكش، فاس، وجدة، تطوان، الصويرة، ورزازات، وأغادير، إلى جانب طنجة التي حُددت كمحطة شمالية رئيسية ضمن الخطة. ويأتي هذا التوسع في وقت تقلّص فيه "ريان إير" نشاطها في عدد من المطارات الإسبانية، بعد مراجعة استراتيجية لجدوى بعض الخطوط الأوروبية. بالنسبة لطنجة، يُنتظر أن يمنحها هذا الإدماج موقعًا مركزيًا في شبكة الرحلات الداخلية، خصوصًا مع الارتفاع المتواصل في الطلب على السفر من وإلى المدينة التي تشهد توسعًا عمرانيًا وسياحيًا واقتصاديًا لافتًا. مطار ابن بطوطة، الذي تجاوز عتبة المليون مسافر في السنوات الأخيرة، سيكون معنيًا مباشرة بهذه الدينامية الجديدة التي تعزز مكانته كبوابة جوية لشمال المغرب. ويأتي اختيار طنجة ليعكس توجهًا أوسع نحو تنويع الربط الجوي بين المدن المغربية، وتقليص الاعتماد على الخطوط المتجهة نحو أوروبا. كما ينسجم مع السياسة الوطنية الهادفة إلى تطوير النقل الداخلي وربط الأقاليم البعيدة بمراكز النشاط الاقتصادي والسياحي الكبرى. ويرى مراقبون أن قرار "ريان إير" يدخل ضمن إعادة تموقع مدروسة في المنطقة، إذ يتيح للشركة الاستفادة من بيئة تنظيمية مستقرة وحوافز استثمارية واضحة في المغرب، مقابل تزايد التكاليف التشغيلية والضرائب في السوق الإسبانية. بهذا التحول، تترسخ مكانة طنجة كحلقة محورية في الخريطة الجوية المغربية، ضمن سياق يتجاوز النقل نحو دور وظيفي أوسع في دعم الحركية الاقتصادية والسياحية شمال البلاد.