كشفت دراسة جديدة أجراها المعهد الوطني لأمراض القلب في وارسو أن الزواج قد يكون عاملاً خفياً وراء زيادة الوزن لدى الرجال، إذ أظهرت النتائج أن المتزوجين أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بثلاثة أضعاف مقارنة بغير المتزوجين، متجاوزين حتى النساء المتزوجات في هذا الجانب. ويرجع الباحثون هذه الظاهرة إلى ما يُعرف ب «متلازمة الراحة الزوجية»، أي الإحساس بالأمان والاستقرار الذي يقلل من الدافع للحفاظ على اللياقة والمظهر بعد الزواج. فقبل الارتباط، يعيش الرجال عادة ضغطاً اجتماعياً يدفعهم للاهتمام بصحتهم، لكن هذا الحافز يضعف بمجرد بلوغ «بر الأمان العاطفي». وتؤكد نتائج جامعة باث البريطانية أن مؤشر كتلة الجسم لدى الرجال يرتفع بوضوح خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، نتيجة زيادة استهلاك السعرات الحرارية وقلة النشاط البدني. وعلى العكس، تشير الدراسة إلى أن العديد من النساء يستمرن في العناية بمظهرهن وصحتهن بعد الزواج، مما يقلل نسبياً من خطر السمنة لديهن. كما أظهرت النتائج أن العمر يلعب دوراً إضافياً، إذ يزداد خطر الوزن الزائد بنسبة 3 في المائة للرجال و4 في المائة للنساء مع كل عام إضافي. ويشدد الخبراء على أن الزواج ليس السبب المباشر للسمنة بل محفز لتغيير أنماط الحياة، وأن الوقاية تكمن في تبني نمط غذائي متوازن وممارسة التمارين بانتظام. ووفق توصيات صندوق التأمين الصحي الألماني، يمكن تقليل خطر السمنة عبر تناول خمس حصص من الخضر والفواكه يومياً، وتجنب الأطعمة المصنعة والدهنية، وشرب كميات كافية من المياه.