تزامنا مع صافرة نهاية المباراة القوية التي جمعت بين منتخبي السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية بالتعادل الإيجابي (1-1) مساء اليوم، لم يكن الحديث في أروقة ملعب "ابن بطوطة" الكبير مقتصرا على الأداء الفني للاعبين فحسب، بل طغى عليه انبهار الجماهير ووسائل الإعلام بالبنية التحتية المتطورة والأجواء "الأوروبية" التي وفرتها مدينة طنجة لهذا العرس القاري. وخرجت الجماهير من الملعب، الذي يعد أحد أيقونات المنشآت الرياضية في أفريقيا، وهي تشيد بسلاسة التنظيم وجودة المرافق، معتبرة أن ما شاهدته في طنجة يرفع سقف التوقعات للبطولات القادمة. بالنسبة للآلاف من مشجعي "أسود التيرانغا" و"الفهود"، كانت زيارة ملعب طنجة الكبير اكتشافاً مذهلا، حيث عبر المشجعون عن إعجابهم الكبير بتصميم الملعب، وسهولة الولوج إليه عبر الشبكة الطرقية الحديثة المحيطة به، فضلا عن جودة العشب والإضاءة التي ساهمت في تقديم مباراة عالية النسق رغم الأمطار الغزيرة. وقال الحجي مالك، مشجع سنغالي في تصريح ل "طنجة24" : "لقد حضرت بطولات في عدة بلدان، لكن ما وجدناه في طنجة يضاهي الملاعب الأوروبية، فأرضية الميدان ساعدت منتخبنا والكونغو على تقديم كرة قدم جميلة وسريعة، مضيفا أن اختيار طنجة كمقر لبعثة السنغال لم يكن صدفة، بل كان قرارا مدروسا للاستفادة من هذه المنشآت المتكاملة". وفي الوقت الذي أشاد فيه الجمهور الكونغولي بالتنظيم في العاصمة الرباط حيث خاضوا مباراتهم الأولى، إلا أنهم اعتبروا أن "طنجة تمتلك السحر الكامل". مشيرين إلى أن جمالية المدينة، وكورنيشها الممتد، وملاعب التدريب الملحقة، وفرت تجربة سياحية ورياضية متكاملة. وعلق كريستيان مبيبا، مشجع كونغولي: "الرباط كانت رائعة، لكن طنجة مختلفة، هنا تشعر بحداثة المدينة وبساطتها في آن واحد. الملعب هنا يجعلك تشعر بالحماس بمجرد دخوله، والهندسة الصوتية فيه تضخم هتافاتنا. شعرنا اليوم أننا نلعب في ملعبنا الخاص بفضل هذه الأجواء وتفاعل الجماهير المحلية معنا". ولم تكن البنية التحتية "الجامدة" هي البطل الوحيد، بل أضفى الجمهور الطنجاوي روحا على هذه المنشآت. فقد امتلأت جنبات الملعب بجماهير محلية ساندت الفريقين بحرارة، مستفيدة من سهولة التنقل عبر وسائل النقل المريحة التي وفرتها المدينة للبطولة. وأكدت الجماهير السنغالية أن "طنجة نجحت في الاختبار"، مشيرة إلى أن جودة الفنادق وملاعب التدريب منحت اللاعبين الراحة اللازمة للظهور بهذا المستوى البدني القوي أمام الكونغو اليوم. ومع انتهاء المباراة بالتعادل، غادرت الجماهير الملعب عبر مسارات منظمة، تاركة خلفها انطباعا عاما بأن طنجة لم تكن مجرد مدينة مضيفة، بل كانت "رافعة" لمستوى البطولة ككل، بفضل بنيتها التحتية العصرية وشغف سكانها الذي لا يضاهى.