استغل حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف واقعة اغتصاب قاصر في بلدة بولانيوس دي كالاترافا، الواقعة بمقاطعة سيوداد ريال جنوب البلاد، لشن هجوم جديد ضد المهاجرين، مركزا حملته على الجالية المغربية. وهاجم قادة من الصف الأول في الحزب، من ضمنهم المتحدث باسم الأمن والهجرة صامويل فاسكيز، ما اعتبروه "صمتا متواطئا" تجاه الحادث، عقب اعتقال مغربي يبلغ من العمر 35 سنة، للاشتباه في تورطه في الاعتداء على فتاة قاصر تبلغ من العمر 14 سنة، وفق ما أعلن عنه الحرس المدني الإسباني. ودعا الحزب المعروف بمواقفه المناهضة للمهاجرين إلى تشديد السياسات الحدودية، معتبرا أن ما وقع نتيجة مباشرة ل"فشل سياسة الهجرة وتعريض الإسبان للخطر"، في خطاب أثار انتقادات واسعة لدى وسائل الإعلام ومنظمات حقوقية محلية. ووُضع المتهم رهن الحبس الاحتياطي بقرار من السلطات القضائية في انتظار استكمال التحقيقات، في وقت شدد فيه مراقبون على أن الجريمة، رغم خطورتها، تظل فعلا فرديا لا يمكن تحميل مسؤوليته لجنسية أو جالية بأكملها. وواجه حزب "فوكس" انتقادات من جمعيات مدنية ومدافعين عن حقوق الإنسان، بسبب استغلاله المتكرر لقضايا حساسة من أجل تأجيج مشاعر الكراهية و"الإسلاموفوبيا"، في وقت يضم فيه النسيج الإسباني مئات الآلاف من المواطنين المغاربة المندمجين في المجتمع والمساهمين في اقتصاده.