أعاد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، للمرة الالف ترديد اسطوانته المشروخة بخصوص استهداف الجزائر من طرف أطراف خارجية و"مجموعات صغيرة مرتبطة بالعصابة"، لا تريد الخير للبلاد، وهي عبارات دأب على ترديدها منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير المنصرم.. ورفض القائد الفعلي بالجزائر، والممثل الحقيقي للنظام البائد، كل المطالب الشعبية التي لايزال الجزائريون يناضلون من أجلها والتي سيخرجون غدا في الجمعة الخامسة والعشرين على التوالي منذ انطلاق حراكهم الشعبي لتأكيدها، حيث جاء في كلمة القاها، اليوم الخميس، ڤايد صالح، خلال زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، أن "الجيش الوطني الشعبي الذي رافق ومنذ البداية مطالب الشعب الجزائري التي عبر عنها خلال المسيرات السلمية، يقدر اليوم رفقة الخيرين من أبناء الوطن أن المطالب الأساسية قد تحققت وبشكل كامل، وبقيت مرحلة الانتخابات الرئاسية وما يتعلق بها من ضبط الإجراءات الضرورية لإنجاحها، ومع ذلك نسجل أن بعض المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة، تصر على رفض كل المبادرات المقدمة والنتائج المحققة، من خلال رفع شعارات مغرضة ونداءات مشبوهة، تستهدف التقليل من أهمية ما تحقق، والتشبث بمطالب غير معقولة تجاوزتها الأحداث والإنجازات." وعاد قايد صالح للحديث عن غزواته في مجال مكافحة الفساد، والتي توجت باعتقال العديد من رموز النظام الجزائري البائد بعد أوامر صادرة من قايد صالح للعدالة، حيث أكد في كلمته اليوم بالبليدة أنه يتعين تطبيق القانون "بحذافيره في مثل هذه القضايا الحساسة"، مضيفا بالقول" "ليعلم الجميع أننا عندما نتكلم عن هذه القضايا فإننا نتكلم انطلاقا من معلومات ومعطيات موثوقة، فكل كلمة نقولها هي نابعة من حقائق ميدانية ملموسة ومؤكدة، وكل من ثبت تورطه في قضايا الفساد ونهب المال العام، سيتم تقديم ملفه إلى العدالة، التي تتولى محاسبته عما اقترفه في حق الوطن والشعب، ومن جهتنا، لن يهدأ لنا بال حتى يتم تطهير بلادنا من المفسدين، واقتلاع جذورهم من هذه الأرض الزكية، التي استشهد من أجل استقلالها واسترجاع سيادتها الملايين من الشهداء الأبرار، ولن نسمح لأي كان أن يعبث بمصير البلاد، بل سنتصدى له بكل قوة وصرامة." كلمة قايد صالح جاءت مليئة بالتهديدات وتكشف بالملموس بان الحاكم الفعلي في الجزائر، منذ الاستقلال، هي مؤسسة الجيش التي كانت تختبئ في فترات وراء رئيس مدني تدبر أمور البلاد من وراء ستار، إلا ان الحراك الشعبي اليوم كشف عن اقنعتها وعرى وجه قايد صالح الذي لا يزال يصارع طواحين الهواء ظنا منه انه سيفلت من المتابعة الشعبية، باعتباره احد رموز النظام الفاسد الذي ظل إلى وقت قريب يتزلف لبوتفليقة ويدعم ترشيحه لعهدة خامسة، قبل ان ينقلب ويحاول جاهدا اقناع الجزائريين بانه ضد النظام الفاسد وانه يواكب الحراك في محاربته لرموز هذا الأخيره.. قايد صالح أكد مرة اخرى رفضه إطلاق سراح المعتقلين، الذين اوقفوا بسبب آرائهم وانتقاداتهم للسلطة العسكرية، او بسبب رفعهم الرايات الامازيغية في المظاهرات، واعتبر ان الأمر يتعلق بخونة وأعداء للوطن، في محاولة لخلط الأوراق وجعل هؤلاء متساوون مع رموز الفساد، حيث قال في كلمته اليوم "وأود التنويه في هذا المقام بتنوير الرأي العام الوطني من طرف بعض أساتذة القانون، الذين لم يتوانوا عن قول كلمة الحق، حيث أنهم بعد الاطلاع على ملفات الموقوفين أكدوا أن هؤلاء ليسوا سجناء رأي، كما تدعي بعض الأطراف التي تحاول استغلال هذا الملف، وأن العدالة هي المخولة للفصل في هذا الموضوع"، إلا أن قايد صالح نسي بأن قاضية تنتمي إلى "رجال القانون" الذي يتحدث عنهم، أصدرت اليوم الخميس قرارا يقضي بإطلاق سراح أحد المعتقلين بباتنة كان قد اوقف بتهمة رفع العلم الامازيغي، الذي يكرهه قايد صالح ويشكل عقدة لديه..