بقلم : سيد الزين محمد ( عضو إتحاد المعطلين الصحراويين أبناء إقليمالعيون) بعد انتظار أحر من الجمر في صفوف المعطلين الصحراويين المنتمين لمدينة العيون وعائلاتهم عما ستسفر عنه الأنباء الواردة عن خلق المكتب الشريف للفوسفاط أزيد من 500 منصب شغل مخصصة لشباب المنطقة حسب ما ورد على لسان الرئيس المدير العام مصطفى التراب في تصريح رسمي أمام الجميع في الزيارة الملكية الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون في السادس من نونبر 2015 حيث باشرت السلطات المعنية في شخص باشا مدينة العيون في عقد سلسلة من اللقاءات مع ممثلي مجموعات المعطلين لتحديد المعايير التي سيتم تحديدها لانتقاء المشاركين في هذه العملية علما انه كان هناك إجماع بين الباشا وممثلي المجموعات على أن المنطقة تشكل حالة استثناء بالنسبة للشواهد المحصل عليها نظرا لعدم توفر المنطقة على مؤسسات تقنية آن ذاك تتماشى ومتطلبات سوق الشغل المطلوب في المكتب الشريف للفوسفاط وقد عبر الباشا للجميع بتفاؤله خيرا وان المكتب الشريف للفوسفاط سيتم الإعلان قريبا عن بوابة الكترونية سيفتح التسجيل عبرها وستحدد المعايير والشروط فيها انطلاقا من المقترحات التي طلب من ممثلي المجموعات الإدلاء بها حينها بتوافق مع المكتب المعني بالأمر وان هذه المناصب مخصصة لأبناء المنطقة فقط ، دون اعتبار الدبلومات المحصل عليها فاستطاع بذلك امتصاص غضب الجميع نظرا لما كان يشهده الشارع من حراك المعطلين في هذه الفترة عن طريق توهيمهم بأنه سيتم التعامل مع ملفهم بجدية لكن ما لم يكن يعرفه الجميع أن هذه كانت مسرحية الهدف منها كسب القليل من الوقت لصالح السلطات وكان كاتب سيناريو هذه المسرحية كل الأجهزة الأمنية بتواطؤ مع المدير الجهوي لفوس بوكراع الذي يقع حاجزا دون ولوج أبناء المنطقة لهذا القطاع وكان بطل هذه المسرحية شباب صحراويون معطلون عاشوا فصولها بضع أيام فقد لعب الدور على أكمل وجه من خلال أسئلة البعض عن التكوينات التي سيتلقونها والمكان التي ستقام فيه ومدة التكوين وكم سيتقاضون أثناء فترة التكوين وكم الرواتب بعد إدماجهم في الشغل لكن كل هذا يبقى حلم شباب طموح يسعى لتغيير الواقع المعاش. وفي هذه الأثناء كان الجميع يجلس أمام شاشات الحواسب والهواتف يترقب بصمت انطلاق هذه البوابة التي أصبحت حلم الجميع فهي تمثل الوظيفة التي تعتبر تأشيرة الخروج من عالم البطالة ،وبعد انتظار طال ساعات وأيام تم أخيرا الإعلان عن فتح البوابة وكشف الستار عن المخفي وتبين على أن كل هذا كان حلما لشباب كل همهم الحصول على منصب شغل يضمن لهم الحياة الكريمة في ظل ما يطلق عليه بالعدالة الاجتماعية في بلد يسود فيه نظام الريع باعتبار أننا ننتمي الى منطقة تتوفر على ثروات طبيعية هائلة حيث ينص القانون الدولي بأنه يجب استفادة أبناء هذه المناطق من خيراتها عن طريق شغل المناصب المتاحة بها بغض النظر على حصولهم على دبلومات أم لا، لكن هذا يتم تطبيقه بخريبكة والجرف الأصفر فقط...وبعد الاطلاع على المعايير المطلوبة في البوابة الالكترونية كانت بمثابة صفعة تلقاها الجميع ليتبين أن ذلك إقصاء تام ممنهج مصادق عليه من جميع الجهات المعنية بما في ذلك شيوخ واعيان المنطقة ضاربين بذلك عرض الحائط مضامين الخطاب الملكي الذي قدمه جلالة الملك في زيارته الأخيرة لمدينة العيون بحيث أعطى انطلاقة المخطط التنموي الجديد كما دعى الى ضرورة تعبئة كل الوسائل لجعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للتنمية من خلال الإعلان عن مشاريع كبرى ستشهدها هذه المناطق فضلا عن دعوته بالنهوض بالقطاع الاقتصادي ومواصلة استفادة ساكنة الأقاليم الجنوبية من عائدات المنطقة وتوفير الدخل القار والشغل خاصة للشباب مؤكدا حرسه على كرامة الصحراويين خاصة الأجيال الصاعدة موجها أوامره للحكومة من اجل إعادة النظر في الدعم الاجتماعي للأقاليم الجنوبية طلبا للموازاة والعدالة الاجتماعية ، وفي نفس السياق أكد نزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى تدبير الموارد الطبيعية وتوزيعها بإعتبارمبدأ الاستدامة والإنصاف لفائدة الساكنة مع تأمين الاستفادة الفعلية لساكنة هذه المنطقة من هذه الموارد التي تتوفر عليها استفادة منصفة وعادلة، لكن سرعان ما تأكد لنا أن هذا الإقصاء متعمد وأن تلك الوعود كانت كلها كاذبة مما يستدعي إعادة النظر في عبارة "... المناصب المقرر خلقها في المكتب الشريف للفوسفاط مخصصة لشباب المنطقة... " ويطرح السؤال نفسه من هم شباب المنطقة المعنيين ؟ فكل هذا فتح الباب أمام سماسرة الوظائف العمومية بحيث تشهد مدينة العيون هذه الأيام تحركات مشبوهة لسماسرة الوظائف بفوس بوكراع إذ وصل مبلغ المنصب الواحد إلى حدوح 300.000.00 ( ثلاث مائة ألف ) درهم حسب مصادر مطلعة، وبهذا تكون المناصب التي أعلن عنها من قبل المكتب الشريف للفوسفاط بإسم المعطلين الصحراويين المنتمين لجهة العيون مجرد سراب يحسبه الظمآن ماءا وهنا تنطبق المقولة الصحراوية الشهيرة " شاف زراكو ما ظاكو "