أعلن المكتب الشريف للفوسفاط ليلة الثامن يناير 2016 عن المقبولين لإجتياز مباراة الولوج للمناصب التي تمت قرصنتها أمام مرئى ومسمع المعطلين الصحروايين، عن طريق وضع شروط تعجيزية عبر البوابة الالكترونية التي أعلن عنها المكتب سابقا، قصد إقصاء قدر ما استطاع من المعطلين الصحراويين وتوفير المناصب للتلاعب بها، هذا وتوصل المرشحون الذين سجلوا سابقا في الموقع برسالة إلكترونية على إعتبار أنه تتوفر فيهم الشروط التي تم طبخها داخل فرن المكتب بدرجة حرارة ألف درجة مئوية، والتي أقل ما يقال عنها أنها إجحاف في حق المعطلين الصحراويين وإقصاء ممنهج لهم مصادق عليه بالاجماع من قبل السلطات المعنية و المدير الجهوي بتأييد من منتخبي المنطقة الذين من المفروض ان يتبنو ملف المعطلين ويدافعوا عن حقهم في الولوج الى المناصب الخمس مائة التي تم التصريح بأنها مخصصة لشباب جهة العيون الساقية الحمراء، امام جلالة الملك في الزيارة الاخيرة التي عرفتها مدينة العيون مما يضرب عرض الحائط الجهوية الموسعة التي اعطى الملك انطلاقتها في نفس الزيارة، بحيث تعتبر المناصب 500 المعلن عنها جزئا من هذه الانطلاقة، مما يطرح السؤال حول الصلاحيات التي أعطيت لرئيس الجهة هل يمكن ان توقف ما يقع تحت الطاولة امام الجميع أم لا ؟ هذا وتتضمن الرسالة التي توصل بيها المرشحون انه يتعين عليهم الادلاء ببعض الوثائق قبل 11 يناير 2016 عن طريق إرسالهم عبر البريد الالكتروني، فانطلاقا من المرشحين الذين تم توصلهم بالقبول المبدئي يتبين أن المكتب يحاول إظهار حسن النيية في إقتصاره على أبناء المنطقة، وفي المقابل نجد أنه اقصى عدد من المرشحين المتوفرين على الشروط المطلوبة في البوابة الالكترونية، وفتح الباب امام شريحة أخرى رغم توفرها على الشروط المطلوبة ألا وهي الموظفين مما يؤكد عدم استهداف فئة المعطلين المعنيين بالامر، ولماذا تم التكتم على لائحة المرشحين المقبولين عن طريق إرسال رسائل إلكترونية ولم يتم الاعلان عنها بصفة علنية عبر البوابة الالكترنية او بمقر المكتب كالمباريات التي تعرفها جميع المصالح ! ! ! ! لكن ماتجدر الاشارة إليه كمعطى ثابت انه إذا تم جمع الدبلومات المطلوبة في الولوج لهذه المناصب على صعيد جهة العيون الساقية الحمراء لن تتعدى في مجملها 200 دبلوم أو 300 على الاكثر من بين 500 منصب المخصصة لشباب المنطقة فماهو مٱل باقي المناصب ! ! ! ! من جانب اخرسيخضع عدد الدبلومات المحصل عليه في الجهة بدوره للصمام الذي يضعة المدير الجهوي ماء العينين للشاب الصحراوي عن طريق المباراة الكتابي والشفوي لإضفاء الشرعية لهذه العملية لتوهيم الرأي العام بأنها خضعت للشفافية والمصداقية التي لم يعرفها فوسبوكراع ابدا، لكنك يا ماء العينين " ماتگد تغطي الشمس بالغربال..." فجحافل الموظفين التي تتوافد على شركة فوسبوكراع كل سنة نعرف مصدرها ولا يخفى على الجميع التلاعبات والسمسرة التي يعرفها سوق الوظائف في شركة فوسبوكراع، بتواطئ مع مسؤوليين في مدن فوسفاطية أخرى عن طريق بيع المناصب في فوسبوكراع سواء تعلق الامر بحامل دبلوم أم لا، فالمعيار هنا هو من يدفع أكثر ليتم بعد ذلك إدماجه ونقله الى خريبگة او الجرف الاصفر على أساس إرجاعه الى بوكراع بعد مرور فترة متفق عليها، بإعتباره عامل يريد الإنتقال الى فوسبوكراع "خللي ذاك جمل بارك.." . وخير دليل على ان شباب المنطقة مقصي من التوظيف بفوسبوكراع عدد العمال والموظفين القليل العاملين بالمكتب والمنتمين للمنطقة، بخلاف أبناء المتقاعدين الذين تم دمجهم مؤخرا بالشركة باتفاق الطرفين والمستفيد الاكثر هنا هو الشركة، لان التعويضات التي كان من المفروض منحها للمتقاعدين لم تكن في صالح الشركة ولذلك فإدماج هذه المجموعة يعتبر بمثابة حبة في حلق المدير الجهوي وكأنه "إخلصهم من جيبو" بذريعة ان الصحراويين لا يعملون ولا يساهموا في تنمية الشركة، فاذا كان هذا صحيح فمن كان له الفضل في وصول شركة فوسبوكراع الى ماهي عليه الان، أليس هم ٱبائنا واجدادنا الذين تحملوا مشقة العمل بهذه الشركة في ظل الاجور الزهيدة التي كانو يتقادونها كل تلك السنين، واذا كان الصحراويون لا يعملون ولا ينتجون كما تقول فأين انت منهم هل تعتبر انك صحراوي ام انك لست كذلك، فمن الواضح انك تطبق مقولة "نشرب انا أيعمل الحاسي إطيح" . يبدو ان ما ٱل إليه الوضع الحالي في ارتفاع اصوت المعطلين المنادية الى الاستفادة من خيرات المنطقة وخصوصا الفوسفاط عن طريق الادماج المباشر بالشركة سببه المباشر هو المدير الجهوي ماء العينين، وان تعنت هذا الاخير سيزيد لا محال من حدة تصعيد المعطلين وخروجهم للشارع في المطالبة برحيله اذا إقتضى الامر ذلك. فما ذنب اذن المعطلين الصحروايين وتحديدا ابناء جهة العيون الساقية الحمراء، إلا انهم يحلمون بالعيش الكريم في جو يسوده السلام في ارض انعم الله عليها بثروات طبيعية جمة، من المفروض ان يستفيدو من عائداتها تطبيقا لمقتضيات الدستور من خلال حق التشغيل والاتفاقيات الدولية، التي تنص على استفادة أبناء المنطقة من ثرواتها وفي اطار الجهوية الموسعة التي تدعو الى تشغيل ابناء المنطقة لتنمية الجهة ، لكن المعطلين لن يغمض لهم جفن حتى يحققوا حلمهم الذي صدر في حقه وقف التنفيذ من قضاء لا قضاء له ولو كلفهم ذلك الكثير، فلم يجدو من صدر رحب سوى الشارع الذي يعبرون من خلاله عن حجم المعاناة التي تطالهم، من جراء البطالة في منطقة لا تتوفر على قطاع خصوصي باستثناء بعض الشركات الحكر على بعض الاشخاص ذوي النفوذ في الدولة العميقة، والتي تقتصر على تشغيل العمال بالوساطة نظرا للنظام القبلي السائد في الصحراء، فإلى اين المفر ايها المعطل فأنت مخير بين النضال وبين النوم الى ان تحتضر.