آثار حضور المناديب الإقليميين لوزارة الصحة على متن سيارات تابعة للدولة انتباه المشاركين في اللقاء الحزبي، الذي نظمه حزب التقدم والاشتراكية بأكادير عشية الجمعة الماضي، حيث لوحظ أن سيارات رباعية الدفع تابعة لوزارة الصحة تملأ مرأب قاعة الشبيبة والرياضة التي احتضنت اللقاء. وذكرت مصادر مقربة أن المدير الجهوي وجه الدعوة لحضور اللقاء إلى كل المناديب الإقليميين، الذين حضروا في وقت مبكر وظلوا ينتظرون وزير الصحة الحسين الوردي، الذي كان في نشاط آخر يخص الأيام الطبية، التي نظمتها نقابة الصيادلة بأكادير. وشهد اللقاء بعض الخلاف بين بعض الموظفين ووزير الصحة، خاصة عندما أشار الوزير إلى أن المستفيدين من برنامج «راميد» من حقهم طلب العلاج في أي مستشفى من المستشفيات، وإذا لم تقدم لهم الخدمات التي يطلبونها فما عليهم إلا أن «يشعلوا مع من يرفض تقديم الخدمة لهم»، وهو ما اعتبرته إحدى الحاضرات، التي قدمت نفسها بأنها موظفة بقطاع الصحة، تحريضا من قبل الوزير للمواطنين على العاملين بقطاع الصحة، مما دفع بوزير الصحة إلى تقديم توضيح واعتذار عما قد يعتبر سوء فهم لكلامه. وأسهب الوزير في ذكر مزايا نظام «راميد»، إذ قال إن هذا المشروع بدأ منذ كان الوزير الراحل الهاروشي على رأس وزارة الصحة، وأن الحكومة الحالية امتلكت الشجاعة اللازمة لتنزيله، مضيفا أنه يحتاج إلى سنتين ليصل إلى مرحلة التثبيت، وإلى تضافر جهود الجميع. كما أعلن الوزير عن قرب اتخاذ قرار مناولة أشغال التجهيز والبنايات لجهات مختصة للقطع مع استهلاك مجموعة من الأطر الطبية في أعمال لا تتناسب ومهامهم وتمكينهم من العودة إلى تقديم الخدمات الطبية للمواطنين. وكشف الوردي أن ميزانية وزارة الصحة، التي تبلغ 12 مليار درهم، لم يصرف منها خلال السنة الماضية إلا 45 بالمائة بسبب عدم استثمارها نتيجة النقص الحاد في الأطر التي من شأنها تدبير ميزانية من هذا الحجم. كما أثار الوزير قرب الإعلان عن إنشاء مستشفى جامعي بأكادير، وقال إن المشروع يتوقف على توفير ميزانية الخاصة به، والتي تصل إلى ثلاثة مليارات درهم. وعن درجة الانسجام الحكومي، أكد وزير الصحة، في معرض جوابه عن أسئلة المشاركين، أن هناك انسجاما كبيرا بين مكونات الأغلبية، وقال إن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أوصاه بصحة المواطنين خيرا.