تفاجأ سكان مراكش بشخص يهدد المارة بشارع الحسن الثاني بسكينه، وفي غفلة اعتدى على الفتاتين عند نزولهما من حافلة للنقل الحضري أصيبت الأولى في الصدر، فيما جرحت الثانية في اليد والعنق، وبعد اعتقاله من طرف مصالح الأمن، تبين أنه مختل عقليا أصاب شخص، الثلاثاء الماضي تلميذتين بثانوية الحسن الثاني بالحي الشتوي كليز بمراكش، تبلغان من العمر 17 سنة بجروح خطيرة، جراء اعتداء بواسطة السلاح الأبيض من طرف مختل عقلي أمام أنظار تلاميذ المؤسسة التعليمية والمارة قرب الحديقة المجاورة لملعب الحارثي كانتا متجهتين صوب المؤسسة التعليمية المذكورة. وتعود تفاصيل الحادث، عندما كان الظنين، الذي قدم على التو إلى مراكش من أولاد تايمة، يحمل سكينا صغيرة الحجم، ويرتدي سترة سوداء اللون يحيط بها حبل على مستوى الحزام، ويهدد بسكينه المارة بشارع الحسن الثاني، ليقوم بضرب الفتاتين عند نزولهما من حافلة للنقل الحضري أصيبت الأولى في الصدر، فيما جرحت الثانية في اليد والعنق، نقلتا معا إلى مستعجلات مستشفى ابن طفيل. وأفادت مصادر طبية، أن التلميذتين تلقيتا العلاجات اللازمة، وغادرتا في اليوم نفسه المستشفى. إلى ذلك وبعد تطويقه من طرف المارة، حضرت عناصر الأمن بالدائرة الأولى بحي كليز، مرفوقة بعناصر الهيأة الحضرية التابعة للمنطقة الأمنية الأولى إلى المكان عينه لتتمكن من إلقاء القبض على الظنين، والبالغ من العمر 29 سنة من ذوي السوابق العدلية، ويتحدر من أولاد تايمة ضواحي أكادير، والذي تمت إحالته على مصالح الدائرة الأمنية الأولى من أجل تعميق البحث، ليتبين أنه مختل عقليا. وعثرت المصالح الأمنية بحوزته على بطاقته الوطنية، ليحال على مستشفى ابن النفيس للأمراض العقلية، وبعد إخضاعه للفحوصات اللازمة، قرر الطبيب وضعه تحت المراقبة الطبية، بعدما تأكد أنه يعاني اضطرابات نفسية، فيما استمعت عناصر الأمن الوطني بالدائرة الأولى إلى الضحيتين في محاضر رسمية على أساس متابعة الظنين حينما يتماثل للشفاء. من جهة أخرى، نفى المصدر نفسه ما راج بخصوص أن يكون وراء الاعتداء خلفية دينية، مضيفا أن الظنين ربما كان ينوي سرقة هواتفهما المحمولة، وأمام مقاومتهما له استعمل السلاح الأبيض. وفي سياق متصل، تنتشر في منطقة الحي الشتوي والمناطق المجاورة ظاهرة المختلين عقليا الذين يجوبون المنطقة، ويتخذون من المساحات الخضراء فضاءا لتجمعهم، حيث غالبا ما تعاين مجموعة منهم يفترشون الورق المقوى بالحدائق. وتفيد معلومات أن مجموعة من المختلين عقليا يغادرون مستشفى ابن النفيس للأمراض العقلية، ويتجهون صوب الحي الشتوي كليز، ووسط المدينة ومجموعة من الشوارع التي يتخذونها ملجأ لهم. ويعيد الحادث المذكور إلى الأذهان عملية اقتحام فندق «سوفيتيل» بالحي الشتوي، غير بعيد عن مسرح الحادث في وقت سابق من طرف مختل عقليا عمد إلى تجاوز سور الفندق، وتوجه نحو المسبح الأمر الذي تسبب في حالة من الرعب والهلع في صفوف السياح المغاربة والأجانب الذين كانوا بالمسبح، لتتدخل عناصر الأمن الخاص وتوقف الشخص المذكور، والذي اتضح أنه يعاني اضطرابات نفسية، ليحال على مستشفى امرشيش للأمراض العقلية. وكانت جمعيات حقوقية ومواطنون طالبوا بضرورة وضع حد لظاهرة وجود مختلين عقليين يجوبون شوارع مراكش يغادرون مستشفيات الأمراض العقلية، أو يفدون على المدينة في ظروف غامضة، ويتسببون في مجموعة من المشاكل، خاصة في المنطقة السياحية بالمدينة.