«طبيب الفيلاج» آخر عمل رمضاني تسدل به القناة الثانية ستار عروضها الأولى، تميز بحضور مخرجه إسماعيل سعيدي، انتقل في اليوم نفسه من الديار البلجيكية إلى المغرب حرصا على مشاركته في هذا العرض رفقة الفنانين فاطمة أوشاي وجمال لعبابسي وآخرين، عمل مغربي بلجيكي جرى تصويره ما بين بروكسيل وقرية تينوة بمدينة أصيلا. «طبيب الفيلاج» ثاني فيلم تلفزي للمخرج إسماعيل سعيدي مع القناة الثانية بعد فيلمه الأول رحيمو. قناة سليم الشيخ ختمت به سلسلة عروضها الأولى لأهم أعمالها الرمضانية. تقليد دأبت السير على منواله منذ سنوات، تخلق به جسر لقاء وتواصل بين الفنانين والصحافيين، خلاف الأمر بالنسبة لقناة دار البريهي، يفضل مسؤولوها «تسبيق الميم» كما هي عادتهم لا يتواصلون ولايؤمنون بقيمة التواصل مع الصحافة. المخرج إسماعيل سعيدي المقيم ببلجيكا اعتمر أكثر من قبعة في هذا العمل، فهو كاتب السيناريو، والمنتج المنفذ والممثل أيضا، إذ شخص دورا صغيرا أب طبيب التجميل هشام وفي مشهد من بضع دقائق ليكون مصيره الموت « بزاف معروفنيش في هاد الدور ودرتو لحقاش مالقيتش حتى الواحد بغا يديرو، وكان غادي حتى واحد يعرفني كون ما قالش رشيد زكي أنه غادي نشوفو الهيتشكوكية ديال المخرج». يقول إسماعيل سعيدي. الفنانة فاطمة أوشاي ترد عليه «لا أنا عرفتك واخا الشكل ديالك مبدل وداير اللحية..» فاطمة أوشاي عبرت عن غضبها من تعامل القناة مع تصريحاتها وعدم بثها كاملة أو عدم إجراء حوارات معها بالمرة ، ولا الإشارة إليها في إعلانات سلسلة حديدان رغم أنها تشخص دروا رئيسيا فيه وبات لها اسمها الوازن داخل الساحة «أنا عارفة القدر ديالي والرزق عند الله» تقول أوشاي. «طبيب الفيلاج» فيلم هجين على مستويين أولها لغة حواره استخدم فيه اللغة الفرنسية والدارجة المغربية وثانيها اعتمد على تشكيلة ممثلين وتقنيين ولفت بين مغاربة وبلجيكيين. حكاية العمل حكاية بسيطة تروي قصة طبيب تجميل مغربي يقيم في العاصمة البلجيكية بروكسيل كان يعيش حياته طبيعته مع زوجتة البلجيكية وطفله، موت والده سيشكل انعطافة كبرى ستغير مساره المهني والحياتي، الأب وهو على فراش الموت أوصى ابنه بالعودة إلى المغرب لمساعدة الناس وممارسة مهنة الطب الحقيقي بدل أن يبقى مقتصرا على تغيير وتحويل أشكال النساء «ما تداوي والوا حرام عليك تترونسفورمي النساء خصك تعاون الناس وتعالجهم…. هاد حلف» كان هذا آخر كلام لفظه الشريف مولاي عمراني «اسم أب الطبيب هشام» قبل أن ينتهي دوره في الفيلم، وتنطلق رحلة ابنه إلى قرية تينوة البعيدة عن مدينة أصيلا بحوالي خمس كلمترات. هناك سيكتشف طبيب التجميل واقع آخر قبيحا، لا وجود فيه للطبيب أصلا، ولا يؤمنون بالتالي بشيء اسمه الطب، ويكتفون ببركة الفقيه عمار «جمال لعبابسي» وحروزاته. «اختيار هذه القرية لأنني أعرفها وعشت فيها، وحاولت من خلال تصوير كل الفيلم بها أن أعكس الوجه الجميل لقرانا. كما لاحظت لم أركز على أي مظهر سلبي ولكن بأرت على النقط الجميلة وحرصت على هاد الأمر سواء في مظهر الفنانين كلهم كانوا لابسين مزيونين أو في شكلهم…» يؤكد مخرج سلسلة «رحيمو». «طبيب الفيلاج» كتبه نصه وحوارته مخرجه إسماعيل سعيدي باللغة الفرنسية، ولم يترجم إلى الدارجة المغربية، وأوجد أسلوبا في تجاوز هذه العقبة اللغوية مع ممثليه، يعقد معهم اجتماعات مصغرة قبل الدخول إلى بلاتو التصوير «تنقول ليهم وتنشرح ليهم الفكرة كما هي مكتوبة بالفرنسية وتنطلب منهم يعطيوني ما يقابلها بالدارجة أو العربية، وللي يسهل هاد العملية أنني تعاملت مع ممثلين مثل جمال لعبابسي وفاطمة أوشاي لي تنعرفهم وتيعرفوني جبدا نتيجة الاشتغال في سلسلة «رحيمو» وهو للي جعل أن ثقة كبيرة تكون في مابيننا».