سخاء إذاعي كبير يجود به العديد من مسؤولي المصالح بالإذاعة الوطنية على المنتجين والتقنيين المشتغلين تحت إشرافهم إداريا، وتسيب سافر ذلك الذي يسود بالعديد من أقسام «أم» الإذاعات المغربية.. تعويضات تصرف لمنتجين إذاعيين عن مهام خارج الرباط، تحدد مددها الزمنية في أيام ويتكبد هؤلاء المكلفون بها عناء السفر في سبيل إنجازها..ليعودوا قبل انتهاء المدد، مظفرين ومستفيدين من مبلغ إجمالي قدر ب 450 درهم عن كل يوم عمل خارج المؤسس.. تنقل المنتجين الإذاعيين إلى خارج مبنى الإذاعة ونيل التعويضات المادية عن هاته المهام، أمران لا يثيران أية نقاشات لو أن المسألة كانت تتم بطريقة احترافية يراعى فيه احترام الذات أولا وحضور الضمير المهني ثانيا.. وواقع الإذاعة الوطنية يشهد بعكس ذلك، حيث يستفيد منتج إذاعي ما من تعويض مادي عن مهمة خارجية معينة مدتها الزمنية مثلا محددة في عشرة أيام، ومعناه حصوله على 4500 درهم (450×10) . في الوقت الذي يكتفي هذا المنتج بالوجود في عين المكان لمدة يوم أو يومين على أقصى تقدير، قبل العودة إلى بيته وهو ينعم بدريهمات الإذاعة التي تنزل عليه بردا وسلاما وتحية يبعث بها لطيفة إلى مسؤوله أو مسؤولته المباشرة التي شاءت شمله بهذا العطف والرضا والدلع دون غيره من المنتجين الإذاعيين «النزهاء» الذين اختاروا لأنفسهم مسارات أخرى غير هاته.. سخاء الإذاعة واستهتار بعض مسؤوليها وتمادي العديد من المنتجين الإذاعيين في الاستفادة من تعويضات عن مهام «خيالية»، يزيد تفاقما في ظل عدم مراقبتهم من قبل الإدارة العامة الموجودة على رأس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بل وإنزال عقوبات زجرية في حق من سولت له نفسه عدم احترام الواجب الإعلامي والضمير المهني وميثاق الشرف الذي يتوجب احترامه من قبل مختلف المشتغلين والعاملين في الإذاعة الوطنية.. كل هذا يقودنا إلى الطعن في مصداقية أوامر المهام الصادرة عن رؤساء بعض المصالح بالإذاعة الوطنية من جهة، وأحقية هؤلاء المنتجين الإذاعيين في الاستفادة من تعويضات مادية عن أمور أخرى بعيدة عن هاته المهام الخارجية. مع العلم أن كل ذلك يتعلق بصرف وتدبير ميزانية الإذاعة الوطنية باعتبارها كيانا مندرجا في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي تشتغل بناء على ميزانية محددة ومعايير مضبوطة، بعيدا عن المحاباة أو المحسوبية أو المغالطات أو تدليسات أو التفاتات لطيفة من رئيس هاته المصلحة أو تلك، تغدق وبسخاء على كل مشتغل وفق ضمير مهني غائب، وروح انتقلت إلى الرفيق الأعلى وتليت عليها آيات من الذكر الحكيم ودعي لأجلها من أجل نيل جنة الخلد، ولم لا جنات الخلد التي يعلم العلي القدير، من سيستقر بها ومن سيحط فيها يا ترى الرحال؟ إكرام زايد