بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    اتحاد طنجة يفوز على نهضة بركان    مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فينيزويلا..منصة دولية لتهريب المخدرات وقمع الحريات تتربص بالوحدة الترابية للمغرب

تعد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب ودول أمريكا اللاثينية ضاربة في القدم، إذ كان للمغرب السبق في الإعتراف باستقلال هذه الدول، وكذا من أوائل الدول العربية والإفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع بلدان أمريكا اللاتينية، وتجسد ذلك من خلال التمثيل الدبلوماسي والقنصلي، ورغم أن علاقات المغرب مع دول أمريكا اللاثينية قد ضعفت بشكل كبير خلال فترة الحماية ، إلا أن مرحلة ما بعد الاستقلال أعادت العلاقات إلى المستوى العادي من خلال إقامة تمثيليات دبلوماسية حديثة دائمة بكلا الطرفين.
وأدى بروز الكيان الوهمي "الجمهورية الصحراوية" المزعومة على الساحة الدولية، ووصول مد الإعترافات إلى أمريكا اللاثينية إلى حصول تغيير في معطيات العلاقات الخارجية للمغرب مع دول أمريكا اللاتينية المستوى الدبلوماسي أو السياسي، فقد نشطت الدبلوماسية المغربية في مرحلة أخرى من أجل التعريف والدفاع عن القضية الوطنية داخل أمريكا اللاثينية، لكن تشبت أغلب تلك الدول بإعترافها بالجمهورية المزعومة جعل العلاقات بين كلا الجانبين تدخل مرحلة من الركود ميزت فترة حكم الحسن الثاني : فظهرتباين في علاقات المغرب مع تلك الدول بين فئة لا تعترف بمايسمى الجمهورية الصحراوية وأخرى تعترف بها وتقيم علاقات دبلوماسية مع البوليزاريو.
ومع اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية مع مطلع القرن 21 حصلت تغيرات مهمة في المواقف السياسية لأغلب دول أمريكا اللاثينية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة مما ساعد على ظهور توجه جديد نحو المصالحة مع تلك المنطقة من العالم بهدف بناء جسر دبلوماسي للحوار والتعاون بين الجانبين، كما حققت الديبلوماسية المغربية مكاسب حقيقية بعد سحب اعتراف دول الكاريبي بشرذمة البوليزاريو، لتظل وحدها فينزويلا حالة شاذة بالمنطقة مازالت تعيش على أمجاد اليسار، و وتدعي دعما للحركات "التحررية"، وهي في واقع الحال تدعم الجماعات الارهابية وتعمل على تسليحها، ويرتبط نظامها بعلاقات مشبوهة مع شبكات الاتجار الدولي في الكوكايين والسلاح وتهريب البشر، وتدعي دعم الحريات وهي آخر من له الحق للتكلم عنها بعد أن رمت بالمعارضين في غياهب السجون مع تحميلهم مسؤولية قتل المعارضين، بعدما كان الحكومة الفينيزويلية هي من أمر قوات الأمن بالتنكيل بهم.
فينيزويلا.. ضحية كيد جزائري للمغرب
تعود علاقة فينيزويلا مع المملكة المغربية، سنة 1826 عندما بعث قائد حركة التحرير ، سيمون بوليفار ، رسالة إلى سلطان المغرب يطلب منه فيها الاعتراف ببلدان كولومبيا الكبرى وحماية السفن التجارية لهذه البلدان من هجمات القراصنة الأتراك عند عبورها مضيق جبل طارق.
وعلى المستوى الدبلوماسي كانت المملكة أول بلد عربي-إسلامي وإفريقي يعترف بالبلدان المكونة لكولومبيا الكبرى. وقد تواصلت العلاقات بين البلدين من خلال سفارة حتى سنة 2009 عندما بالغت الحكومة الفنزويلية في دعمها للانفصاليين الممولين والمسيرين والمدعمين دبلوماسيا من قبل الجزائر وليبيا القذافي.
لقد وصل مد الإعترافات بالجمهورية الصحراوية المزعومة إلى أمريكا اللاتينية بشكل قوي ما بين 1978-1980 ، حيث أعلنت خمس دول دعمها لحق "الشعب الصحراوي" في تقرير مصيره ، وكانت هذه الدول هي بالترتيب بانما ونيكارغوا والمكسيك وكوبا وكوستاريكا .ثم توالت بعد ذلك موجة اعترافت أخرى بين دول أمريكا اللاثينية وتزامنت هذه الإعترافات مع الحملة الدبلوماسية القوية التي شنتها الجزائر لدعم أطروحة البوليزاريوعلى الساحة الدولية، فقد كانت الجزائر تستغل وزنها الاقتصادي وأموال البترول.
وقد تمكنت من استغلال تقدمها الدبلوماسي على المغرب بفضل مواردها البترولية من أجل نسج شبكة من العلاقات الدبلوماسية جنوبجنوب بهدف توسيع دائرة الإعترافات "بالجمهوري الصحراوية" كما قامت الجزائر بدمج هذا الكيان داخل القارة الإفريقية حيث وصلت سنة 1984 إلى إدخال الجمهورية المزعومة إلى حضيرة منظمة الوحدة الإفريقية رغم عدم قانونية هذا الإنضمام . ثم انتقلت الجزائر بعد خططها ومناوراتها داخل القارة الإفريقية إلى التوجه نحو أمريكا اللاثينية قصد إقناعها بدعم الأطروحات الانفصاليين.
وقد دفعت كل هذه الأحداث بالمغرب إلى التحرك نحو أمريكا اللاثينية في محاولة لسد الطريق على البوليزاريو وتدارك غيابه الدبلوماسي داخل المنطقة بحيث ان مواقف دول أمريكا اللاثينية من قضية الصحراء عرفت تباينا في التعاطي مع هذا الملف الشائك ، إما مع المغرب أو مع الطرح الذي تتبناه الجزائر عرابة كيان الوهم.
1979..الحسن الثاني يرسل الوفود لأمريكا اللاتينية
كان اعتراف المكسيك سنة 1979 بالجمهورية الوهمية، أولما حرك الدبلوماسية المغربية على عهد الراحل الحسن الثاني لتدارك الأمر وضمان الدعم الأكبر لقضية الصحراء بدول أمريكا اللاتينية، من خلال مجموعة من الإجراءات التي اعتمدها الراحل الحسن الثاني في هذا الصدد تمثلت في إرسال مجموعة من الوفود لدول امريكا اللاثينية مابين سنة 1985-1986 لتعطي شروحات وتلقي عروضا حول تطورات قضية الصحراء. هذه المحاولات باءت بالفشل أما تصلب المواقف الذي كشفت عنه هذه الدول إزاء قضية الصحراء.فقد توالت سلسلة اعترافها بالجمهورية الصحراوية دون توقف. وهو ما جعل الدبلوماسية المغربية خلال مرحلة الثمانينات تعرف تراجعا بحيث اقتصرت على تقوية علاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي لم تعترف بالجمهورية المزعومة وخاصة مع الأرجنتين والبرازيل بحكم وزنهما السياسي والإقتصادي في أمريكا الجنوبية.
بينما اتخد المغرب مواقف مغايرة مع الدول التي اعترفت بالجمهورية الوهمية مثل كوبا ، حيث قام المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية معها سنة 1980 ، ثم قرر إغلاق تمثيلية الدبلوماسية بها في سنة 1985، كما قام المغرب بتجميد علاقاته الدبلوماسية مع فنزويلا نتيجة احتضانها للأطروحة الإنفصالية وإقامة علاقات دبلوماسية مع "البوليزاريو".
أما على عهد الملك محمد السادس فقد عرفت علاقات المغرب مع عدة دول من أمريكا اللاثينية تحولا مهما منذ سنة 2000. إذ قامت دول كثيرة بتغيير مواقفها من قضية الصحراء المغربية. حيث سحبت ست دول خلال نفس السنة اعترافها" بالجمهورية الوهمية أغلبها من امريكا الوسطى وهي كل من الهندوراس وكوستا ريكا وغواتيمالا ونيكارغوا والسلفادور والبارغواي ثم تبعت هذه المجموعة كل من جمهورية الدومنيك والإكوادور خلال سنتي 2002 و2004.
فينيزويلا الاستثناء الغريب وغير المبرر
دولة تلو أخرى وسحب تلو الآخر للاعتراف بالكيان الوهمي "البوليزاريو"، من طرف بلدان أمريكا اللاتنينية، لتحاصر فينيزويلا أمام شرعية الموقف المغربي وسيادته التي لا نقاش فيها، وفي كل مرة اقتناع راسخ بشرعية الموقف المغربي ووجاهة مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، ورفض لقيام "شرذمة" لا تتوفر فيه الشروط القانونية والسياسية لبناء دولة، في منطقة أضحت اليوم مرتعا خصبا للجماعات الارهابية.
فقد أعلنت رئاسة الغرفة العليا ببرلمان الباراغواي في 4 يناير 2014، عن وقف علاقاتها بجبهة البوليساريو، معتبرة إياها "حركة انفصالية مسلحة"، و مبدية "دعم الباراغواي للشرعية الدولية في معالجة ملف الصحراء.
سحب الاعتراف تترتب عنه آثار قانونية تلغى بموجبها، كل الاتفاقيات المبرمة مع الكيان الوهمي في وقت سابق، كما يعني قطع كل العلاقات الدبلوماسية مع الجبهة الانفصالية.
وقبل البارغواي كانت بنما، أول بلد في أمريكا اللاتينية اعترف بالجمهورية الوهمية سنة 1976، قد قررت هي الأخرى تعليق الاعتراف بالجمهورية المزعومة ودعم المقترح المغربي للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، مصححة بهكذا موقف خطأ تاريخيا ارتكب إبان حقبة الدكتاتورية العسكرية.
وكان رئيس الدبلوماسية البنمية فيرناندو نونيث فابريغا قد أكد أن قرار تعليق الاعتراف بالجمهورية المزعومة يهدف إلى إصلاح "خطأ" ارتكب في السبعينيات على عهد الديكتاتورية العسكرية للجنرال عمر طوريخوس.
وقبل البارغواي وبنما، كانت هايتي قد اقتنعت بأن المقترح المغربي لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية، هو الحل لإنهاء نزاع عمر لأزيد من ثلاثة عقود، فقررت في أكتوبر 2014، رسميا إنهاء اعترافها ب"البوليساريو"، معتبرا أن قرارها هذا سيسهل عملية حل هذه القضية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام ومبعوثه الخاص من أجل التوصل إلى حل سياسي ، عادل ودائم و مقبول من لدن الأطراف.
وأكدت هايتي أنها تشجع الأطراف على مواصلة المفاوضات ب"حسن نية للحفاظ على الزخم الناجم عن المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للصحراء والتوصل إلى حل يقوم على الواقعية وروح التوافق وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. "
وفي فبراير 2013 ، قررت كل من دولتي "بارباد" و"سان فانسان وغرينادين" تجميد اعترافهما بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" وذلك على منوال دول أخرى بمنطقة الكرايبي كانت قد جمدت أو قطعت علاقاتها مع الجمهورية الوهمية، وأكدت دعمها لمسلسل المفاوضات الذي تم إطلاقه تحت رعاية الأمم المتحدة على ضوء المبادرة المغربية للحكم الذاتي. ولعل هذه القرارات المتعددة والمتواترة بسحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية لتعد بحق نصرا للدبلوماسية المغربية بمختلف مكوناتها، لتبقى فينيزيلا الاستثناء الغريب في المنطقة، ولم يع بعد سياسيوها ونخبتها خطورة دعمه لكيان إرهابي له صلة كبيرة مع التنظيمات الارهابية بالمنطقة، وشبكات تهريب السلاح والبشر ببلدان الساحل الافريقي.
المغرب يعيد فينيزويلا إلى حجمها الحقيقي
خلال جلسة نقاش لمجلس الأمن حول حفظ السلم والأمن الدولي خلال الأسبوع المنصرم حاولت فينيزويلا إعطاء الدروس للمغرب في مجال السلم والأمن، ودعت فنزويلا إلى "تسوية عادلة ومستديمة لنزاع الصحراء، تقوم على أساس حل يفضي إلى تقرير مصير "الشعب الصحراوي"، قبل أن يرد مساعد الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة ويهاجم فينيزويلا، حيث قال عبد الرزاق لعسل، على أنه من المفارقة أن يقدم بلد يشكل تهديدا لجيرانه على التحدث عن السلم والأمن.
وذكر الدبلوماسي المغربي بأن فنزويلا ستكون لها شرعية ذلك حينما تحترم حسن الجوار، الذي يعد مبدأ غير قابل للتصرف للأمم المتحدة.
ولاحظ لعسل أن السلم والأمن يوجدان في موضع تهديد بسبب السياسة التوسعية وعدم احترام حسن الجوار والصلات مع شبكات التهريب، وكذا الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان.
وأضاف أن فنزويلا تشكل تهديدا حقيقيا بالنسبة لأمن جيرانها من خلال محاولاتها امتصاص غويانا لسبب وحيد أن هذه الدولة، العضو بالأمم المتحدة والجارة لفنزويلا، اكتشفت البترول.
وذكر الدبلوماسي المغربي بأن فنزويلا تمول وتسلح الحركات الانفصالية والإرهابية بدولة مجاورة أخرى، وذلك في تجاهل واضح لقواعد حسن الجوار ومبدأ احترام الوحدة الترابية اللذين يعدان من الركائز الأساسية لمبادئ الأمم المتحدة.
وقال العسل إن فنزويلا "تضطهد مواطنيها والزعماء السياسيين المعارضين للأولغارشية الحاكمة"، كما أنها تقيم "صلات مع شبكات الاتجار في المخدرات التي تهدد الأمن الإقليمي"، مضيفا أن هذا "الخبر كان من العناوين الرئيسية للصحافة الدولية".
ودعا لعسل الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن تكون أكثر دقة في اختيار أعضاء مجلس الأمن، عبر الأخذ بعين الاعتبار مساهمتهم في السلم والأمن الدوليين، كما تنص على ذلك المادة 23 من ميثاق الأمم المتحدة.
فينيزويلا.. منصة دولية للمخدرات وتبييض الأموال
في ماي الماضي كتب جاكسون ديل في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن موضوع تورط مسؤولين فنزويليين كبار في تهريب المخدرات وتبييض الأموال، ولفت إلى بدء إهتمام قادة دول أميركا اللاتينية بهذه القضية، هم الذين عملوا لسنوات على التخفيف من حدة مواقف الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز وثورته "البوليفارية".
واللافت في الموضوع، أن نظام تشافيز، الذي تسلّم قيادته نيكولاس مادورو بعد رحيل مؤسسسه، يأوي ليس فقط مجموعة من الإشتراكيين الغريبي الأطوار وفق ديل، بل واحداً من أكبر كارتيلات المخدرات في العالم أيضاً.
فمنذ تمكنت مجموعة من الكوماندوس الكولومبي منذ ثماني سنوات، من الإستحواذ على الكومبيوتر الشخصي لأحد قادة منظمة "فارك" FARC المتمردة، أصبح معروفاً أن تشافيز منح الثوار الذين يتاجرون بالمخدرات ملاذاً آمناً، وسمح لهم بتهريب الكوكايين عبر فنزويلا إلى الولايات المتحدة بمساعدة الجيش الفنزويلي.
ولكن حجم هذه العمليات لم يُعرف بالضبط، حتى انشق ليامسي سالازار مسؤول الأمن الشخصي السابق لتشافيز، ومن كبار الضباط المقربين منه ورحل إلى الولايات المتحدة، ليظهر إلى العلن حجم ما أصبح يُعرف بإسم "كارتيل النجوم".
تبتلع غويانا لانها اكتشفت البترول !
قام الرئيس الفينيزويلي فيكتور مادورو خلال يوليوز الماضي، بسحب سفير بلاده من غويانا بعد المطالبة بوقف تنقيب شركة «إكسون موبيل» عن النفط قبالة المنطقة المعروفة باسم إسكويبو، التابعة لغويانا، بعد أن أوضحت شركة «إكسون موبيل» في ماي الماضي، بأنها «عثرت على نفط في منطقة ستابرويك بموجب ترخيص منحته لها حكومة غويانا». وامتنعت الشركة عن التعليق على الخلاف.
وأفادت غويانا بأن «كراكاس وافقت على التخلي عن إسكويبو في أعقاب حكم لمحكمة دولية في العام 1899، لكن فنزويلا تراجعت فيما بعد عن ذلك القرار».
وحاججت فنزويلا على طرحها بأن «الحكم الذي صدر في العام 1899 غير نزيه، وتصر على ان المنطقة ما زالت موضع نزاع، وتصف الخرائط في فنزويلا إسكويبو بأنها منطقة الاستصلاح»، لتفصح بشكل مباشر عن مطامعها بالمنطقة بعد أن اكتشف فيها البترول.
قمع وسجن المعارضين
في شتنبر الماضي، صدر الحكم على المعارض الفنزويلي ليوبولدو لوبيز بثلاثة عشر عاماً وتسعة أشهر من السجن، بتهمة التحريض على العنف خلال مظاهرات ضد حكومة نيكولاس مادورو عام 2014
ليوبولدو لوبيز معتقل منذ فبراير 2014، وهو مؤسس حزب الإرادة الشعبية المعارض، المعارضة الفنزويلية لم تتقبل الحكم، وهي تستعد للتحرك السياسي من أجل إسقاط الحكم وإطلاق سراح لوبيز.
حزب الإرادة الشعبية لعب دوراً مركزياً في احتجاجات فبراير 2014. وتحمل الحكومة زعيمه مسؤولية سقوط ضحايا خلال هذه الاحتجاجات وهي نفسها التي أمرت بتعنيف المتظاهرين والتنكيل بهم في الساحات لأنهم طالبوا بالتغيير.
أنس بن الضيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.