متضرر: "واش تقدر أنت تخرج بهاذ لفلوكة وتخلي ولادك يتامى" فضيحة من العيار الثقيل، خرجت من جلباب غرفة الصيد الأطلسية الوسطى بأكادير. الأمر يتعلق ب75 قاربا تقيلديا مخصصا لمنكوبي المد البحري العالي، الذي ضرب سواحل أكادير خلال السنة الماضية وكسرت قوارب صغار الصيادين، وأغرقت شباكهم ومحركاتهم ومختلف معداتهم. منحة القوارب، تمت بأوامر ملكية عشية النكبة، ونص الأمر الملكي على تعويض المنكوبين في أقرب الآجال في مدة حددت في أربعة أشهر، لكن كتب لمشروع القوارب أن يتأخر بأكادير طويلا لاعتبارات سياسية، وعندما خرج إلى الوجود عرض على الوالي زينب العدوي قصد التدشين يوم عيد الاستقلال، وكانت الصدمة مضاعفة بعدما وضع المسؤولون على المشروع أمام عدسات الكاميرات عينة من القوارب متصدعة بشكل ظاهر، وأخرى مرقعة ب«الماستيك» المخفي بالصباغة الزرقاء، وكانت تلك القوارب أجود ما لديهم، فكانت النكبة أكبر من نكبة المد البحري. رغم أن الغرفة الأطلسية في شخص رئيسها القديم الجديد، وضعت أجود ما صنع فقد بدا للصحافيين بالعين المجردة أنهم أمام «قوارب الموت» وليس أمام قوارب لإنقاذ نساء ومسنين معوزين من الانتظار الذي قارب السنتين فتصدعت الألواح الخشبية وتباعدت بفارق يصل أحيانا سنتيمين، فلم يتردد أحد الصيادين أن يحدث الصحافي المحاور «واش هاذ لفلوكة تقدر أنت تخرج بها للبحر تغامر بحياتك وتخلي ولادك يتامى»، وهو يتكلم بحرقة كاشفا عن تصدعات بارزة بالقارب الذي كانت الوالي زينب العدوي تتأهب لمنحه إلى المستفيدين بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال. أحد المستفيدين من جانبه، كشف العيوب بقوله «هاذ الخشب النوع ديالو ماشي ديال لفلوكة، ولبلانش كاع ما مزدي»، يعني أنه غير ملتصق وسيغمر الماء جوفه. «شوف الشقة كيف دايرة» يكشف المتضرر، أما بحار آخر قال «لفلوكة كاتدير غير اربعين ألف ريال يمكن نتسلفوها بأنفسنا، نحن نريد الشباكي والماطر لي مشاو لينا». إدريس النجار تصوير: إبراهيم فاضل