تغير نمط العيش و بروز بعض التجمعات السكنية الشبه حضرية خلال السنوات القليلة الماضية، رفعت من عدد الساكنة بتحناوت، امزميز وايت اورير وبعد انتعاش نسبي للسياحة في منتجعات الاقليم بكل من امليل، اوريكة وتغدوين، اسباب حولت اقليمالحوز الى مطرح للنفايات الصلبة ما شكل هاجسا حقيقيا للمسؤولين والمواطنين على حد سواء لما لها من اضرار بيئية على البلاد والعباد. هذا الامر دفع السلطات المحلية والاقليمية وكذا الجماعات الترابية للبحث عن الترياق الشافي لداء النفايات الصلبة الذي ينخر جسم البيئة بالاقليم، فبادرت السلطات الاقليمية الى وضع خطة عمل اقليمية "ستنفد" بشكل تشاركي بين مختلف المتدخلين اسمتها "المخطط المديري لتدبير النفايات الصلبة" بعد أن عجزت الجماعات الترابية الحضرية منها والقروية بالاقليم في مواجهة جحافل النقط السوداء داخلها في ضل غياب مطارح تستجيب للمعايير البيئية المتعارف عليها وتراعي صحة المواطنين. فبعض هذه الجماعات يكتفي بانشاء مطارح عشوائية اثارت سخط السكان والجمعيات المهتمة بالبيئة على حد سواء، ويعتبر المطرح البلدي بايت اورير اخطرهم على سكان المدينة، الذين يتجاوز عددهم ال30 الف نسمة حسب الاحصاء الاخير، بحيث تعالت اصواتهم في اكثر من مناسبة ضد السلطات لوضع حد للمعاناة التي يعيشونها جراء تناوب هجمات " الناموس " والروائح الكريهة التي تزكم انوفهم و المنبعة من المطرح اضافة الى تلبد سماء البلدة بأدخنة تخنق الانفاس. عدم وجود وعاء عقاري بالاقليم بحكم طابعه الجبلي حيث لايشكل السهل سوى 30 في المائة من مساحته الاجمالية، يزيد من تعقيد تطويق الاشكال، وتجد الجماعات الترابية في هذا الاكراه مظلة تحتمي تحتها عندما تثور ثائرة السكان ضدها. وفي ظل هذا الوضع الخطير على البيئة قامت سلطات الحوز خلال السنوات القليلة الماضية بابرام اتفاقية مع الشركة التي كانت تدبر النفايات بمدينة مراكش من اجل استقبال نفايات الحوز مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز حوالي 250 درهم للطن انطلاقا من مطارح تحويلية في كل من ايت اورير وتحناوت وامزميز التي تستقبل نفايات الجماعات الاكثر بعدا، الا ان هذا التجربة باءت بالفشل بعد قدوم شركة جديدة لتدبير النفايات الى مراكش والتي رفعت من المبلغ المطلوب من سابقتها بشكل رفضته سلطات الحوز، ليدخل الاشكال منعطفا خطيرا وضع كل المتدخلين فيه في مازق جديد، ودفع السلطات الاقليمية من جديد لتكليف مكتب للدراسات في المجال لوضع المخطط المومأ اليه من أجل احتواء النزيف. وفي لقائه الثاني مع كل المتدخلين وبحضور عامل الحوز عرض مكتب الدراسات المذكور يوم الثلاثاء بمقر عمالة الاقليم مضامين المخطط والسبل الكفيلة، وبشكل تشاركي، بتدبير النفايات الصلبة بالحوز. لحسن معتيق