الطالبي يترأس الوفد البرلماني في أشغال المؤتمر 47 والدورة 84 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي بكينشاسا    عمر هلال يستعرض ركائز السياسة الخارجية للمملكة    تصفيات مونديال 2026.. الكونغو الديموقراطية تعبر إلى الملحق العالمي بعد التفوق على نيجيريا بركلات الترجيح (4-3)    إرسموكن : "بصحة جيدة وقميص جديد"… أملال إرسموكن لكرة القدم يُطلق موسمه ببادرة مزدوجة    توقعات أحوال الطقس لليوم الاثنين    أحكام ثقيلة في الحسيمة ضد متهمين بالاتجار في المخدرات القوية والاعتداء على موظفين عموميين    "جمهورية نفيديا".. سباق التسلّح التكنولوجي يبدّد وهم السيادة الرقمية    تفاصيل جديدة في قضية سرقة "مجوهرات التاج" من متحف "اللوفر"    لقد ونمَ الذبابُ عليه..    التدريس الصريح    تشكيلنا المغربي..    التواصل في الفضاء العمومي    العرب في معرض فرانكفورت    منظمة حقوقية تنبه إلى جريمة جنسية    الرياض تستضيف الدورة ال21 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية    حقيقة الديمقراطية الإسرائيلية    الكونغو الديمقراطية في ملحق المونديال    وزير الخارجية الفرنسي يرجح عودة بوعلام صنصال إلى فرنسا "في الأيام المقبلة"    أزيد من 3 مليار دولار حجم الإنفاق على أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    ألعاب التضامن الإسلامي.. المغرب يحصد ذهبية وبرونزية في منافسات التايكواندو    حكيمي وصلاح وأوسيمين يتنافسون على لقب أفضل لاعب إفريقي 2025    ارتفاع الفائض التجاري لمنطقة اليورو بدعم من الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة    ارتفاع جديد في أسعار المحروقات بالمغرب    تقرير إخباري: كلميم على حافة التهميش والاحتقان الاجتماعي.. ودور السلطة الترابية في تعثر التنمية المجالية    نقاش ساعات العمل بالتعليم الابتدائي يتجدد على إثر فهم الوزير لدراسة "طاليس".    أربعاء أيت أحمد : حملة طبية بتينكطوف تعيد الدفء الصحي إلى منطقة جبلية وتخفف عبء التنقل عن الساكنة.    بنكيران: المغاربة يلتقون بي و يخاطبونني "أيامك كانت زينة آسي بنكيران"    سفيرة الصين بالرباط تلتقي محمد أوجار وأعضاء بارزين في حزب الأحرار    عكاشة: "الأحرار" يستعد لانتخابات 2026 بطموح المحافظة على الصدارة    الوزير مزور يترأس بتطوان أشغال المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال ويشرف على تنصيب مفتش جديد للحزب بعمالة المضيق    3.3 مليار دولار حجم الإنفاق على أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    التمويلات المبتكرة: خدمة جيدة أم ديون مقنعة؟ نقاش هادئ مع لقجع    "الحرارة وشح المياه وارتفاع منسوب البحر".. مخاطر المناخ في المغرب تفوق ما تسمح به قدرات التكيف الحالية    جمعية بتيفلت تستنكر طمس جدارية فنية وتطالب بتوضيح رسمي ومحاسبة المسؤولين    يشارك في هذه الدورة 410 فنانا وفنانة من 72 دولة .. أكادير تحتضن الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا    صالون "الشاي يوحّد العالم" يجمع المغرب والصين في لقاء ثقافي بالبيضاء    باحث ياباني يطور تقنية تحول الصور الذهنية إلى نصوص بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي    هلال يخرج عن صمته بشأن حجب العلم الجزائري ويؤكد احترامه لرمزيته    أشرف حكيمي يطمئن جماهيره بصور جديدة خلال مرحلة التعافي    أكرد يغادر معسكر المنتخب المغربي    "إعادة" النهائي الإفريقي.. المغرب في مواجهة مصيرية مع مالي بدور ال16 لكأس العالم    دراسة أمريكية: الشيخوخة قد توفر للجسم حماية غير متوقعة ضد السرطان    النسخة الثانية من الندوة الدولية المنعقدة بوجدة تصدر اعلانها حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض 20 فيلماً قصيراً في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة    الإنعاش الميداني يجمع أطباء عسكريين‬    طقس الأحد.. أجواء غائمة مع نزول أمطار بعدد من مناطق المملكة    لبنان سيقدم شكوى ضد إسرائيل لبنائها جدارا على حدوده الجنوبية تجاوز "الخط الأزرق"    هل تمت تصفية قائد الدعم السريع في السودان فعلا؟    بلباو تُهدي فلسطين أمسية تاريخية.. مدرجات تهتف والقلب ينبض    أكنول: افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان اللوز    الناظور .. افتتاح فعاليات الدورة 14 للمهرجان الدولي لسنيما الذاكرة    منظمة الصحة العالمية تعترف بالمغرب بلدًا متحكمًا في التهاب الكبد الفيروسي "ب"    دراسة: ضعف الذكاء يحد من القدرة على تمييز الكلام وسط الضوضاء    المسلم والإسلامي..    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسطين على لسان صحفييها
نشر في أيت ملول يوم 26 - 07 - 2013

مِن أيت ملول سنأخذكم في رحلة إلى أرض عزيزة على قلب كل عربي وكل مسلم، إلى مكان حيث الموت يحلق في الأجواء ويجول في الأنحاء،مكان يُجيد فيه العدو كل فنون التنكيل والتعذيب والقتل،من هنا إلى هناك إلى فلسطين الغالية وبالتحديد غزة.في هذا اللقاء الشيق مع الصحفيين الفلسطينيين المتألقين "زهير دولة" و"خالد كريزم" حيث سنحاول التعرف على الأوضاع في غزة .
زهير مصطفى زهير دوله، من سكان قطاع غزة، بلدته الأصلِية التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948 هي (يافا) وتسمى عروس بحر فلسطين، من مواليد 23 غشت 1984، متزوج ورزقه الله بطفلتين، حاصل على شهادة البكالوريا من الجامعة الإسلامية بغزة تخصص صحافة وإعلام في عام 2006، ويعمل مراسلا لصحيفة الإمارات اليوم بفلسطين، وقناة الإقتصادية السعودية في غزة.
خالد كريزم صحفي فلسطيني مُقيم في قطاع غزة، يعمل مع وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، وكاتب في الموقع العالمي "المونيتور"، يعمل كذلك على إعداد تحقيقات صحافية استقصائية بالتعاون مع شبكة "أريج" الدولية، خريج صحافة وإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة، ويكتب في العديد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية.
-تعرف مصر مند 30/06 أحداثا سياسية متسارعة مما أدى إلى إنفجار الوضع وعدم الاستقرار خصوصا في سيناء هل لهذا أثر على الأوضاع في غزة ونحن نعيش أيام الشهر الفضيل؟
"زهير دولة" بداية أود أن أعبر عن سعادتي الكبيرة لإجراء هذا الحوار، فأنا أعشق المملكة المغربية وأهلها ،وبالنسبة لسؤالك فبكل تأكيد هذه الأحداث أترث بشكل كبير على الأوضاع في القطاع ، لاسيما أن جمهورية مصر العربية تعد المتنفس والمنفذ الوحيد لسكان غزة المحاصر من الجو والبر والبحر، ويعد معبر رفح البري الواقع على الحدود بين غزة والجانب المصري المفند الوحيد لأكثر من مليون ونصف فلسطيني على العالم الخارجي، إلى جانب الأنفاق التي تم إقامتها بعد تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة في عام 2007، وباتت هي شرايين الحياة الرئيسية للقطاع والتي تورد كافة المواد الغذائية والبضائع التي منع الاحتلال دخولها عبر المعابر التجارية التي أغلقها وسيطر عليها.
وبعد أن تفجرت الأحداث في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي، أُغلق معبر رفح البري لمدة خمسة أيام متتالية، وبعد ذلك أصبح يعمل بشكل جزئي، حيث أصبح العمل فيه فقط لمدة 4 ساعات بعد أن كان يعمل أكثر من 8 ساعات يوميا، وهذا تسبب بتقليص عدد المسافرين سواء العائدين إلى غزة أو الخارجين منها، حيث بات يغادر القطاع أعداد تقل عن 400 مسافر يوميا، بعد أن كان يغادرها ما يقارب 1500 مسافر يوميا.
وبفعل هذه الأحداث أيضا تم إغلاق غالبية الأنفاق الأرضية، مما تتسبب بأزمة حادة في الوقود بالقطاع، حيث أن سكان غزة يعتمدون بشكل كبير على الوقود المصري في ظل تقليص الكميات التي يتم إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليها الاحتلال، كما تسبب إغلاق الأنفاق في إرتفاع أسعار المواد والبضائع الأساسية والتي بدأت تنفذ في الأسواق، فسكان غزة يعتمدون على غالبية احتياجاتهم اليومية على ما يتم جلبه من الأراضي المصرية عبر الأنفاق.
ويضيف "خالد كريزم" الأمر يتعدى ذلك إلى نقص حاد في الأدوية التي تدخل عبر مصر أيضًا، عدا عن ذلك فهناك تحريض من الإعلام المصري بشكل كبير ضد غزة لإدخالها في الأزمة المصرية كجزء من المشكلة بسبب العلاقة الفكرية بين حركة حماس والإخوان كحركة عالمية تبرز حماس تحتها، لكنّ ما يتحدث عنه الإعلام المصري من وجود عناصر تخريبية لحماس في مصر عارٍ عن الصحة.
-إضافة إلى الأوضاع في مصر وما ترتب عنها في غزة.الفلسطيني يعاني حصار الاحتلال حيث المعاناة من شح الموارد وصعوبة الحياة وتوفير المستلزمات والمسئولية التي تضاعفت.ماذا يفعل أهلنا هناك في رمضان من أجل توفير كل هذا؟
"خالد كريزم" الفلسطيني يعيش رمضان كبقية الشهور بأبسط ما هو متوفر من مواد غذائية من بعض المنتجات الغذائية التي تُزرع وتُصنع محليًا، إلا أنّ هناك عائلات كثيرة تُعاني الفقر والحرمان وتحتاج لمن يدعمها بشكل متواصل، لكن أوضاع الناس هنا بخير كثير لتعاونهم مع بعضهم.
"زهير دولة" أهل غزة ليس لهم إلا الله، منذ سنوات طويلة وهم يتعرضون للمعاناة، ويشتكون من قلة وندرة المواد الغذائية والتموينية، أعتقد أنه ليس هناك بديل آخر لسكان غزة، فالأنفاق كانت هي الشريان الوحيد والحل المؤقت في ظل الحصار المشدد، حيث أن الاحتلال أغلق المعابر الرئيسية للقطاع وهي كارني، وناحال عوز، وصوفيا، وأبقى على معبر واحد وهو كرم أبو سالم والذي يعمل بقدرة تشغيله تصل إلى أقل من 50% من القدرة التي كانت تعمل بها المعابر الأربعة في السابق، كما يتحكم بعمله حسب مزاجه، ويغلقه باستمرار.الآن الأهل في غزة يقضون حاجتهم بما هو متوفر، وما يتم إدخاله عبر معبر كرم أبو سالم، ولكن كما تحدثت فإن هذا المعبر لا يسد إلى ما يقارب 20% من حاجات السكان للمواد الأساسية.
-هل توافقني أن بعض الأطراف الفلسطينية التي كانت تدلي بتصريحات تؤيد فيها جماعة الإخوان قبل 30 يوليوز أدت الى فتور في العلاقة مع الجارة مصر في هذه الفترة؟
"خالد كريزم" منذ فوز الرئيس مرسي والمسؤولون الفلسطينيون يتجنبون التدخل والحديث عن مصر سوى بالخير والاستقرار وأنّ قوتها من قوة غزة، لم يكن هناك تأييد صريح ومباشر ومُطلق للإخوان، لكن بعض وسائل الإعلام المصرية تُحاول شيطنة الفلسطينيين وتشويه صورتهم وإقحامهم في الأزمة لأنها تعتقد أنّ حماس التي تحكم غزة يجب أن لا تبقى ففي ذلك خوف من امتدادها وامتداد الإخوان وتشكيل حلقة دعم ومناصرة بين غزة ومصر.
"زهير دولة" أعتقد أن حركة حماس الآن تأخذ موقف المحايد، ولا تريد أن يكون لها موقف لطرف ضد طرف آخر، وذلك حتى لا تزيد الحملة التي يشنها الإعلام المصري على سكان القطاع، وحتى تحافظ على العلاقات التاريخية والطيبة مع الشعب المصري.
(أقاطعه)بسبب هذه الأحداث عانيت في العودة إلى غزة عندما كنت بالمغرب.
لا أريد أن أسميها معاناة، فأقسم بالله أن أجمل أيام حياتي هي تلك التي قضيتها في المغرب عندما كانت فلسطين ضيف شرف في ملتقى شباب نبراس الدولي للإعلام، فعلا أهل المغرب هم أهل الكرم والجود والأخلاق الطيبة، لم أشعر في يوم أنني بغربة، فجميع الناس شعرت وأنهم أهلي، وجميع البيوت التي دخلتها لم أشعر أنها غريبة عني، ولكن مثلما هناك موعد للقاء هناك موعد للوداع والمغادرة، فكان من المفترض أن نغادر المغرب يوم 8 يوليوز عبر مطار الملك محمد الخامس إلى مطار القاهرة.
ولكن بسبب إغلاق معبر رفح البري يوم 6 يوليوز2013 والذي كان في بدايته حتى إشعار آخر واستمر لمدة خمسة أيام متتالية، لم نتمكن من السفر، وقد فات موعد الطائرة، ولم نجد موعد قريب سوى يوم 16 يوليوز، هذا بالإضافة إلى أن بعض شركات الطيران كانت وحسب ما سمعنا من أصدقاء ووسائل الإعلام أنها ترفض سفر أي فلسطيني من غزة إلى القاهرة إلى بعد أن يحصل على موافقة أمنية من السفارة الفلسطينية، وبعد أن يتم فتح المعبر بشكل كامل، ولكن نحن لم نواجه ذلك بفضل الله، إذ توجهنا إلى مطار الملك محمد الخامس ومن ثم إلى مطار القاهرة وسافرنا إلى غزة برا عبر معبر رفح البري.
-ما هو رأيك في الصراع الدائر بين فتح وحماس؟من الضحية ومن المستفيد؟وما مدى تأثير هذا الصراع المواطن؟
"خالد كريزم" الضحية هو الشعب والمواطنين الذي يبحثون عن الأمن والاستقرار والعمل ،والمستفيد الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي، بالطبع لهذا الانقسام تأثير على حياة المواطن الذي أصبح فاقدا للأمل باعادة توحدهم، فتجد في البيت الواحد أشقاء بعضهم يؤيدون فتح وآخرون يؤيدون حماس، فلكل حركة معتقدات وأهداف تختلف عن الأخرى.
"زهير دولة" الصراع الدائر بين فتح وحماس والذي نطلق عليه الإنقسام الفلسطيني الداخلي، هو لا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى والأخيرة، فهذا الإنقسام مقيت ويرفضه كل فلسطيني، وقد أضر بالفلسطينيين كثيرا، وحرمهم الكثير، وقد تسببت بمشاكل إجتماعية كبيرة إلى جانب المشاكل السياسية، فهناك بعض عائلات ترفض أن تزوج شابا فقط لأنه ينتمي لحركة حماس أو العكس.
-ما هي الوسائل التي تستعملونها للتواصل مع إخوانكم في الضفة؟
"خالد كريزم" التواصل مع الضفة الغربية صعب برًا، حيث لا يسمح الاحتلال بالدخول للضفة سوى للمرضى الذين يملكون تحويلات طبية للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو مستشفيات مدن الضفة، أو للتجار الذي يذهبون للعمل، ولا يكون التواصل سوى عبر الانترنت أو الاتصال الهاتفي للمواطنين العاديين، كما يتعرض العديد من المرضى والتجار للابتزاز لتقديم معلومات للمخابرات الإسرائيلية أثناء العبور مقابل الدخول أو الحصول على العلاج، كما يتعرض العديد منهم للاعتقال رغم إعطاء المخابرات موافقة على دخولهم" وربما الذهاب إلى أوروبا بالنسبة لأهل غزة أسهل لهم من الذهاب للضفة الغربية التي هي جزء أصيل من بلدهم"
"زهير دولة" أنا لي أقارب كثر و أصدقاء في عدة مدن بالضفة الغربية نلتقيهم في المؤتمرات الإعلامية التي تنظم في جمهورية مصر العربية أو في المملكة الأردنية الهاشمية أو بعض الدول العربية، ولكن بسبب قيود الاحتلال، وسيطرته على الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة ال 48 لا يتمكن أي فلسطيني من غزة زيارة هذه المناطق، كما يحرم أي فلسطيني من خارج قطاع غزة زيارته.
-هل توافقني الرأي أن الربيع العربي الذي مازال مستمرا شكل غمامة على القضية الفلسطينية إعلامياً؟ حيث أصبحت القنوات العربية والدولية المتخصصة في الأخبار تسلط الأضواء على ما يقع في بلدان الربيع العربي وإغفال المعاناة المستمرة للفلسطينيين؟
"زهير دولة" أوافقك وبشدة، وهذا ما أعانيه أنا كصحفي أعمل داخل الأراضي الفلسطينية لصحيفة عربية، ففي غالب الأوقات كانت بعض تقاريري التي أنجزها لا يتم تأخير نشرها بسبب الاهتمام بالأحداث في سوريا ومصر غيرها من الدول العربية، بالرغم من أن الاحتلال استغل هذه الأحداث ليصعد من عمليات التهويد وهدم المنازل والسيطرة على الأراضي في الأوقات التي ينشغل فيها العرب بثوراتهم ومشاكلهم الداخلية.
"خالد كريزم" الربيع العربي في البداية ناصر فلسطين لأن الثوار اعتبروا أن فلسطين التي تعرضت للملاحم والقتال على مدار سنوات طويلة هي ملهمة الثورات العربية، وإذا كان من شيء أكل إعلاميًا حصة كبيرة من الحديث عن القضية الفلسطينية، ليس الثورات نفسها لأن الثوار عندما هتفوا في الميادين بإسقاط الأنظمة الظالمة، هتفوا في اليوم التالي بتحرير فلسطين، لكن من أكل من تلك الحصة هو ما أعقب الثورات من أزمات داخلية واقتتال وخلافات، وفلسطين دائما تعود إلى الواجهة لكثرة الأحداث الواقعة فيها.
-ما هو دوركم كإعلاميين في هذه إيصال حجم المعاناة التي يعيشها أهلنا في غزة ؟
"خالد كريزم" المعاناة في غزة مستمرة نعيشها إعلاميا بشكل يومي، فلا يمر يوم إلا ونتحدث عن الأزمات والحصار والقتل والدمار، أصبحت تلك المشاكل جزءًا من حياتنا اليومية، نصل الليل بالنهار لنوصل الرسالة للعالم بكتابة التقارير الإنسانية والسياسية والاقتصادية التي تُعبر عن أوضاع غزة، ونعمل على ترجمة بعض الموضوعات المهمة لنقلها للعالم بلغات مختلفة.
"زهير دولة" الصحفي الفلسطيني هو مقاوم ولكن ليس بالسلاح، وإنما بقلمه وكاميرته وإحساسه، فهو بشكل بارقة الأمل للمحرومين والمظلومين والمقهورين والمحاصرين، ويحمل على عاتقه رسالة هؤلاء إلى العالم، وأعتقد أن لولا عمل الصحفيين خلال فترة الحصار معركتي الفرقان عام 2009، وحجارة السجيل 2012 لما شاهد العالم حجم المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الأطفال والنساء والمدنيين.الصحفي الفلسطيني وخاصة في غزة يقاوم ويتحدى كل أشكال المعاناة والخطر من أجل أن يفضح جرائم الاحتلال، وينقلها للعالم، ويوصل صوت المظلومين، فقد ارتقى الكثير من زملائنا شهداء وهم ينقلون جرائم القصف والإبادة بحق السكان، ومنهم الشهيد فضل شناعة مصور وكالة رويترز للأنباء، والزملاء في فضائية الأقصى، هذا بالإضافة إلى إصابة العشرات من الصحفيين الذين تعرضوا للقصف وإطلاق النيران وهم يوثقون جرائم الاحتلال.
-كنتم ضيف شرف في ملتقى شباب نبراس الدولي للإعلام في دورته الرابعة بمدينة اكادير .كيف وجدتم الأجواء في حاضرة سوس(أكادير) ؟
"زهير دولة" الأجواء كانت أكثر من رائعة، وكنت في قمة سعادتي هناك، فقد التقيت بخيرة الأصدقاء والزملاء الصحفيين، أينما وجهت وجهي كنت أرى الإبتسامة العريضة والترحاب الواسع، فكانت هذه أعظم مشاركة لي على صعيد عملي المهني، وأروع زيارة لي على الصعيد الشخصي، فأهل المغرب وخاصة أكادير أهل كرم وجود، فكل من عرف أننا من فلسطين استقبلنا بأفضل استقبال، وقد لامسنا حجم العشق الكبير من أهل المغرب لأهل فلسطين.
"خالد كريزم" الأجواء جميلة في مدينة أكادير والمغاربة أناس طيبون قدموا لنا كل الخير وأكثر، وكان الملتقى تجربة جميلة لعرض واقع الصحافة الفلسطينية وكيفية عمل الصحفي الفلسطيني في الميدان تحت القصف وخلال سنوات الحصار، كما تعرفنا على كيفية عمل الإعلام المغربي وأهم مميزاته وبعض المعوقات التي يتعرض لها.
أخ خالد وقعت لك طريفة في مدينة مراكش، إحك لنا ماوقع
كنت صائما وكان عندي مقابلة ضرورية على SKYPE ولم أجد انترنت وقتها سوى في محطة القطار مراكش، فأردت استعمال الانترنت فقط وقلت للنادلة أنني أريد الانترنت وأني سأدفع مقابل ذلك، فقالت بأنني لا بد أن أشرب شيئًا، قلت لها بأني صائم، فقالت اطلب شيئاً ولا تشربه، فطلبت شاي ليبتون، فضحكت وقالت لماذا تريد أن تُرهقني بعمل الشاي وأنت لا تريد أن تشربه، اطلب مشروبا غازيا مثلاً، ففعلت لكنني لم أشربه، وانتهيت من المقابلة وتركته.
-كلمة حرة أو رسالة لكما كإعلاميين شابين تريدان أن توصلانها
"زهير دولة" أنت قلتها زميلي العزيز خالد، كلمة حرة، ومن هذه الكلمة تكون بداية رسالتي لكل صحفي وإعلامي عربي، يجب أن تكون حرا، لا تقيد قلمك ولا فكرك، اعمل بلا قيود أو حدود، اكتب من أجل أن تنصر قضية عادلة، وليس لتؤيد طرف ضد طرف آخر.
كن جريئا ومغامرا، ولا تخشى في الحق لومة لائم، اعمل كل ما بوسعك من أجل نصرة الحق، ومن أجل عدالة المجتمع، فأهم شيء ممكن أن يفعله الإعلامي هو أن ينحاز لقضايا المجتمع والناس، وأن يكون قريبا منهم ومن معاناتهم وإحتياجاتهم.
"خالد كريزم" رسالتي أن الإعلاميين المغاربة وصلتهم الصورة الواضحة عن فلسطين وغزة، يجب أن تُنقل هذه الرسالة، ولا بد من الاهتمام بما يحدث في فلسطين لأنه يخص جميع العرب والمسلمين، فكل يوم يقتحم جنود الاحتلال المسجد الأقصى وكل يوم يشتد حصار غزة براً بحراً وجواً، نقل الصورة أمانة على الصحفي المهني صاحب الهدف والمبدأ، لذلك فإنّ عليكم مسؤولية كبيرة لا تُهملوها.
ختاما لا يسعني إلا أن أشكركما على سعة صدركما وأتمنى أن نكون قد وضّحنا ولو القليل من معاناة لا يشعر بها إلا من يعيش تفاصيلها كل يوم بل وكل لحظة هناك في فلسطين غزة.أتمنى لكما التوفيق في حياتكما النضالية من أجل إعلاء راية الحق وراية فلسطين فأنتم الأقلام التي لا تجف في سبيل نقل الخبرْ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.