ولي العهد مولاي الحسن يحتفل بذكرى ميلاده ال 21    لماذا يعاكس العدالة والتنمية الطبقة المتوسطة؟    الجيش الإسرائيلي يعلن سيطرته على معبر رفح    عميد شرطة بتزنيت يتعرض لطعنة سكين    إحداث أزيد من 16 ألف مقاولة جديدة في المغرب    عبد الجليل يترأس مراسم المعرض الدولي للنقل واللوجيستيك لأفريقيا والمتوسط "لوجيسمد"    نشرة إنذارية: موجة حر تصل إلى 44 درجة بعدد من أقاليم المغرب    كأس الكونفدرالية: "كاف" يحدد موعد نهائي نهضة بركان والزمالك المصري    لفتيت يعزل بودريقة والمحكمة الدستورية تصادق على القرار    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    انطلاق تكوين أساتذة مادة الأمازيغية في السلك الابتدائي بجهة طنجة    انتشار تعاطي السجائر الإلكترونية بين الأطفال يجر مزور للمساءلة    فرقة "أتيز" الكورية تتصدر نجوم مهرجان موازين    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    ارتفاع حركة النقل الجوي بمطار الحسن الأول بالعيون    ما مصير الأساتذة الموقوفين بعد إحالة ملفاتهم على وزارة بنموسى؟    ارتفاع عدد ضحايا حوادث السير من مستعملي الدراجات النارية بنسبة 31 في المائة    وزارة الصحة في غزة: 34789 فلسطينيا قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر    سلسلة "اولاد إيزا" الكوميدية تثير غضب رجال التعليم وبنسعيد يرد    مؤتمر عربي بالقاهرة يبحث آلية لجمع ورصد مؤشرات النزاهة في في القطاع العام في الدول العربية    انطلاق الدورات التكوينية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية بجهة طنجة تطوان الحسيمة    بايرن يخطف نجم الميلان ويربك حسابات ريال مدريد    ارتفاع أسعار النفط بعد الضربات الإسرائيلية على رفح    المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ يزور الولايات المتحدة    الطيران الأميركي يعلن التحقيق مع "بوينغ"    جيش إسرائيل يعلن السيطرة على معبر رفح    بطولة ألمانيا: الفرنسي كومان يعود لتدريبات بايرن ميونيخ    بطولة انجلترا: وست هام يعلن رحيل مدربه مويس نهاية الموسم    تقرير الخارجية الامريكية: المثليين المغاربة كيعانيو.. كاين عنف واعتداءات واعتقالات وتهديدات بالقتل    قاضية صبليونية انتاقدات التعاون بين المغرب وبلادها في مجال تهريب المخدرات    المنتخب الوطني "للفوتسال"يحتل المرتبة السادسة عالميا    أمازون: سنستثمر 9 مليارات دولار فسنغافورة    سيمانة قبل ما يبدا مهرجان كان.. دعوة ديال الإضراب موجهة لكاع العاملين فهاد الحدث السينمائي الكبير وها علاش    صعود أسعار الذهب من جديد    بأكثر من 15 مليون دولار.. نجل الصفريوي يشتري منزلاً في ميامي وهذه صوره    منير المحمدي يكشف.. هذا هو قدوتي وهذا ما كنت لأفعله لو لم أكن لاعب كرة قدم!    حدث في أمستردام.. تميز النساء المغربيات يُبرز في لقاء جمع نساء من مختلف الثقافات    "فريق نجم طرفاية: قصة نجاح وتألق في عالم كرة القدم"    إبراز فرص الاستثمار بالمغرب خلال مائدة مستديرة بالولايات المتحدة        كبير إيطاليا يدخل بقوة على خط التعاقد مع زياش    "العرندس" يتوج نفسه وينال جائزة الأفضل في رمضان    زيلينسكي يستعجل استلام أسلحة غربية    هتك عرض تلميذات من طرف مدير ثانوية فمولاي يعقوب.. المشتبه فيه للجدارمية: الكاميرا اللي عندي فالمكتب كتخدم غير فوقت الامتحانات وصافي والبورطابل ديالي ضاع مني    الدورة الثانية عشر لعملية تأطير الحجاج بإقليم الناظور    الأمثال العامية بتطوان... (591)    وفاة المقدّم التلفزيوني الفرنسي الشهير برنار بيفو    بلقصيري: أجواء افتتاح مهرجان سينما المرأة والطفل في دورته الأولى    وثائقي فريد من وزارة الثقافة والتواصل يبرز 6 ألوان فنية شعبية على ضفاف وادي درعة    اللي كيمشي لطريفة وعزيز عليه الطون والسربيسة والسينما: ها مهرجان وها الافلام المغربية المعروضة فيه    دراسة: السجائر الإلكترونية قد تسبب ضررا في نمو الدماغ    باحثة: الضحك يقدر يكون وسيلة واعرة لعلاج الناس    دراسة حديثة تحذر المراهقين من تأثير السجائر الإلكترونية على أدمغتهم    السفه العقدي بين البواعث النفسية والمؤثرات الشيطانية    جواد مبروكي: الحمل والدور الحاسم للأب    منظمة تدعو لفتح تحقيق في مصرع عامل بمعمل تصبير السمك بآسفي    الأمثال العامية بتطوان... (589)        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه حقيقة العمليات المالية التي تنخر الصندوق المغربي للتقاعد‎
نشر في أخبار الناظور يوم 06 - 01 - 2016

يوم الخميس 27 دجنبر 2012، كان جميع أعضاء المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد حاضرين لعقد اجتماع الدورة. الاجتماع بالغ الأهمية، وسط ضجيج عارم يفيد أن الصندوق معرض للإفلاس سنة 2019. الكل ينتظر أن يطل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في أية لحظة لترؤس الاجتماع بصفته رئيسا للمجلس الإداري للصندوق. لم يحضر بنكيران. في الواقع، لم يسبق لرئيس الحكومة أن حضر أيا من اجتماعات المجلس الإداري للصندوق.
بينما انطلق اجتماع المجلس الإداري كان بنكيران قد وصل للتو إلى منزل أستاذ بسلا تلقى طعنة بسلاح أبيض من طرف سكين. انتقلت القنوات العمومية لرصد زيارة بنكيران للأستاذ الذي يقطن بالدائرة الانتخابية لرئيس الحكومة، ونقلت انحناءه للاقتراب من الأستاذ المريض للاطمئنان عليه. هل يمكن قراءة غياب رئيس الحكومة عن اجتماعات المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد بأنه إشارة لرفع يده عن أكثر ملفات الدولة حساسية؟ كيف يجري تدبير هذه المؤسسة بعيدا عن أنظار بنكيران؟ هل مشاكل الصندوق المالية مردها اختلال في توازن منظومة التقاعد حقا أم أن طريقة تدبير ميزانيته تساهم في تعميق مكامن العجز؟
التحقيق التالي يرصد مواطن ظل لم تكشف من قبل حول تسيير الصندوق المغربي للتقاعد.
بعيدا عن النقاشات «العالمة» حول الإصلاح «الاكتواري» لأنظمة التقاعد والأسباب البنيوية في مشاكل الصندوق المغربي للتقاعد، أكبر صناديق التقاعد بالمملكة، يبقى الصندوق المذكور إدارة مثل بقية الإدارات، بمعنى أن ما يظهر عليه من اعتلال قد يكون مرتبطا بطرق معينة في تدبيره المالي والإداري.
إدارة الصندوق لم تستقل عن التبعية العضوية لوزارة المالية إلا في 1996. منذ ذلك الحين تسير هذه المؤسسة بطريقة مستقلة، مع استمرار وصاية الوزارة المذكورة. منذ إعلان الاستقلال إلى الآن لم تكن المؤشرات تؤكد أن الصندوق المغربي للتقاعد يسير على ما يرام، حتى اللحظة التي بدأ فيها الحديث عن عجز يتهدد صناديق التقاعد، بما فيها الصندوق المغربي للتقاعد. معطيات موثقة حصلنا عليها تشير إلى أنه ليس هناك عجز بقدر ما يسجل فائض في ميزانية الصندوق، كما تتحقق أرباح غير متوقعة سنويا. هل هذا يعني أن الحديث عن عجز الصندوق في 2019 وربط ذلك بأمور مثل اتساع قاعدة المتقاعدين والاستناد في تعويضهم على معايير مكلفة، محض تهويل دافعه حجب النظر عن أمور أخرى يمكن أن تكون سببا في خراب الصندوق المغربي للتقاعد؟
رفاهية في عز الأزمة
خلال تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، تم الخلوص إلى أن بين أسباب تأزم الوضع المالية بالصندوق المغربي للتقاعد ما هو داخلي، في مقدمتها القيام ببعض الاستثمارات المتسمة بالخطورة.
بين هذه الاستثمارات توظيف أموال لشراء أسهم بكل من شركة «مناجم» للصناعة المعدنية، وأسهم بالبنك الوطني للإنماء الاقتصادي. نتيجة هاتين الخطوتين كانت خسارة قدرها 92 مليون درهم، بعد أن قرر الصندوق الاحتفاظ بمساهمته في البنك المذكور رغم أنه بدأ يشهد مشاكل مالية منذ سنة 2001.
في المقابل، رصد التقرير أن الصندوق المغربي للتقاعد قرر، على خلاف تلكؤه في بيع أسهم بنك الإنماء الاقتصادي، بيع أسهم شركة «مناجم» بشكل متسرع في وقت كانت أسهم الشركة متدنية على نحو غير مسبوق. تقرير الحسابات أتى أيضا على ذكر ما وصفه بتقصير الصندوق المغربي للتقاعد في متابعة تنفيذ مشروع مقره الاجتماعي الجديد، الذي كان متوقعا تسليمه سنة 2005، على أن ذلك تأخر ما تسبب في خسارة مليوني درهم في السنة تكبدها الصندوق. على ضوء هاته المعطيات وغيرها تم الحديث عن احتمال تحريك المتابعة القضائية في حق مدير الصندوق وآخرين. المدير خرج لينفي الأمر ذاكرا أنه لم يتوصل قط بأي استدعاء للتحقيق.
لكن، هل ما ورد في تقرير الحسابات هو كل شيء؟
لتتبع كيفية التدبير المالي للصندوق المغربي للتقاعد اقتفينا أثر صرف ميزانيته السنوية التي بلغت، حتى 31 دجنبر الماضي، أزيد من 25 مليار سنتيم، والمتكونة أساسا مما يُتحصل عليه من المعاشات المدنية والعسكرية وعائدات المحفظة، ومداخيل إنجاز عمليات استثمارية وعقارية. المعاشات المدنية توفر لوحدها حوالي 60 في المائة من موارد الصندوق.
أزيد من 22 مليارا من هاته الموارد تذهب في مساهمات المنخرطين في أنظمة المعاشات المدنية والعسكرية، غير أن ما يثير الاستفهام هو أن جزءا كبيرا من الموارد يسير في نفقات تسيير إدارة الصندوق المغربي للتقاعد. على نحو دقيق أنفق الصندوق المغربي للتقاعد، سنة 2013، أكثر من 12 مليارا و700 مليون سنتيم على التسيير، ويدخل ضمن ذلك أجور الموظفين وشراء اللوازم الإدارية. رقم آخر مثير للاهتمام هو صرف نحو 4 ملايير سنتيم سنة 2013 على نفقات استثمارية.
بالعودة إلى وثائق حصلنا عليها فإن ميزانية تسيير إدارة الصندوق المغربي للتقاعد المتوقعة خلال السنة المقبلة تتكون من تكاليف المستخدمين، والتي ستبتلع 75 في المائة من ميزانية التسيير، وتشمل الأجور والترقيات العادية وإحداث تسع وظائف جديدة وتنفيذ مخطط للتكوين، في حين رصدت 25 في المائة المتبقية من الميزانية لنفقات أخرى بينها مصاريف كراء مقرات المندوبيات والتسيير المفوض لمقر الصندوق وتكاليف التسيير الخارجي، وضمنه النظافة والحراسة والأرشيف ونقل المستخدمين وأشغال الطباعة، فضلا عن عقود الصيانة والتواصل والمساهمات والهبات ونقل المستخدمين والتكاليف المتعلقة بالاتصالات واقتناء اللوازم المكتبية والمطبوعات ومصاريف تسيير المندوبية الجهوية.
الملاحظة الجديرة بالتأمل، وفق ما تبينه الوثائق، أنه في الوقت الذي كانت الضائقة المالية تشتد على الصندوق المغربي للتقاعد كانت نفقات التسيير ترتفع على نحو مطرد، إلى درجة أن المصاريف الخاصة بالكراء والشراءات وغيرها تواصل الارتفاع الذي سيصل، وفق ما هو متوقع، نسبة 9 في المائة سنة 2015. هل الوضع المالي للصندوق المغربي للتقاعد يسمح له بصرف كل هاته النفقات؟ هل هذه النفقات أساسية ولا يوجد فيها ما يمكن التقشف فيه مثل الامتيازات والعلاوات؟
كشف الحساب
بغض النظر عن تفاصيل تقنية تساهم في «اللاتوازن» المالي الذي يشهده الصندوق المغربي للتقاعد، من قبيل تحمل عجز المعاشات العسكرية المقدر، وفق أرقام 2013، أزيد من 45 مليار سنتيم، يشكل عبئا على المعاشات المدنية، فإن هناك مصاريف أخرى تكمل معالم صورة الصندوق المغربي للتقاعد وتظهره كمؤسسة عاجزة.
هذا ما يتضح من خلال التدقيق في مصاريف التسيير، وفق ميزانية سنة 2014، فشراء اللوازم المكتبية والمعلوماتية يكلف لوحده أزيد من مليار سنتيم في السنة، بينما ينفق على كراء مقرات الإدارة 148 مليون سنتيم سنويا، بينما تذهب 10 ملايين سنتيم سنويا في كراء سيارات كبار أطر وموظفي الصندوق، فضلا عن 5 ملايين سنتيم تنفق فقط على واجبات التأمين عليها بينما ينفق على تأمين الموظفين أكثر من 60 مليون سنتيم في السنة.
رصدت لدراسات الصندوق المغربي للتقاعد السنة الجارية 120 مليون سنتيم، بينما ابتلع نقل المستخدمين 135 مليون سنتيم. غير أن أكثر النفقات مدعاة للانتباه هو تخصيص 25 مليون سنتيم على الحفلات ولقاءات العلاقات العامة، إلى جانب رصد 200 مليون سنتيم على المساهمات والهبات، ضمنها 50 مليون سنتيم مرصودة فقط على الهبات، دون تحديد طبيعتها، علما أنه تدخل فيها أموال دعم تمنح لبعض الجمعيات بطريقة مثيرة كما سنوضح.
حسب المعلومات التي حصلنا عليها فإن عدد موظفي الصندوق المغربي للتقاعد لا يتجاوز 420 شخصا. رغم ذلك يكلف هؤلاء خزينة الصندوق مبلغا ضخما، فعلى سبيل المثال رصد مبلغ 60 مليون سنتيم على سفريات الأطر ورحلاتهم وتنقلاتهم الوظيفية.
موظفو الصندوق كلفوا ميزانيته، سنة 2014، قرابة 9 ملايير و740 مليون سنتيم، غير أن المثير هو أن نحو ثلاثة أرباع هذا المبلغ رصد لعلاوات وإكراميات وترقيات وتعويضات مختلفة منحت للموظفين، على اعتبار أن مجموع كتلة أجورهم تتحدد في نحو ملياري سنتيم. كل هذه المصاريف لا يدخل فيها تقاعد «التكميلي» الذي يدبر على نحو إداري شبه مستقل. ألا تعتبر كل هذه المصاريف مبالغا فيها بالنظر إلى ما يروج من أزمة يعيشها الصندوق؟
من يراقب؟
من المفترض أن يصادق أعضاء المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد، برئاسة رئيس الحكومة، على ميزانية الصندوق. الأمر يتم بدون حضور رئيس الحكومة، وعادة بدون إطلاع أعضاء المجلس على تفاصيل الميزانية. أحد أعضاء المجلس يوضح ذلك بشكل صادم قائلا: «لا نحصل على تفاصيل تدبير الميزانية السنوية. المطلوب أن نصادق على مشاريع الميزانية التي يقدمها المدير وكفى. وحينما نسأل عن تفاصيل كثيرة من قبيل المستفيدين من العلاوات الكبيرة المقررة في الميزانية، أو الجمعيات التي تحصل على هبات من الصندوق، لا نتلقى جوابا»، عضو آخر يضيف: «تجري المداولات في المجلس ونطالب، بعد مرور ثلاثة أشهر، بالمصادقة عليها.
كيف يعقل أن نتذكر ما قلناه قبل ثلاثة أشهر؟ بدأنا نسجل، بوسائلنا الخاصة، ما يجري في المجلس من مداولات، وهو ما مكننا من رصد حذف لمداخلات أدلينا بها». مكمن الخلل، حسب أعضاء بالمجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد، اإلتقيناهم هو طبيعة تركيبة المجلس الإداري وطريقة اشتغاله. «المجلس يتكون من 14 عضوا، ثلاثة منهم يمثلون المنخرطين المحسوبين على نظام المعاشات المدنية. بين الأعضاء ممثلون في حالة تناف، إذ يطلب منهم المراقبة والتتبع علما أنهم ضمن الحكومة الوصية على الصندوق، وهي حالة عزيز الرباح الذي يمثل داخل المجلس الإداري بصفته ممثلا لرؤساء الجماعات.
يلمس إعطاء اعتناء خاص بوزراء يحضرون الاجتماعات لماما مثل الرباح»، يقول عضو بالمجلس الإداري للصندوق المغربي للضمان الاجتماعي قبل أن يردف: «هناك شخص يحضر بصفة مستمرة اجتماعات المجلس الإداري ويقدمه مدير الصندوق على أنه خبير. حسب معطياتنا فهذا الشخص يعمل في مكتب دراسات في فرنسا، ويتلقى تعويضا مجزيا عن الحضور في المجلس والاكتفاء بالإنصات. المشكل في القانون الذي يتيح للمدير اختيار خبير لحضور المجلس لكن أن يحضر نفس الشخص باستمرار فالأمر يطرح عدة علامات استفهام». الأدهى، وفق ما حصلنا عليه، من معطيات، أن بين من يقررون في أمور الصندوق المغربي للضمان الاجتماعي شخص يرأس جمعية تحصل على دعم مالي سنوي من الصندوق. الدعم يقدر بنحو 40 مليون سنتيم، وهو ما يعادل ربع الميزانية المخصصة للهبات.
من أجل توضيح هذه النقطة اتصلنا بأحمد لمباركي رئيس جمعية للمتقاعدين وعضو بالمجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد، والذي أكد صحة توصل جمعيته بمنحة من الصندوق، قائلا: «المنحة وصلت الآن إلى 50 مليون سنتيم وهي مخصصة للجامعة الوطنية للمتقاعدين التي تظم نحو 80 جمعية وهذه المنحة تحظى بتدقيق كبير». المباركي أضاف أيضا: «الصندوق المغربي للتقاعد من بين المؤسسات التي تمتاز بقدر كبير من الحكامة عكس ما يدعيه بعض المغرضين». وبخصوص ما إذا كان حصولهم على منحة من الصندوق الذي يشغل عضوية مجلسه الإداري هو تضارب في المصالح، قال المباركي: «سيكون الأمر كذلك إذا كانت وراء المنحة منفعة شخصية والحال أنها مخصصة للعمل الجمعوي الذي يتسم بالأهمية والشفافية».
الطريقة التي كشف بها أعضاء المجلس الإداري الذين التقيناهم كيفية تصويت الأعضاء على الميزانية المخصصة للمشاريع الاستثمارية تطرح بدورها عدة نقط استفهام. بهذا الشأن يقول أحد أعضاء المجلس: «الأعضاء يقومون فقط بالتصويت على الحصة من الميزانية المخصصة للمشاريع الاستثمارية، دون الخوض في تفاصيل هاته المشاريع التي يدبرها المدير لوحده. مؤخرا أغلقت الإدارة فندقا بالحسيمة كلف ميزانية كبيرة لإنجازه قبل أن يتبين أن المشروع كان فاشلا منذ البداية. الأمر ذاته يهم عملية بيع مقر للصندوق وسط الرباط، والذي تم بمبلغ لا يصل إلى ربع ما يتعين بيع العقار به، إلى جانب كلفة بناء المقر الجديد الذي بلغنا أنه كلف 16 مليار سنتيم». لكن، كيف تجري متابعة ما تقوم به إدارة الصندوق المغربي للتقاعد وأوجه صرف الميزانية؟
يذيل مشروع الميزانية الذي يعد سنويا بتوقيع كل من مدير الصندوق المغربي للتقاعد ومسؤول آخر، هذا المسؤول هو مساعد مدير بوزارة الاقتصاد والمالية، وهو في الوقت ذاته من يساهم في إعداد الميزانية، بمعنى أنه يفترض أن يراقب ميزانية من إعداده.
الأمر ذاته يسري على لجوء الصندوق، سنويا، لمكتب افتحاص مستقل من أجل التدقيق في الميزانية قبل عرضها على المجلس الإداري. ميزانية 2014 أحيلت للافتحاص، قبل أسابيع، على مكتب محاسبة يوجد بالدار البيضاء، في إطار صفقة تقدر ب23 مليون سنتيم، فهل يعقل أن يميط مكتب افتحاص، أسندت له المهمة بموجب صفقة، اللثام عن تفاصيل غير سوية في ميزانية مول عمله في إطارها؟.
في النهاية، يظهر سؤال «من يراقب» واضحا خلال استعراض كيفية تدبير مالية صندوق التقاعد. وكلما تواصل البحث بين الأرقام إلا وظهرت حقائق مختلفة تثبت وجود مكامن غموض، من ذلك التباين الحاصل في توقعات تطور احتياطي الصندوق، والتي يظهر، رغم المخاوف المعلنة عن تهديد مالي يحيط به، إلا أنه يسجل فائضا يبلغ 6 ملايير خلال السنة الجارية.
تبقى الأسئلة الباحثة عما يحدث حقيقة داخل الصندوق المغربي للتقاعد، والتي راسلنا بشأنها الإدارة، معلقة حتى لحظة سيظهر فيها كل شيء.
إعداد عزيز الحور ليومية "الأخبار".

الرباط في 11 نونبر 2014
بيان

أعضاء المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد
الممثلين الرسميين للمنخرطين بنظام المعاشات المدنية
بالإدارات العمومية و المؤسسات العامة و الجماعات الترابية

في الوقت الذي كان فيه أعضاء المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد خلال اجتماع اللجنة الدائمة المنبثقة عنه يدرسون مجموعة من النقط المقررة في النظام الداخلي، لم يرق السيد رئيس الحكومة إلا أن يقرر في اجتماع المجلس الحكومي ليوم الخميس 08 أكتوبر 2014 زيادة سن بعض فئات موظفي الدولة المنخرطين في نظام المعاشات المدنية بالصندوق المغربي للتقاعد و بالنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد في خطوة استباقية تضع هذه الفئة أمام الأمر الواقع و دون أدنى دراسة تأخذ بعين الاعتبار وضعيتهم الصحية و الاجتماعية و انعكاساتها على مردوديتهم، زيادة على أن وضعيتهم الإدارية غير معروفة خلال هذه الفترة، فالمعطيات لا تعكس حقيقة الأمور، نظرا لعدم تطابقها بالواقع، خاصة أن إدارة الصندوق لا تضبط عدد المنخرطين لكونها لا تتوفر على حسابات فردية لكل منخرط، و مجموعة من الموظفين بالإدارات العمومية و المؤسسات العامة و الجماعات الترابية يتم اقتطاع مساهماتهم من المنبع في حين أنهم غير مصرح بهم و لا يتوفرون على أية وثيقة تنبث انخراطهم في الصندوق المغربي للتقاعد، كما أن هناك أموالا تدخل في ميزانية الصندوق دون معرفة مصدرها، مما يفسر ضبابية الأرقام و المعطيات التي تتداولها إدارة الصندوق؛ فكيف لنا أن نتكلم عن العجز و بالأدهى فإن المعطيات المتوفرة لدينا تؤكد أن سنة 2014 ستعرف فائضا يتعدى 6 ملايير درهم دون احتساب مساهمات رجال التعليم المعنيين بمقتضيات المرسوم الأخير الذي يفرض عليهم رغم الوصول إلى حد السن الاستمرار في الوظيفة إلى نهاية الموسم الدراسي، كما أن آخرون يصلون إلى حد السن و عندما يستفسرون عن وضعيتهم في الصندوق لا يجدون لهم أية معلومة، ناهيك أن هناك آخرين يتوفرون على أكثر من رقم للانخراط، و لحل هذه المعضلة طالبنا أكثر من مرة على أن يتوفر كل منخرط على حساب خاص و على بطاقة الانخراط تمكنه من معرفة وضعيته المحينة، بالإضافة لإشكالية التحويل من النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد إلى الصندوق المغربي للتقاعد، التي أخذت الإدارة على عاتقها وضع حد لهذه الإشكالية منذ سنتين في اجتماع رسمي، فالمحالون على التقاعد يصطدمون بعدم احتساب السنوات التي كانوا يساهمون بها في النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، هذا بالإضافة إلى التماطل الممنهج في تصحيح الخدمات للمنخرطين التي تضيع حقوقهم، و أما تسوية وضعية المعاش على آخر أجرة فهي آخر ما تفكر فيه الإدارة.
إن أعضاء المجلس الإداري الممثلين الرسميين للمنخرطين بنظام المعاشات المدنية بالإدارات العمومية و المؤسسات العامة و الجماعات الترابية وهم يستنكرون تهميش رئيس الحكومة لهذه المؤسسة الاجتماعية التي تدبر نظام المعاشات المدنية و العسكرية بالمغرب؛ باعتبارها أكبر صندوق للقطاع العام الذي يسير معاشات أكثر من مليون و نصف منخرط و متقاعد و ذوي الحقوق، يحملونه كامل المسؤولية على هذه الخطوات المتهورة التي لا تنبني على دراسات موضوعية و لا تربط مسؤولية مآل وضعية هذه الأنظمة بالمتسببين في تراجعها و الاكتفاء بعفا الله عما سلف.
لقد كان بودنا أن يكون المجلس الإداري المنعقد في دورته الأخيرة خلال شهر ماي 2014 مناسبة لتصحيح الوضع داخل هذه المؤسسة العتيدة و القطع مع بعض الممارسات المشينة التي نددنا بها عبر البيانات و الرسائل الموجهة إلى رئيس المجلس الإداري (رئيس الحكومة)، طبقا لما التزمنا به على ما يمليه علينا ضميرنا و في سياق ما هو معمول به، إلا أننا تأكدنا أن الحكومة سارية في نهجها التراجعي و تطبيق برامجها بدون مقاربة تشاركية في مجال التقاعد بشكل لم نعهده إلا في العصور الغابرة و التي كنا نظن أن عهدها قد ولى و بدون رجعة، هذا البرنامج الذي يضرب في العمق الحقوق المكتسبة للمنخرطين و المتقاعدين المقبلين.
و نظرا للتجاوزات التي عرفتها اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري سواء في تركيبها و اشتغالها و عدم الالتزام بالاتفاقات و ضرب عرض الأرض القانون المنظم للصندوق المغربي للتقاعد (95-43) و النظام الداخلي في شتى المجالات. (المصادقة على المحاضر، النصاب القانوني لعقد الاجتماعات، عدم تدوين تدخلات أعضاء المجلس المنتخبين، عدم…)، فإننا كأعضاء المجلس الممثلين الرسميين للمنخرطين بنظام المعاشات المدنية بالإدارات العمومية و المؤسسات العامة و الجماعات الترابية و إيمانا منا بالأمانة الملقاة على عاتقنا، و في إطار المصلحة العامة للبلاد و المنخرطين و المتقاعدين و كل من له علاقة بهذا الصندوق ، نحذرهم من مخاطر ما يحاك ضدهم عبر ما يسمى بالإصلاح، نؤكد لهم أن نظام المعاشات المدنية عرف فائضا مهما خلال سنة 2014 بزيادة 6 مليار درهم عكس ما يتم الترويج له دون احتساب مداخيل الفترة المتبقية للموظفين المعنيين بمشروع قانون تمديد العمل إلى نهاية الموسم الدراسي، و هنا نطالب بفتح الباب للذين يريدون العمل بعد السن القانوني للتقاعد في جميع المحطات النضالية المقبلة للحفاظ على مناصبهم في الشغل بصفة اختيارية و تجريبية، للاستفادة من خبراتهم و تمكينهم من تحسين معاشهم، كما نحمل المسؤولية للحكومة في تردي وضعية المنخرطين و المتقاعدين في ظل غلاء المعيشة و الفقر الذي أصبح يستشري في فئات هذه الشريحة، كما نحمله مسؤولية تردي أوضاع جميع المغاربة في ظل غياب حماية اجتماعية في المستوى المطلوب و ضعف التغطية الصحية و انسداد آفاق الشغل التي اقتصرت في الآونة الأخيرة فقط على تعويض بعض فئات المتقاعدين بدل الزيادة من حجم المناصب التي تأكد بالأرقام الخصاص المهول في جل القطاعات و بأعداد كبيرة (التعليم، الصحة، العدل…)، كما نندد بخيار الحكومة تمرير عمل موظفي وزارة التربية الوطنية المعنيين بالموسم الدراسي 2014/2015 دون احتساب هذه المدة الإضافية في المعاش و لا في الترقي، علما أن مساهمتهم خلال الفترة المعنية سيتم اقتطاعها من المنبع، و نطالبها بالتسريع بتسوية وضعيتهم، لكون مجموعة منهم تفاجئوا بتوقيف أجورهم و عدم صرف معاشاتهم، مما طرح لهم سؤال هل هم موظفون أم متقاعدون.
و في الأخير، فإننا نتوجه للجميع لتوخي الحيطة و الحذر من المغالطات و التصريحات لبعض المسؤولين الذين يستفيدون من أجور تعويضات خيالية و يريدون إفقار هذه الفئة عبر قاعدة إفقار الفقير و إغناء الغني و نطالب من الجميع الاستعداد لمساندتنا في الخطوات النضالية التي سنعلن عنها قريبا.

محمد بوزكيري
ممثل المنخرطين في الإدارات العمومية حسن المرضي
ممثل المنخرطين في الإدارات العمومية بوعزة سكري
ممثل المنخرطين لموظفي الجماعات المحلية
0661.83.07.01 0661.88.95.60 0668.46.15.29






الصندوق المغربي للتقاعد
المجلس الإداري
ممثلي المنخرطين في نظام المعاشات المدنية


أعضاء المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد
هيئة ممثلي المنخرطين الرسميين بنظام المعاشات المدنية بالإدارات العمومية و المؤسسات العامة و الجماعات الترابية ينسحبون من أشغال المجلس الإداري ليوم 25 /12/2014 بوزارة الاقتصاد و لمالية احتجاجا على المغالطات و التجاوزات الخطيرة التي يعرفها ملف التقاعد


أمام سياسة الأمر الواقع التي أصبحت تنهجها الحكومة و إدارة الصندوق المغربي للتقاعد، قررنا نحن الموقعين رفقته، ممثلو المنخرطين المدنيين بالصندوق المغربي للتقاعد بالقطاعات العمومية و الجماعات الترابية و المؤسسات العامة الانسحاب من أشغال المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد، كاحتجاج على مستوى التجاوزات الخطيرة التي تبين مدى التمادي الذي وصل إليه المسؤولون الحكوميون الوصيون على هذا الملف و الذي تبين بالملموس أن الأمر الذي يهمهم هو تنفيذ توصيات المؤسسات المالية العالمية و لو كان ذلك على حساب أرزاق هذه الشريحة التي تعد محركا مهما للاقتصاد الوطني، ناهيك على التجاوزات الخطيرة للقانون المنظم و للنظام الداخلي للصندوق المغربي للتقاعد و الميثاق المغربي لحكامة المؤسسات العمومية و عدم احترام الآجال القانونية لانعقاد دورات المجالس الإدارية.
و تعتبر هذه الخطوة التصعيدية لأعضاء المجلس الإداري المنتخبين بمثابة نقطة نظام للحكومة من جهة و لإدارة الصندوق من جهة أخرى، نظرا للتجاوزات التالية:
* إقرار زيادة سن العمل لبعض الفئات (التعليم) خلال المجلس الحكومي ليوم الخميس 08 أكتوبر 2014 دون استشارة ممثليهم و دون مراعاة أية دراسة تراعي وضعيتهم و انعكاسات هذا القرار عليهم و على أسرهم و مردوديتهم؛
* التلويح بما يسمى إصلاح أنظمة التقاعد في الوقت الذي يقتصر ذلك على الصندوق المغربي للتقاعد و بالأساس ضرب الحقوق المكتسبة للمنخرطين المدنيين بالرغم من كون نظام المعاشات المدنية عرف و يعرف فائضا سنويا مهما تجاوز سنة 2014 ستة ملايير درهم إلى حدود شهر غشت 2014؛
* توقف أشغال اللجنة الدائمة و إقرار برنامج عمل و ميزانية الصندوق و عدة نقط من خارج أشغال اللجنة الدائمة؛
* عدم تنفيذ توصية المجلس الإداري بتعديل النظام الداخلي برمته الذي يعرف الكثير من الهفوات و محاولة تمرير توصيات تخدم مصالح الإدارة و تقيد أعضاء المجلس الإداري؛
* عدم احترام آجال عقد دورات المجلس الإداري و غياب رئيس الحكومة الرئيس الفعلي للمرة السادسة؛
* عدم تضمين المحاضر كل ما يتم تداوله خلال المجلس الإداري و اللجنة الدائمة؛
* رفض اقتراحات الأعضاء بضرورة تحصين مدخرات الصندوق و الابتعاد عن الاستثمار الموجه الذي لا يتحكم فيها سوى مدير الصندوق بعد تحصيص الأصول من طرف المجلس؛
* اعتماد سياسة الأمر الواقع في بيع أو تفويت عقارات قيمة تطرح الأثمنة التي تمت بها العمليات أكثر من نقط استفهام؛
* التضييق الممنهج على أعضاء المجلس الإداري المنتخبين بعدم توفير وسائل العمل كما هو منصوص عليه في النظام الداخلي حيث وصل الأمر إلى الهجوم على مكتبهم و الاستحواذ على وثائقهم و حاجياتهم و الدليل أن الإشكالية لا زالت لدى وكيل الملك.

إن أعضاء المجلس الإداري المنتخبين يقررون خطوة الانسحاب من أشغال هذه الدورة كخطوة أولى ستتبعها خطوات أكثر تصعيدا في حالة تعنت الحكومة و محاولتها تمرير ما يسمى بالإصلاح على حساب الموظفين و المستخدمين المنخرطين بالصندوق المغربي للتقاعد و عدم وقوفها على التجاوزات الخطيرة لإدارة الصندوق و التي وصلت إلى احتجاج جميع مكوناتها، من ممثلي المنخرطين، جمعيات المتقاعدين و مستخدمين بالصندوق المغربي للتقاعد.
محمد بوزكيري
ممثل المنخرطين في الإدارات العمومية حسن المرضي
ممثل المنخرطين في الإدارات العمومية بوعزة سكري
ممثل المنخرطين لموظفي الجماعات المحلية
0661.83.07.01 0661.88.95.60 0668.46.15.29


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.