تأتي جولة العاهل المغربي محمد السادس الخليجية، التي بدأها بالإمارات العربية المتحدة ثم مملكة البحرين وبعدها قطر والكويت وقبلهم المملكة العربية السعودية في أعقاب القمة المغربية – الخليجية، في ظرف اقتصادي مختلف تعيشه هذه الدول الشقيقة بسبب تراجع أسعار النفط والغاز نتيجة وفرة الإنتاج في ظل استقرار الطلب العالمي. الجولة الملكية لتلك الدول الشقيقة ينظر إليها أفراد الجالية المغربية في دول الخليج باهتمام بالغ يزيد عن سابقاتها كون أغلب مغاربة الخليج باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم بسبب تداعيات الأزمة الناجمة عن تراجع أسعار النفط والغاز على سوق الشغل في معظم دول مجلس التعاون، ومسلسل إقدام عدد من المؤسسات في تلك البلدان على تقليص عدد الموظفين في كل القطاعات ونهج ما يسمى بسياسة التقشف وترشيد النفقات تحسبا لأي تراجع قادم في الأسعار، خصوصا وأن مؤسسات كبيرة تخلت عن عدد من موظفيها وهناك أحاديث في المجالس تنبئ بحملات تطهير وصيف حارق ينتظر الكثير من الموظفين المهددين بفقدان شغلهم نتيجة تلك السياسة التقشفية. وقد تابع مغاربة الخليج بعناية وترقب تحركات جلالة الملك في المنطقة وخصوصا كلمته أمام القمة المغربية- الخليجية أمام أشقائه قادة دول الخليج بخصوص البعد الاستراتيجي للشراكة وخصوصا في مجال سوق الشغل، حيث علق أفراد الجالية المغربية الأمل على أن تشكل تلك القمة وهذه الجولة طوق نجاة ومنبع ضمانات بعدم تعرضهم لفقدان مناصبهم وعملهم، وخصوصا وأن دولا خليجية شقيقة كدولة قطر أكدت عزمها رفع عدد العمالة الوافدة المغربية بنسبة مضاعفة في المستقبل القريب. الزيارة الملكية لمنطقة الخليج جاءت لتؤكد على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك للبعد الاستراتيجي العربي للمملكة المغربية بشكل عام ومع دول الخليج العربية التي تربطها روابط متعددة بالمغرب بشكل خاص؛ كما أن الزيارة تؤكد قوة الدبلوماسية الملكية التي يقودها جلالة الملك منذ اعتلائه عرش المملكة والتي تقوم على مبدأ رابح-رابح سواء تعلق الأمر بالبعد الاستراتيجي الأفريقي العميق أو البعد العربي الخليجي بالإضافة إلى إعادة الديناميكية لعلاقات استراتيجية مع شرق أوروبا كالزيارة إلى روسيا والتشيك وبولندا.
