أسرة الأمن الوطني بسلا تحتفي بالذكرى 69 لتأسيسها    وزير العدل يعتذر في طنجة لأسرة المحاماة    اليماني: تحرير أسعار المحروقات خدم مصالح الشركات.. وأرباحها تتجاوز 80 مليار درهم    للجمعة ال76.. آلاف المغاربة يشاركون في وقفات تضامنية مع غزة    الناصري يؤكد طرده كاتبة بالوداد عام 2019 وينفي فصلها بسبب شهادتها ضده    أمن ورزازات يبسط الحصيلة السنوية    تزامناً مع حريق بضواحي تطوان.. الدولة تُخصص 160 مليون درهم لمواجهة حرائق الغابات    تفاصيل الشروط الجديدة للحركة الانتقالية بالتعليم    وهبي يستقبل وفدا من الرأس الأخضر    شراكة تعزز وصول ذوي الإعاقة البصرية إلى المعرفة البيئية    ترامب يُنهي جولته الخليجية بصفقات قياسية    الأميرة للا حسناء تترأس الدورة الأولى للمجلس الإداري لمؤسسة المسرح الملكي بالرباط    القاضي الجباري يعتذر عن الترشح لولاية ثانية على رأس نادي القضاة    موسم طانطان: شاهد حيّ على ثقافة الرحل    تلاوة ملتمس الرقابة تنهي مبادرة المعارضة لحجب الثقة عن حكومة أخنوش    "الهاكا" ترفض شكايات الأحزاب ضد حملة "مونديال 2030"    أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.. مشتل يسهم في تألق المنتخبات المغربية    أبرز تعديلات النظام الأساسي ل"الباطرونا"    "الكاف" يكشف عن تصميم جديد لكأس عصبة الأبطال يوم الخميس المقبل    الوزارة تكشف موعد مهرجان العيطة الجبلية بتاونات    حادثة سير مميتة تودي بحياة مسنّ بمدارة تانوغة ضواحي بني ملال    المغرب يواجه جنوب إفريقيا في المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا للشباب    للتتويج القاري الثالث.. نهضة بركان يستضيف سيمبا التنزاني في ذهاب نهائي كأس "الكاف"    ترامب: كثيرون يتضورون جوعا في غزة    الحرارة تعود إلى مناطق داخلية بالمغرب    وفد اسباني يطّلع على دينامية التنمية بجهة الداخلة وادي الذهب    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بارتفاع    أوراق قديمة عصِيّةَ الاحتراق !    25 سنة من الأشرطة المرسومة بتطوان    عن المثقف المغيّب والمنابر المغلقة..!    تيكتوك... حين تعرّت الشخصية المغربية أمام العالم!    تغازوت تحتضن مؤتمر شركات السفر الفرنسية لتعزيز التعاون السياحي المغربي الفرنسي    في عز الموسم.. أسعار الفواكه تلهب جيوب المغاربة وتثير موجة تذمر    لازارو وزينب أسامة يعلنان عن عمل فني مشترك بعنوان "بينالتي"    على هامش افتتاح المعرض الدولي للصحة ..دعوات رسمية تحث على استغلال البيانات وتقدم مجالات التشخيص والعلاج (صور)    واشنطن تؤكد اهتمام القيادة السورية الجديدة ب"السلام" مع إسرائيل    تقرير: 33% فقط من النساء المغربيات يمتلكن حسابا بنكيا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع    إسرائيل تسلم واشنطن قائمة "خطوط حمراء" بشأن الاتفاق النووي مع إيران    الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: الاقتصاد العالمي يواجه تحديات عميقة وتباطؤاً في النمو عام 2025    ريال مدريد يهنئ برشلونة بلقب "الليغا"    كأس الكونفدرالية: تحكيم موريتاني لمباراة نهضة بركان وسيمبا التنزاني    متحف البطحاء بفاس يستقطب آلاف الزوار بعد ترميمه ويبرز غنى الحضارة المغربية    جوردي ألبا يمدد عقده مع إنتر ميامي إلى غاية 2027    نداء إنساني من ابنتي الكاتب بوعلام صنصال: لا نعلم أي شيء عن حالته داخل سجنه بالجزائر    من طنجة إلى مراكش.. الصالون الوطني لوكالات كراء السيارات يتوسّع وطنياً    الزيارة لكنوز العرب زائرة / 1من3    تيزنيت تحتفل ليلاً بصعود الأمل و"الريزينغ" يشعل ساحة الاستقبال وأجواء فرح لا تُنسى ( صور )    بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة ..أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التحلي بقيم الإسلام المثلى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    تزايد عدد المشردين يقلص الدخول إلى مطار مدريد    ابتلاع الطفل لأجسام غريبة .. أخطار وإسعافات أولية    ارتفاع الضغط يطال 1,2 مليون مغربي    دراسة: الاحترار المناخي يهدد أوروبا بانتشار وبائي لحمى الضنك وشيكونغونيا    دراسة: الإفراط في الأغذية المُعالجة قد يضاعف خطر الإصابة بأعراض مبكرة لمرض باركنسون    أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446 ه    جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة بمناسبة انطلاق موسم الحج    رفع كسوة الكعبة استعدادا لموسم الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أسباب النزول.. سورة النحل
نشر في أخبارنا يوم 30 - 04 - 2012

بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى (أَتى أَمرُ اللهِ) الآية. قال ابن عباس لما أنزل الله تعالى (اِقتَرَبَتِ الساعَةُ وَاِنشَقَّ القَمَر).
قال الكافر بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن القيامة: قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نرى شيئًا فأنزل الله تعالى (اِِقتَرَبَ لِلناسِ حِسابُهُم وَهُم في غَفلَةٍ مُّعرِضونَ).
فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد ما نرى شيئًا مما تخوفنا به فأنزل الله تعالى (أَتَى أَمرُ اللهِ).
فوثب النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم فنزل (فَلا تَستَعجِلوهُ) فاطمأنوا فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقني.
وقال الآخرون: الأمر هاهنا العذاب بالسيف وهذا جواب للنضر بن الحرث حين قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء يستعجل العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى (خَلَقَ الِإنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُّبينٌ) نزلت الآية في أبي بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم نظيرة هذه الآية قوله تعالى في سورة يس (أَوَلَم يَرَ الِإنسانُ أَنَّا خَلَقناهُ مِن نُّطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُّبينٌ) إلى آخر السورة نازلة في هذه القصة.
قوله عز وجل (وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَموتُ) الآية.
قال الربيع بن أنس عن أبي العالية: كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به والذي أرجوه بعد الموت.
فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك لتبعث بعد الموت فأقسم بالله لا يبعث الله من يموت فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله عز وجل (وَالَّذينَ هاجَروا في اللهِ مِن بَعدِ ما ظُلِموا) الآية.
نزلت في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بلال وصهيب وخباب وعامر وجندل بن صهيب أخذهم المشركون بمكة فعذبوهم وآذوهم فبوأهم الله تعالى بعد ذلك المدينة.
قوله عز وجل (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلا رِجالًا نُّوحِيَ إِلَيهِم) الآية. نزلت في مشركي مكة أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا فهلا بعث إلينا ملكًا.
قوله تعالى (ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا عَبدًا مَّملوكًا) الآية.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر الأنباري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية (ضَرَبَ اللهُ مَثلًا عَبدًا مَّملوكًا لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ).
في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرًا وجهرًا ومولاه أبو الجوزاء الذي كان ينهاه فنزلت (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلَينِ أَحَدَهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ) فالأبكم منهما الكل- على مولاه- هذا السيد أسد بن أبي العيص والذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قوله عز وجل (إِنَّ اللهَ يَأَمُرُ بِالعَدلِ وَالِإحسانِ) الآية. أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا شعيب بن محمد البيهقيز
قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا روح بن عبادة عن عبد الحميد بن بهرام قال: حدثنا شهر بن حوشب قال: حدثنا عبد الله بن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالسًا إذ مر به عثمان بن مظعون.\
فكشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ألا تجلس فقال: بلى فجلس إليه مستقبله فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء فنظر ساعة وأخذ يضع بصره حتى وضع على عتبة في الأرض ثم تحرف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره فأخذ ينغض رأسه كأنه يستنقه ما يقال له ثم شخص بصره إلى السماء.
كما شخص أول مرة فأتبعه بصره حتى توارى في السماء وأقبل على عثمان كجلسته الأولى فقال: يا محمد فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة.
قال: ما رأيتني فعلت قال: رأيتك شخص بصرك إلى السماء ثم وضعته حتى وضعته على يمينك فتحرفت إليه وتركتني فأخذت تنغض رأسك كأنك تستنقه شيئًا يقال لك قال أوفطنت إلى ذلك قال عثمان نعم قال: أتاني رسول الله جبريل عليه السلام وسلم آنفًا وأنت جالس.
قال: فماذا قال لك قال: قال لي (إِنَّ اللهَ يَأَمُرُ بِالعَدلِ وَالِإحسانِ وَإِيتاءِ ذي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَكُم تَذَكَّرونَ) فذاك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدًا صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى (وَإِذا بَدَّلنا آَيَةً مَّكانَ آَيَةٍ) نزلت حين قال المشركون: إن محمدًا عليه الصلاة والسلام سخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدًا أو يأتيهم بما هو أهون عليهم وما هو إلا مفترى يقوله من تلقاء نفسه فأنزل الله تعالى هذه الآية- والتي بعدها.
قوله تعالى (وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) الآية. أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو هاشم الرفاعي قال: حدثنا أبو فضيل قال: حدثنا حصين عن عبيد الله بن مسلم.
قال: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر اسم أحدهما يسار والآخر خير وكانا يقرآن كتبًا لهم بلسانهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما وكان المشركون يقولون يتعلم منهما فأنزل الله تعالى فأكذبهم (لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ وَهَذا قوله عز وجل (مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ) الآية.
قال ابن عباس: نزلت في عمار بن ياسر وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرًا وأمه سمية وصهيبًا وبلالًا وخبابًا وسالمًا فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجيء قبلها بحربة وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام.
وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهًا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن عمارًا كفر فقال: كلا إن عمارًا مليء إيمانًا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه الصلاة والسلام يمسح عينيه وقال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت فأنزل الله هذه الآية.
وقال مجاهد: نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم المسلمون المدينة أن هاجروا فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مكرهين وفيهم نزلت هذه الآية.
قوله تعالى (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا) الآية.
قال قتادة: ذكر لنا أنه لما أنزل الله تعالى قبل هذه الآية أن أهل مكة لا يقبل منهم إسلام حتى يهاجروا كتب بها أهل المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة فلما جاءهم ذلك خرجوا فلحقهم المشركون فردوهم فنزلت (اَلَم أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكوا أَن يَقولوا آَمَنا وَهُم لا يُفتَنونَ).
فكتبوا بها إليهم فتبايعوا بينهم على أن يخرجوا فإن لحقهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجو ويلحقوا بالله فأدركهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله عز وجل (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا ثُمَّ جاهَدوا وَصَبَروا).
قوله عز وجل (اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ) الآية. أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن عباس عن عبد الملك بن أبي عيينة عن الحكم بن عيينة عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى منظرًا ساءه.
ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم أنفه وجدعت أذناه فقال: لولا أن يحزن النساء أو يكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير لأقتلن مكانه سبعين رجلًا منهم ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه فجعل على رجليه شيئًا من الإذخر ثم قدمه وكبر عليه عشرًا ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة.
وكان القتلى سبعين فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية (اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ) إلى قوله (وَاِصبِر وَما صَبرُكَ إِلّا أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يعقوب الوليد الكندي.
قال: حدثنا صالح المري قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة فرآه صريعًا فلم ير شيئًا كان أوجع لقلبه منه وقال: والله لأقتلن بك سبعين منهم فنزلت (وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ) أخبرنا أبو حسان المزكي.
قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا قيس عن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به: لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلًا منهم فأنزل الله عز وجل (وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل نصبر يا رب.
قال المفسرون: إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تبقير البطون وقطع المذاكير والمثلة السيئة قالوا حين رأوا ذلك: لئن ظفرنا الله سبحانه وتعالى عليهم لنزيدن على صنيعهم ولنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ولنفعلن ولنفعلن ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه.
وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم استرطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنها لو أكلته لم تدخل لنار أبدًا حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئًا من جسده النار فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة نظر إلى شيء لم ينظر إلى شيء.
كان أوجع لقلبه منه فقال رحمة الله عليك: إنك ما علمت كنت وصولًا للرحم فعالًا للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك فأنزل الله تعالى (وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ) الآية.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بلى نصبر وأمسك عما أراد وكفر عن يمينه.
قال الشيخ الإمام الأوحد أبو الحسن: ونحتاج أن نذكر ههنا مقتل حمزة. أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المزكي قال: أخبرنا محمد بن مكي قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى.
قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن الفضل بن عياش بن ربيعة عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمريز
قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك أن نأتي وحشيًا نسأله كيف كان قتل حمزة قلت له: إن شئت فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره.
وهو رجل قد غلب عليه الخمر فإن تجداه صاحيًا تجدا رجلًا عربيًا عنده بعض ما تريدان فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك كنت غلامًا لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل.
وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد عليه الصلاة والسلام بعمي طعيمة فأنت عتيق.
قال: فخرجت وكنت حبشيًا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطيء بها شيئًا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة رحمة الله عليه حتى رأيته في عرض الجيش مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدًا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال: ها يا ابن مقطعة البظور.
قال: ثم ضربه فوالله ما أخطأ رأسه وهززت حربتي حتى إذ رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه فذهب لينافحني فغلب فتركته حتى مات رضي الله عنه ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة عتقت فأقمت بها حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف.
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالًا وقيل لي: إن محمدًا عليه الصلاة والسلام لا يهيج الرسل قال: فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال: أنت وحشي قلت: نعم قال: أنت قتلت حمزة قلت: قد كان من الأمر ما قد بلغك قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني.
قال: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.