دفاتر النقيب المحامي محمد الصديقي تكشف خبايا مغربية عقب تحقيق الاستقلال    جهاز الإحصاء الفلسطيني: مقتل أكثر من 134 ألف فلسطيني وأكثر من مليون حالة اعتقال منذ نكبة 1948    إبراهيم صلاح ينقذ "رين" من خسارة    كأس الكونفدرالية الإفريقية.. نهضة بركان يفوز على الزمالك المصري    الانفصاليون في كاتالونيا يخسرون غالبيتهم أمام الاشتراكيين بقيادة سانشيز    لقاء لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بفاس حول الحصيلة المرحلية للعمل الحكومي    طقس الإثنين.. أمطار رعدية مع هبوب رياح قوية بهذه المناطق    خلاف مروري بساحل أكادير يتحول إلى جريمة دهس مروعة (فيديو)    بلينكن يحذر إسرائيل من "الوقوع في فخ القتال مع حماس والانزلاق إلى الفوضى إذا لم يكن هناك خطة لحكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب"    إقليم العرائش يستعد لاحتضان الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي ماطا للفروسية    المنتخب المغربي للتنس يتوج بطلا لإفريقيا    الجيش المغربي ونظيره الأمريكي ينظمان الدورة ال20 من مناورات "الأسد الإفريقي"    رصيف الصحافة: سمك فاسد في "جامع الفنا" يودع 3 أشخاص الحراسة النظرية    مطلب ربط الحسيمة بشبكة السكة الحديدية على طاولة وزير النقل    النصيري في ورطة بإسبانيا وعقوبة ثقيلة تنتظره    تفاصيل محاولة فرار "هوليودية" لمغاربة بمطار روما الإيطالي        "إيقاعات تامزغا" يرفع التحدي ويعرض بالقاعات السينمائية الأسبوع المقبل    عاصفة شمسية قوية تنير السماء بأضواء قطبية في عدة دول    باريس سان جيرمان يودع مبابي أمام تولوز بالدوري الفرنسي الليلة    وفاة 5 تلاميذ غرقا بأحد شواطئ الجزائر    بونو: هدفنا إنهاء الموسم بدون خسارة وتحقيق كأس الملك    جيتكس إفريقيا المغرب 2024.. وكالة التنمية الرقمية في خدمة النهوض بالابتكار والتكنولوجيا الجديدة    حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن التجربة الديمقراطية؟    أردوغان: نتنياهو بلغ مستوى يثير غيرة هتلر    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    افتتاح فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الدولي للأركان بأكادير    معرض الكتاب.. لقاء يحتفي بمسار الأديب أحمد المديني    أسعار الطماطم تقفز بأسواق المغرب .. ومهنيون: تراجع الإنتاج وراء الغلاء    "أسبوع القفطان".. فسيفساء من الألوان والتصاميم تحتفي بعبق الزي المغربي    "كوكب الشرق" أم كلثوم تغني في مهرجان "موازين" بالرباط    توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب سواحل المكسيك    الدرهم يرتفع بنسبة 0,44 في المائة مقابل الأورو    اليوتوبر إلياس المالكي يمثل أمام النيابة العامة    الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لها للمشاركة في إدارة غزة    المغرب الفاسي يبلغ نصف النهائي بفوزه على المغرب التطواني    الصويرة : دورة تكوينية لفائدة أعوان التنمية بمؤسسة إنماء    الحسيمة تحتضن مؤتمر دولي حول الذكاء الاصطناعي    طانطان.. البحرية الملكية تقدم المساعدة ل59 مرشحا للهجرة غير النظامية    عرض "قفطان 2024" في نسخته الرابعة و العشرين بمراكش    ورشة حول التربية على حقوق الانسان والمواطنة    الصين تطور أول نظام للهيدروجين السائل المركب بالسيارات من فئة 100 كيلوغرام    بعد إلغاء حفل توقيع رواياته.. المسلم يعد جمهوره بجولة في المدن المغربية    مذكرة توقيف تلاحق مقدم برامج في تونس    الهلالي يشارك في الاجتماع الاستثنائي للمجلس العالمي للتايكوندو بكوريا الجنوبية..    مركز متخصص في التغذية يحذر من تتناول البطاطس في هذه الحالات    ماذا يقع بالمعرض الدولي للكتاب؟.. منع المئات من الدخول!    النخبة السياسية الصحراوية المغربية عنوان أطروحة جامعية بالقاضي عياض    عائلات "المغاربة المحتجزين بتايلاند" تنتقد صمت أخنوش وبوريطة    الأمثال العامية بتطوان... (596)    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    المغرب يسجل 26 إصابة جديدة ب"كورونا"    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    الأمثال العامية بتطوان... (595)    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة المجتمع وقضايا الناس
نشر في أخبارنا يوم 25 - 12 - 2016

للأسف من الآفات التي تصاب بها الأمة أن تتحول العبادات إلى عادات وطقوس فولكلورية، وتتحول خطبة الجمعة إلى عمل روتيني وكلام عام وأداء صوتي رتيب، تراعى فيه علامات الترقيم، والحركات الإعرابية الشكلية، بدون مضمون حقيقي. مما يجعل الخطبة؛ خطبة ميتة لاروح فيها؛تحفة تراثية من موروثات الزمن الماضي، خطبة لاتختلف عن خطب قرون قد خلت، خطبة في مدينة لاتختلف عن خطبة في قرية صغيرة. تتساوى خطبة تلقى أمام أهل علم وفكر، مع خطبة تلقى أمام العوام. تدخل للمسجد فتجد الخطيب يتحدث عن الوضوء والطهارة، أو عن واقعة مثل الهجرة وغار ثور بغير استنباط للدلالات والعبر أو يتحدث عن السواك والكحل، فيشرد ذهنك أو يراودك النوم، لضعف تناول الموضوع ،وضعف التفاعل الصادق مع مضمون الموضوع.

والسبب في هذا الخلل هو عدم فقه حقيقة الخطبة! أو لأن مبلغ الخطيب ذاك الذي يفعل! أو لأن البيئة ذاك مرادها! فماهي حقيقتهاخطبة الجمعة؟ وماهي منزلتها؟ ؟وماهي شروط إنجاحها ؟

أولا:تعريف الخطبة وحكمها:

الخطبة بضم الخاء هي في أصلها كلام ،والكلام خطاب جعل لمعنى، والمعنى هنا هو الوعظ ، والتوعية. ذلك أن الإسلام أولى الكلمة اهتماما بالغا،فجعلها وسيلة لهداية الناس ،وتربية الأمة ،وتوعية المجتمع ،وجعل لها مناصب وفنونا كفن الخطابة ليستمر دورها ،فكانت خطبة الجمعة التي تسبق صلاة الجمعة المفروضة كل أسبوع شعيرة ثابتة.

وقد "جعل الإسلام من شرط إقامة صلاة الجمعة وصحتها تلك الخطبة الدينية الأسبوعبة التي لها حكمة شرعية بارزة ،ومقاصد دينية واضحة ،تتجلى فيما تتضمنه الخطبة ويتناول الخطيب من تعليم وتفقيه في الدين ،وإرشاد وتوجيه سليم ،وتشتمل عليه من

إصلاح وهدى مستبين ،وتوضيح لشرع الله وحكمه في كل ما يتصل بحياة المسلم من عبادة وأخلاق ومعاملة ،ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،انطلاقا من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة."1

ثانيا- منزلة خطبة الجمعة:

تعتبر الخطبة اللسان الناطق باسم الشرع، لبيان حكم الله وهدي نبيه في النوازل والمستجدات التي تنزل بالناس اليوم. وهي خطاب أسبوعي يتناول قضايا الساعة لتوعية الناس بالموقف الشرعي منها -من ههنا يتبين التدمير الذي يمكن أن يلحق بهذه الشعيرة الحضارية إذا عزل فرسانها واختير لها النطيحة والمتردية وماأكل السبع-،لذلك حض الشرع على حضورها:قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة/9} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الجمعة/10} وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {الجمعة/11}).

ومن منطلق عالمية الإسلام، وإرادة الشارع في نشر قيم الخير في الحياة الدنيا؛ أولى الإسلام الكلمة اهتماما بالغا، فجعلها وسيلة لهداية الناس، وتربية الأمة، وتوعية المجتمع، وجعل لها مناصب وفنونا، كفن الخطابة ليستمر دورها بأبلغ القول وأروع الكلام،فكانت خطبة الجمعة التي تسبق صلاة الجمعة المفروضة كل أسبوع كشعيرة ثابتة، قال ابن جزي:"وأما الخطبة:فواجبة، خلافا لابن الماجشون. وهي شرط في صحة الجمعة، على الأصح. وأقلها مايسمى خطبة عند العرب، وقيل:حمد وتصلية، ووعظ وقرآن. ويستحب اختصارها"2. فكانت الخطبة واجبا شرعيا، لأجل التواصي بالحق، والتناهي عن الشر، وجعلت من شعائر الدين ومظاهره القويمة، مما يدل على رقي حضاري وسمو عظيم.

ومما لاشك فيه أن الخطابة منصب خطير ،ومرتقى صعب المنال لا يصل إليها طالبها بيسر،بل يحتاج من يبتغيها إلى زاد عظيم ،من الصبر والحلم والفصاحة والعلم ،ليصل الى الهدف المنشود.

ثالثا:شروط نجاح الخطبة :

خطبة الجمعة منبر دعوي هام ،ووسيلته فعالة لتذكير الناس بأمور دينهم ،وتوعيتهم بأحوال زمانهم ،وتبصيرهم بالموقف الشرعي من نوازلهم وقضاياهم. وحتى يستثمر الخطيب منبر الجمعة الاستثمار الأكمل والأحسن ،عليه أن يراعي شروطا أساسية لابد منها لتبرز شخصية في الأمة ،وتجعله محل ثقة ومحبة ،وإعجاب وتقدير ،وبإجمال ،لضمان نجاح رسالته.ذلك أن الخطاب يحتاج ليلقى القبول إلى مقومات مختلفة ،لذلك ما كان من نبي الله موسى عليه السلام وهو يستعد لمخاطبة فرعون إلا أن :"قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي."3

الشروط الذاتية:

وهي الشروط المتعلقة بذات الخطيب وشخصيته:

1- الميل والرغبة والقابيلة: ليس كل إنسان قادرا على أن يكون خطيبا ناجحا، إذا لم يكن لديه الميل والاستعداد الفطري للعمل في هذا المجال الرسالي ،ذلك ان الإنسان يتاثر في مسار حياته بعوامل كثيرة منها عامل الوراثة وعامل البيئة المحلية والعالمية. والخطبة فن يحتاج إلى مواهب خاصة ،كمناسبة الأداء الصوتي للمعاني وهذا يقتضي خلو الخطيب من العيوب الصوتية أو الكلامية ،واتصافه بالفصاحة وطلاقة اللسان ."وأن يكون ذا قلب ذكي قوي ،وعقل ناضج ألمعي ،ونفس مؤمنة متوثبة ،ولسان عربي مبين ،وبديهة حاضرة مستيقظة ،وفراسة صائبة مدركة،ونظرات فاحصة مدركة "4.

2- الإخلاص: وهو روح الأعمال وجوهرها ،فبعد الدافع النفسي أي الرغبة ،يأتي الاساس العقدي الذي هوالنية الخالصة في امتثال أمر الله ،وقصد طاعته ،وابتغاء مرضاته.والإخلاص مطلب عزيز ،وغاية صعبة المنال ،تحصل بالمجاهدة ،والتضرع إلى الله ،حتى ولو كانت تلك وظيفة التي يقتات منها ،وذلك لأن صاحب الرسالة يستفرغ كل طاقته في محاولة توصيلها للناس ،لا يكل ولا يمل. والمشكلة الآن أن تصير الخطابة وظيفة فقط، مما يضيّع كثيرا من فائدتها.

3- الفقه : من الشروط التي تجعل الخطيب ناجحا في خطبته ،أن يكون له زاد علمي شرعي ،وحصيلة معرفية شاملة .والفقه أقسام ثلاثة :فقه الدين ،وفقه الواقع ،وفقه التنزيل.

أ-فقه الدين:يتطلب هذا العمل الدعوي زادا من العلوم الشرعية ،من القرآن الكريم تلاوة سليمة وتفسيرا. ومن الحديث النبوي الشريف حتى لا يكون المنبر وسيلة لنشر الموضوعات ،والأحاديث الشديدة الضعف ،أو المخالفة للأصول الشرعية .ومن الفقه الإسلامي ،والتاريخ والسير.

ب-فقه الواقع: "إن كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم يعطيان المثل في مواكبة الواقع علما به على دائرة ضيقة هي القرية أو المدينة او القطر وإن كانت مراعاة الأولويات مطلوبة وإنما يمتد هذا المحيط ليشمل جميع مناطق وجودالإنسان المسلم... وهكذا يكون المحيط الذي تمتح منه الخطبة محيطا مطاطا يتسع حتى يستغرق العالم ويضيق حتى يقتصر على المدينة أو القرية وهذا الضيق أو الاتساع تحكمه مستجدات وملمات تجعل الحديث عن هذه الجهة أولى من الحديث عن غيرها...وإذا كان مطلوبا من الخطيب أن يرتبط بمحيطه وبيئته فإن هذا يوجب عليه دون شك التزود بمعارف العصر والملاحقة لما يجد في بيئته من الأفكار. وهذه المتابعة والملاحقة تلزم الخطيب بالاتصال بوسائل الإعلام"5.فمعرفة الناس والحياة أمر مطلوب من الخطيب لأنه لا يتكلم من فراغ ،بل في وقائع تنزل بالمجتمعات من حوله ،وهؤلاء تؤثر في أفكارهم وسلوكهم تيارات وعوامل مختلفة :نفسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ،فلابد للخطيب أن يكون على حظ من المعرفة بأحوال عصره وظروف مجتمعه ،ومشكلاته وتياراته الفكرية والسياسية والدينية ،وعلاقاته بالمجتمعات الأخرى ومدى تأثره بها وتأثيره فيها.

فالخطيب الناجح والمؤثر هو ذلك الإعلامي الذي يعرف أخبار أمته فيقوم بإعدادها،وتبسيطها ،وصياغة عرضها ،إلى خليط من الناس مختلفي المنهل والمشرب.الخطيب الناجح محب ودود ،يأْلف ويؤْلف ،فلا يعزل نفسه عن الناس،بل يسأل عنهم ،ويغشى مجالسهم ،ويبارك أفراحهم ،ويأسو جراحهم. الخطيب الناجح يغشى مجلسه الكرماء ،والصلحاء والبسطاء ،فيعمر الحديث بالفكر والذّكر،فتحمل بركة السماء في الزمان والمكان.

ج- فقه التنزيل : إلى جانب المعرفة الشرعية والمعرفة بالواقع يلزم الخطيب القدرة على تنزيل الأحكام الشرعية تنزيلا سليما على المستجدات والواقائع،وهذا يتوقف على فهم النصوص من جهة ،وعلى إدراك مقاصد الشرع من جهة ،وعلى إحسان القياس.

ولقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات وشهر رمضان وفي الحج وفي ذم الغيبة وفي الولاة والعمال.6

ج-إبلاغ احكام الشرع:إن القضية المركزية لخطبة الجمعة الارتباط بالواقع وتتبع المخاطر التي تهدد الأمة للتحذير منها، والدلالة على أسباب النجاة للتشبث بها.قال تعالى: ﴿ Bӂæo æuB\öƒ æupöaóEù‚pöbj@]A Aobsö`YWóEÓöEöçj $L‡ŠödYX¥Bö\öƒ ]œ›÷pö]iÓöYX ÓsöæYWö]ZöF vöù‚ ±Ph.öƒ ¾‡Šö]ZXØsö`YX ÷~b‹óEö³ù‚ ·‡ŠöæYW«F,Bö]¡ Apöb‹NZWöæYWö]ôEÓöEùö²j —PYX PvöFÐùqj@¢A Aobtù^qöóEöbEöçjæo ¨b~b‹Ó‚÷pö]ZX A\^r;`A AšpöbmöÓѐæt

÷~P‹÷Eö]j;`A ÷~b‹öNiöÓm]j æuobt\^qö÷ÓöF ﴾7. فالقرآن الكريم يؤكد على أن التفقه مسؤولية رسالية يجب أن تتحقق في العلماء، والإنذار مسؤولية رسالية من اختصاص العلماء –أيضا- بما هو استعداد لمواجهة الشعور بالخطر، وقد نبه القرآن الكريم على هذا الخطر في قوله تعالى: ﴿]œ›æo æupöajA][söÓöF ÷~.ö„]ZöFpöaiùôEö#]ZWböF ê™NôEöӐ ÷~.öƒorbsöÓöF vÓn ¨b~.ö„ùóEööFùr Pu;`A A$pöbmö#] ]ôEö÷z¢QA ﴾8. وانطلاقا من هذا التنبيه على الخطر نبه القرآن على ضرورة أخذ الحذر، فقال تعالى: ﴿Bæ‹eöF%&Bš#öÓöF ævöFù^qj@]A ApöaóEöӂAÓ§ Ao.^qöaZ ÷~.öƒætÌ^qöø Aobsö`YWZöFBÓöYX »ˆCBÓöYEöa˜F Po]A Aobsö`YWZöF¢QA LBmöEöùÓѐ ﴾9. وقال: ﴿ Aobtù^qöóEöbEöçjæo ¨b~b‹Ó‚÷pö]ZX A\^r;`A AšpöbmöÓѐæt ÷~P‹÷Eö]j;`A ÷~b‹öNiöÓm]j æuobt\^qö÷ÓöF﴾10. وفسر الحذر بأنه بذل المستطاع في الاستعداد بالقوة فقال تعالى: ﴿AoÏqùn%&Aæo ~b‹]j Böd‚ ~aôEö÷mö] ]ôEö÷zQ]A vö³ù‚ ¾‡‰dpöaZX vù‚æo ùžBÓYöF³`t Phö÷Eö]Zj@¢A æupöbYEöùŒØsöa‡F ©ùŠö`YöF do.qöÓn çf/@]A ÷~.öƒdo.qöÓnæo ævöFPsö]ZAÓ§æo vöù‚ ÷~P‹ùZöFoar ]œ› b~b‹]ZöFpöb]iö÷mö]‡F fb/@H $÷~b‹b]iö÷mÓöF Bӂæo ApöaZWö`YWóEöa‡F vöù‚ ¾§Ø—ö\{z —PYX PhEö`YEæz çf/@¢A fUÓpböF ÷~.ö„ö÷Eö]j;`A ÷~aôEZöF%&Aæo ]œ› æupöb]iöO öa‡F ﴾11. وهكذا يكون التنبيه على خطورة التهديد، أعطى التنبيه على الحذر، والتنبيه على الحذر فرض مسؤولية الاستعداد بالقوة12.

4-الخلق:وهو جماع الصفات النبيلة التي يلزم الخطيب ان يتحلى بها. وكما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، طبق أخلاق الإسلام فعن سهل ابن سعد رضي الله عنه{أن أناسا

من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء،فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه يصلح بينهم ...}.13

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال {اذهبوا بنا نصلح بينهم}.14

قال أحد العارفين قديما:"يا بني أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى،وإياك والطمع وطلب الحاجات إلى الناس فإنه الفقر.وإذا صليت فصل صلاة مودع.واعلم انك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر كله :خيره وشره.وكن قائلا بالحق ،عاملا به ،يزدك الله نورا وبصيرة ...ولا تخالط إلا عاقلا تقيا ،ولا تجالس إلا عالما بصيرا...وأدم ذكر الله تنل قربه."15

5-أساليب الأداء:إن أحسن الخطب يمكن أن يفسدها الأداء والإلقاء غير المتقن. فالخطبة تتطلب تفاعلا صادقا للخطيب مع ما يقول، بصوته وحركاته ونظراته وقسمات وجهه.وأن يقبل في أحاديثه على جمهور الحاضرين جميعا بحيث يشعر كل واحد من الحاضرين أنه المقصود بخطابه.

6-المظهر:من عوامل نجاح الخطيب ظهوره أمام الناس بمظهر لائق وجذاب،فالله تعالى أوصى عموم المسلمين بالتزين عند كل مسجد بقوله سبحانه:"خذوا زينتكم عند كل مسجد"16ومن باب أولى أن يكون الخطيب والإمام متحليا بذلك الوصف،وقد أوصى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،باللباس الطيب الطاهر ،فعن سمرة بن جندب قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب ،وكفنوا فيها موتاكم".17

الشروط الموضوعية :

وهي الشروط المرتبطة بالموضوع شكلا ومضمونا وأسلوبا:

أ-من حيث الشكل:

1- أن تكون وسطا بين الطول الممل،والاختصار المخل.

2- وضع تصميم محكم للخطبة.

3- التزام خطبة الحاجة.

4- الدعاء في الختم.

ب- من حيث المضمون:

1- الجمع بين الترغيب والترهيب،والخوف والرجاء،والتبشير والإنذار وذلك في سياق التوازن العام للشريعة.

2- معالجة مشاكل واقع الناس المعيش .

3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4- الاستشهاد بالقرآن والسنة.

5- التمثيل والاستشهاد بمواقف وأقوال من السلف والخلف.

6- التركيز على موضوع واحد.

7- نشر مبادئ الإسلام ،والموعظة الحسنة.

ج- من حيث الأسلوب:

1- الوضوح.

2- الفصاحة والبلاغة .

3- اختيار الألفاظ الطيبة وتجنب كلام الشارع الساقط.

4- البيان الشافي.

5- العرض السليم.

وأخيرا فهذه اقتراحات للارتقاء بخطبة الجمعة إلى المستوى المنشود:

- عقد لقاءات تكوينية للخطباء والوعاظ.

- إحداث مادة فنون الدعوة ومناهجها في برامج التعليم.

- تأليف كتاب منهجي في مهارات إعداد وفنون إلقاء الخطب والدروس والمواعظ.

- انتقاء أهل العلم الصادقين والحكماء من المثقفين لخطبة الجمعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.