تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة المجتمع وقضايا الناس
نشر في أخبارنا يوم 25 - 12 - 2016

للأسف من الآفات التي تصاب بها الأمة أن تتحول العبادات إلى عادات وطقوس فولكلورية، وتتحول خطبة الجمعة إلى عمل روتيني وكلام عام وأداء صوتي رتيب، تراعى فيه علامات الترقيم، والحركات الإعرابية الشكلية، بدون مضمون حقيقي. مما يجعل الخطبة؛ خطبة ميتة لاروح فيها؛تحفة تراثية من موروثات الزمن الماضي، خطبة لاتختلف عن خطب قرون قد خلت، خطبة في مدينة لاتختلف عن خطبة في قرية صغيرة. تتساوى خطبة تلقى أمام أهل علم وفكر، مع خطبة تلقى أمام العوام. تدخل للمسجد فتجد الخطيب يتحدث عن الوضوء والطهارة، أو عن واقعة مثل الهجرة وغار ثور بغير استنباط للدلالات والعبر أو يتحدث عن السواك والكحل، فيشرد ذهنك أو يراودك النوم، لضعف تناول الموضوع ،وضعف التفاعل الصادق مع مضمون الموضوع.

والسبب في هذا الخلل هو عدم فقه حقيقة الخطبة! أو لأن مبلغ الخطيب ذاك الذي يفعل! أو لأن البيئة ذاك مرادها! فماهي حقيقتهاخطبة الجمعة؟ وماهي منزلتها؟ ؟وماهي شروط إنجاحها ؟

أولا:تعريف الخطبة وحكمها:

الخطبة بضم الخاء هي في أصلها كلام ،والكلام خطاب جعل لمعنى، والمعنى هنا هو الوعظ ، والتوعية. ذلك أن الإسلام أولى الكلمة اهتماما بالغا،فجعلها وسيلة لهداية الناس ،وتربية الأمة ،وتوعية المجتمع ،وجعل لها مناصب وفنونا كفن الخطابة ليستمر دورها ،فكانت خطبة الجمعة التي تسبق صلاة الجمعة المفروضة كل أسبوع شعيرة ثابتة.

وقد "جعل الإسلام من شرط إقامة صلاة الجمعة وصحتها تلك الخطبة الدينية الأسبوعبة التي لها حكمة شرعية بارزة ،ومقاصد دينية واضحة ،تتجلى فيما تتضمنه الخطبة ويتناول الخطيب من تعليم وتفقيه في الدين ،وإرشاد وتوجيه سليم ،وتشتمل عليه من

إصلاح وهدى مستبين ،وتوضيح لشرع الله وحكمه في كل ما يتصل بحياة المسلم من عبادة وأخلاق ومعاملة ،ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،انطلاقا من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة."1

ثانيا- منزلة خطبة الجمعة:

تعتبر الخطبة اللسان الناطق باسم الشرع، لبيان حكم الله وهدي نبيه في النوازل والمستجدات التي تنزل بالناس اليوم. وهي خطاب أسبوعي يتناول قضايا الساعة لتوعية الناس بالموقف الشرعي منها -من ههنا يتبين التدمير الذي يمكن أن يلحق بهذه الشعيرة الحضارية إذا عزل فرسانها واختير لها النطيحة والمتردية وماأكل السبع-،لذلك حض الشرع على حضورها:قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة/9} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الجمعة/10} وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {الجمعة/11}).

ومن منطلق عالمية الإسلام، وإرادة الشارع في نشر قيم الخير في الحياة الدنيا؛ أولى الإسلام الكلمة اهتماما بالغا، فجعلها وسيلة لهداية الناس، وتربية الأمة، وتوعية المجتمع، وجعل لها مناصب وفنونا، كفن الخطابة ليستمر دورها بأبلغ القول وأروع الكلام،فكانت خطبة الجمعة التي تسبق صلاة الجمعة المفروضة كل أسبوع كشعيرة ثابتة، قال ابن جزي:"وأما الخطبة:فواجبة، خلافا لابن الماجشون. وهي شرط في صحة الجمعة، على الأصح. وأقلها مايسمى خطبة عند العرب، وقيل:حمد وتصلية، ووعظ وقرآن. ويستحب اختصارها"2. فكانت الخطبة واجبا شرعيا، لأجل التواصي بالحق، والتناهي عن الشر، وجعلت من شعائر الدين ومظاهره القويمة، مما يدل على رقي حضاري وسمو عظيم.

ومما لاشك فيه أن الخطابة منصب خطير ،ومرتقى صعب المنال لا يصل إليها طالبها بيسر،بل يحتاج من يبتغيها إلى زاد عظيم ،من الصبر والحلم والفصاحة والعلم ،ليصل الى الهدف المنشود.

ثالثا:شروط نجاح الخطبة :

خطبة الجمعة منبر دعوي هام ،ووسيلته فعالة لتذكير الناس بأمور دينهم ،وتوعيتهم بأحوال زمانهم ،وتبصيرهم بالموقف الشرعي من نوازلهم وقضاياهم. وحتى يستثمر الخطيب منبر الجمعة الاستثمار الأكمل والأحسن ،عليه أن يراعي شروطا أساسية لابد منها لتبرز شخصية في الأمة ،وتجعله محل ثقة ومحبة ،وإعجاب وتقدير ،وبإجمال ،لضمان نجاح رسالته.ذلك أن الخطاب يحتاج ليلقى القبول إلى مقومات مختلفة ،لذلك ما كان من نبي الله موسى عليه السلام وهو يستعد لمخاطبة فرعون إلا أن :"قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي."3

الشروط الذاتية:

وهي الشروط المتعلقة بذات الخطيب وشخصيته:

1- الميل والرغبة والقابيلة: ليس كل إنسان قادرا على أن يكون خطيبا ناجحا، إذا لم يكن لديه الميل والاستعداد الفطري للعمل في هذا المجال الرسالي ،ذلك ان الإنسان يتاثر في مسار حياته بعوامل كثيرة منها عامل الوراثة وعامل البيئة المحلية والعالمية. والخطبة فن يحتاج إلى مواهب خاصة ،كمناسبة الأداء الصوتي للمعاني وهذا يقتضي خلو الخطيب من العيوب الصوتية أو الكلامية ،واتصافه بالفصاحة وطلاقة اللسان ."وأن يكون ذا قلب ذكي قوي ،وعقل ناضج ألمعي ،ونفس مؤمنة متوثبة ،ولسان عربي مبين ،وبديهة حاضرة مستيقظة ،وفراسة صائبة مدركة،ونظرات فاحصة مدركة "4.

2- الإخلاص: وهو روح الأعمال وجوهرها ،فبعد الدافع النفسي أي الرغبة ،يأتي الاساس العقدي الذي هوالنية الخالصة في امتثال أمر الله ،وقصد طاعته ،وابتغاء مرضاته.والإخلاص مطلب عزيز ،وغاية صعبة المنال ،تحصل بالمجاهدة ،والتضرع إلى الله ،حتى ولو كانت تلك وظيفة التي يقتات منها ،وذلك لأن صاحب الرسالة يستفرغ كل طاقته في محاولة توصيلها للناس ،لا يكل ولا يمل. والمشكلة الآن أن تصير الخطابة وظيفة فقط، مما يضيّع كثيرا من فائدتها.

3- الفقه : من الشروط التي تجعل الخطيب ناجحا في خطبته ،أن يكون له زاد علمي شرعي ،وحصيلة معرفية شاملة .والفقه أقسام ثلاثة :فقه الدين ،وفقه الواقع ،وفقه التنزيل.

أ-فقه الدين:يتطلب هذا العمل الدعوي زادا من العلوم الشرعية ،من القرآن الكريم تلاوة سليمة وتفسيرا. ومن الحديث النبوي الشريف حتى لا يكون المنبر وسيلة لنشر الموضوعات ،والأحاديث الشديدة الضعف ،أو المخالفة للأصول الشرعية .ومن الفقه الإسلامي ،والتاريخ والسير.

ب-فقه الواقع: "إن كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم يعطيان المثل في مواكبة الواقع علما به على دائرة ضيقة هي القرية أو المدينة او القطر وإن كانت مراعاة الأولويات مطلوبة وإنما يمتد هذا المحيط ليشمل جميع مناطق وجودالإنسان المسلم... وهكذا يكون المحيط الذي تمتح منه الخطبة محيطا مطاطا يتسع حتى يستغرق العالم ويضيق حتى يقتصر على المدينة أو القرية وهذا الضيق أو الاتساع تحكمه مستجدات وملمات تجعل الحديث عن هذه الجهة أولى من الحديث عن غيرها...وإذا كان مطلوبا من الخطيب أن يرتبط بمحيطه وبيئته فإن هذا يوجب عليه دون شك التزود بمعارف العصر والملاحقة لما يجد في بيئته من الأفكار. وهذه المتابعة والملاحقة تلزم الخطيب بالاتصال بوسائل الإعلام"5.فمعرفة الناس والحياة أمر مطلوب من الخطيب لأنه لا يتكلم من فراغ ،بل في وقائع تنزل بالمجتمعات من حوله ،وهؤلاء تؤثر في أفكارهم وسلوكهم تيارات وعوامل مختلفة :نفسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ،فلابد للخطيب أن يكون على حظ من المعرفة بأحوال عصره وظروف مجتمعه ،ومشكلاته وتياراته الفكرية والسياسية والدينية ،وعلاقاته بالمجتمعات الأخرى ومدى تأثره بها وتأثيره فيها.

فالخطيب الناجح والمؤثر هو ذلك الإعلامي الذي يعرف أخبار أمته فيقوم بإعدادها،وتبسيطها ،وصياغة عرضها ،إلى خليط من الناس مختلفي المنهل والمشرب.الخطيب الناجح محب ودود ،يأْلف ويؤْلف ،فلا يعزل نفسه عن الناس،بل يسأل عنهم ،ويغشى مجالسهم ،ويبارك أفراحهم ،ويأسو جراحهم. الخطيب الناجح يغشى مجلسه الكرماء ،والصلحاء والبسطاء ،فيعمر الحديث بالفكر والذّكر،فتحمل بركة السماء في الزمان والمكان.

ج- فقه التنزيل : إلى جانب المعرفة الشرعية والمعرفة بالواقع يلزم الخطيب القدرة على تنزيل الأحكام الشرعية تنزيلا سليما على المستجدات والواقائع،وهذا يتوقف على فهم النصوص من جهة ،وعلى إدراك مقاصد الشرع من جهة ،وعلى إحسان القياس.

ولقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات وشهر رمضان وفي الحج وفي ذم الغيبة وفي الولاة والعمال.6

ج-إبلاغ احكام الشرع:إن القضية المركزية لخطبة الجمعة الارتباط بالواقع وتتبع المخاطر التي تهدد الأمة للتحذير منها، والدلالة على أسباب النجاة للتشبث بها.قال تعالى: ﴿ Bӂæo æuB\öƒ æupöaóEù‚pöbj@]A Aobsö`YWóEÓöEöçj $L‡ŠödYX¥Bö\öƒ ]œ›÷pö]iÓöYX ÓsöæYWö]ZöF vöù‚ ±Ph.öƒ ¾‡Šö]ZXØsö`YX ÷~b‹óEö³ù‚ ·‡ŠöæYW«F,Bö]¡ Apöb‹NZWöæYWö]ôEÓöEùö²j —PYX PvöFÐùqj@¢A Aobtù^qöóEöbEöçjæo ¨b~b‹Ó‚÷pö]ZX A\^r;`A AšpöbmöÓѐæt

÷~P‹÷Eö]j;`A ÷~b‹öNiöÓm]j æuobt\^qö÷ÓöF ﴾7. فالقرآن الكريم يؤكد على أن التفقه مسؤولية رسالية يجب أن تتحقق في العلماء، والإنذار مسؤولية رسالية من اختصاص العلماء –أيضا- بما هو استعداد لمواجهة الشعور بالخطر، وقد نبه القرآن الكريم على هذا الخطر في قوله تعالى: ﴿]œ›æo æupöajA][söÓöF ÷~.ö„]ZöFpöaiùôEö#]ZWböF ê™NôEöӐ ÷~.öƒorbsöÓöF vÓn ¨b~.ö„ùóEööFùr Pu;`A A$pöbmö#] ]ôEö÷z¢QA ﴾8. وانطلاقا من هذا التنبيه على الخطر نبه القرآن على ضرورة أخذ الحذر، فقال تعالى: ﴿Bæ‹eöF%&Bš#öÓöF ævöFù^qj@]A ApöaóEöӂAÓ§ Ao.^qöaZ ÷~.öƒætÌ^qöø Aobsö`YWZöFBÓöYX »ˆCBÓöYEöa˜F Po]A Aobsö`YWZöF¢QA LBmöEöùÓѐ ﴾9. وقال: ﴿ Aobtù^qöóEöbEöçjæo ¨b~b‹Ó‚÷pö]ZX A\^r;`A AšpöbmöÓѐæt ÷~P‹÷Eö]j;`A ÷~b‹öNiöÓm]j æuobt\^qö÷ÓöF﴾10. وفسر الحذر بأنه بذل المستطاع في الاستعداد بالقوة فقال تعالى: ﴿AoÏqùn%&Aæo ~b‹]j Böd‚ ~aôEö÷mö] ]ôEö÷zQ]A vö³ù‚ ¾‡‰dpöaZX vù‚æo ùžBÓYöF³`t Phö÷Eö]Zj@¢A æupöbYEöùŒØsöa‡F ©ùŠö`YöF do.qöÓn çf/@]A ÷~.öƒdo.qöÓnæo ævöFPsö]ZAÓ§æo vöù‚ ÷~P‹ùZöFoar ]œ› b~b‹]ZöFpöb]iö÷mö]‡F fb/@H $÷~b‹b]iö÷mÓöF Bӂæo ApöaZWö`YWóEöa‡F vöù‚ ¾§Ø—ö\{z —PYX PhEö`YEæz çf/@¢A fUÓpböF ÷~.ö„ö÷Eö]j;`A ÷~aôEZöF%&Aæo ]œ› æupöb]iöO öa‡F ﴾11. وهكذا يكون التنبيه على خطورة التهديد، أعطى التنبيه على الحذر، والتنبيه على الحذر فرض مسؤولية الاستعداد بالقوة12.

4-الخلق:وهو جماع الصفات النبيلة التي يلزم الخطيب ان يتحلى بها. وكما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، طبق أخلاق الإسلام فعن سهل ابن سعد رضي الله عنه{أن أناسا

من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء،فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه يصلح بينهم ...}.13

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال {اذهبوا بنا نصلح بينهم}.14

قال أحد العارفين قديما:"يا بني أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى،وإياك والطمع وطلب الحاجات إلى الناس فإنه الفقر.وإذا صليت فصل صلاة مودع.واعلم انك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر كله :خيره وشره.وكن قائلا بالحق ،عاملا به ،يزدك الله نورا وبصيرة ...ولا تخالط إلا عاقلا تقيا ،ولا تجالس إلا عالما بصيرا...وأدم ذكر الله تنل قربه."15

5-أساليب الأداء:إن أحسن الخطب يمكن أن يفسدها الأداء والإلقاء غير المتقن. فالخطبة تتطلب تفاعلا صادقا للخطيب مع ما يقول، بصوته وحركاته ونظراته وقسمات وجهه.وأن يقبل في أحاديثه على جمهور الحاضرين جميعا بحيث يشعر كل واحد من الحاضرين أنه المقصود بخطابه.

6-المظهر:من عوامل نجاح الخطيب ظهوره أمام الناس بمظهر لائق وجذاب،فالله تعالى أوصى عموم المسلمين بالتزين عند كل مسجد بقوله سبحانه:"خذوا زينتكم عند كل مسجد"16ومن باب أولى أن يكون الخطيب والإمام متحليا بذلك الوصف،وقد أوصى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،باللباس الطيب الطاهر ،فعن سمرة بن جندب قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب ،وكفنوا فيها موتاكم".17

الشروط الموضوعية :

وهي الشروط المرتبطة بالموضوع شكلا ومضمونا وأسلوبا:

أ-من حيث الشكل:

1- أن تكون وسطا بين الطول الممل،والاختصار المخل.

2- وضع تصميم محكم للخطبة.

3- التزام خطبة الحاجة.

4- الدعاء في الختم.

ب- من حيث المضمون:

1- الجمع بين الترغيب والترهيب،والخوف والرجاء،والتبشير والإنذار وذلك في سياق التوازن العام للشريعة.

2- معالجة مشاكل واقع الناس المعيش .

3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4- الاستشهاد بالقرآن والسنة.

5- التمثيل والاستشهاد بمواقف وأقوال من السلف والخلف.

6- التركيز على موضوع واحد.

7- نشر مبادئ الإسلام ،والموعظة الحسنة.

ج- من حيث الأسلوب:

1- الوضوح.

2- الفصاحة والبلاغة .

3- اختيار الألفاظ الطيبة وتجنب كلام الشارع الساقط.

4- البيان الشافي.

5- العرض السليم.

وأخيرا فهذه اقتراحات للارتقاء بخطبة الجمعة إلى المستوى المنشود:

- عقد لقاءات تكوينية للخطباء والوعاظ.

- إحداث مادة فنون الدعوة ومناهجها في برامج التعليم.

- تأليف كتاب منهجي في مهارات إعداد وفنون إلقاء الخطب والدروس والمواعظ.

- انتقاء أهل العلم الصادقين والحكماء من المثقفين لخطبة الجمعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.