أقدم الصحافي المغربي مصطفى الحسناوي على طلب اللجوء بدولة السويد، حيث أكد في تدوينة فايسبوكية اليوم الجمعة أنه وصل أول أمس إلى ستوكهولم طالبا اللجوء السياسي. وأدانت محكمة الاستئناف المكلفة بجرائم الإرهاب بمدينة سلا في أكتوبر من سنة 2013، الصحافي مصطفى الحسناوي بالسجن ثلاث سنوات مع النفاذ ل"تكوين عصابة إجرامية وعدم التبليغ عن جرائم إرهابية". واعتقل الحسناوي في 27 ماي 2013 مباشرة بعد عودته من رحلة إلى تركيا لإجراء ريبورتاج "حول اللاجئين السوريين" حسب ما قال. وفي 11 يوليوز من نفس السنة حكم عليه بالسجن أربع سنوات مع النفاذ بتهمة "عدم التبليغ عن جريمة"، ليتم تخفيضها إلى ثلاث سنوات الاثنين في حكم الاستئناف. ونشر الصحافي الذي كان يعمل في موقع "هوية بريس"، تدوينة مؤثرة بعد وصوله إلى السويد، ورد فيها "دموع زوجتي وأختي، حين اتصلت بهما بعد وصولي لاستوكهولم، طالبا اللجوء السياسي، وعلمتا أني لا أنوي الرجوع للمغرب، دمرت معناوياتي وأصابتني باكتئاب وحزن شديد. قالت لي أختي وهي تبكي، ليس من حقك اتخاذ هذا القرار، لست وحدك في هذا العالم، أنت جزء منا كلنا، ليس من حقك أن تغادر، دون أن تستشيرنا، ليس من حقك أن تمنعنا من لقائك ورؤيتك، ليس من حقك أن تذهب وقتما تشاء. زوجتي كانت تبكي صامتة، بكاء مرا، أحسست به مثل نزيف داخلي، يقطع أحشاءها. صدمة أخي وابنة أختي، وهما يتكلمان معي. حزن عدد من أصدقائي، ومطالبات بعضهم لي بالعدول عن القرار، والرجوع فورا للمغرب. كل هذا جعلني أقضي يوم أمس، في حزن وكآبة وضيق وهم وغم. هل كنت جبانا وأنا أغادر المغرب؟ أم كنت شجاعا، وأنا أنفصل عن جذوري، وأتخلى عن كل شيء؟ مهما كان الجواب، فقد كنت مضطرا، لهذه الخطوة. الأمر ليس بالسهولة التي كنت أتوقعها، ثاني يوم لي في السويد، يمر حزينا، فقد قطعت الصلة بكل شيء في وطني. لكن هناك دائما أمور، نضطر للقيام بها، للتضحية بها، تمنيت أن أبقى في بلدي إلى أن أدفن فيها، بين حضن ودفء عائلتي، لكن الظروف القاهرة، تجعلك تغامر حتى بحياتك إذا اقتضى الحال. أعتذر لك زوجتي إبني أختي أخي ابنة أختي أصدقائي زملائي، لم أكن أنانيا ولا جبانا ولا شجاعا، بل كنت مضطرا فقط. لا أدري متى يمكنني أن أراكم، ولامتى سأحضنكم، لكن تأكدوا أني سأكون بخير، أكثر بكثير مما لو بقيت بجانبكم. اليوم كانت أولى مقابلاتي، لدراسة الملف، ولايزال المشوار طويلا. أتمنى فقط أن تسير إجراءات الطلب، بسلاسة وكما يجب، وألا تتدخل جهات أخرى، لإجهاضها وعرقلتها، وإرجاعي للمغرب مهانا ذليلا. الصحافي مصطفى الحسناوي من مركز اللجوء بستوكهولم".