التعليم العمومي ولا تعليم غيره في جميع دول أنحاء العالم ، فهو الذي يعتبر المشتل الخصب لِنُخَبِ المجتمع داخل الوطن الواحد، ومنه نحصل على جل النخب الفكرية والإعلامية والثقافية والسياسية والمجتمعية.. وصدقوا القول والتعبيرمن سبقونا وجلهم من أبناء هذه المدرسة العمومية المغربية. وهم نخبة من رجالات الفكر والعقل الذين سبقوننا بهذا الوطن العزيز.. وللذكرى الجميلة نذكر من بينهم من قال ما قال من كلام، وسيبقى من قولهم ما هو مأثور للأجيال اللاحقة ..!! لعل كلام قول الرجال؛ يكون جامعا ومانعا وثاقبا و بنظرة أوسع نحو الأفق والمستقبل إيجابيا كان أم سلبيا..و نذكر من بينهم "صاحب التاريخانية الطريق المستقيم نحو الحداثة..!! "لقد قال كلامه و فيما معناه: (( اليوم لدينا" نخبة سياسية جاهلة" إنه المفكر عبدالله العروي ..وكلام مثل هؤلاء المفكرين لا يصدر عن الهوى بل هو ناجم عن دراسات علمية وأكاديمية..ونذكر أيضا في سياق حديثنا هذا، الراحل الأول تغمده الله برحمته إنه الدكتور محمد جسوس،السوسيولوجي المغربي المتميز لقد قال هو الآخر وجهة نظره في إحدى المقررات الدراسية المراد اعتمادها بوزارة التعليم والتربية حينذاك : (( إنها سوف تساهم في التضبيع؛ أي في خلق جيل من الضباع بعد مرور 30 سنة أي ما يراه، سوى مزيدا من الأمية المقنعة والتخلف والجهل والتجهيل والقهر.. في غياب مقررات دراسية عصرية ترتكز على المتعلم وتجعله في مركز الاهتمام التربوي والبيداغوجي، وتسعى للتنوير العقلي والفكري والانفتاح الذاتيين للمتعلمين والطلبة..!!
أما الراحل الثاني فإنه صاحب الحرب الحضارية الأولى والإهانة وصراع الحضارات، والمتخصص في علم الدراسات المستقبلية.. والأكاديمي والأستاذ الجامعي والباحث .. إنه الدكتور المغربي المهدي المنجرة الذي حاضر في أكبر الجامعات العالمية وحاور في شتى مجالات العلمية والفكرية والقانونية…!!
ومن أقوال هذا المفكر التي بقيت عالقة في أذهان الكثيرين قوله :“عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن !! …خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !! وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.! فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء ، وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم .. يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:اهدم الأسرة واهدم التعليم و إسقاط القدوات والمرجعيات. كي تهدم اﻷسرة : عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب”ربة بيت” ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه. لكي تسقط القدوات عليك ب (العلماء) اطعن فيهم ، شكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد. إذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشء على القيم؟؟؟01*
*01" مراجع معتمدة:
"منشور بموقع نون "عن الدكتور المهدي المنجرة : إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث 09 فبراير، 2016 4:07 م