فتيان المغرب يكتسحون كاليدونيا الجديدة بحصيلة تاريخية ويقتربون من التأهل    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    الركراكي يوجه الدعوة لآيت بودلال لتعويض غياب نايف أكرد    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    التجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة يتفاعل مع القرار التاريخي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    مغاربة فرنسا يحتفلون بذكرى المسيرة    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    بعد حكيمي.. إصابة أكرد تربك الركراكي وتضعف جدار الأسود قبل المونديال الإفريقي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل فعلا يتنصر الشباب المغربي؟
نشر في العمق المغربي يوم 10 - 08 - 2016

هل يمكن أن تكون مسيحيا وأنت تؤمن بأن السيادة المطلقة لله وفي نفس الوقت تؤمن بالكتاب المقدس؟
وهل كونك مسيحيا تقرأ الإنجيل تؤمن بأن المسيحية دين حب وسلم وتسامح؟
في البداية لابد أن نقف قبل الشروع في تبيان أن هؤلاء لا علاقة لهم بالمسيحية انطلاقا من الكتاب المقدس نفسه الذي يؤمنون به،
إن من أكبر المغالطات التي يقع فيها الناس هي اعتقادهم أن المسيحية تعمل جادة حتى تحول المسلمين من الإسلام إلى المسيحية. لأن في رأيهم إدخال المسلم إلى المسيحية هو شرف له، وأن المسلم ليس أهلا ليحضى بهذا الشرف. وكما قال المستشرق الألماني الشهير كولد زيهر والذي قضى أزيد من أربعين سنة في الإمارات العربية المتحدة وهو يعد الأفواج تلو الأفواج من البعثاث التنصيرية ويقوم بتوزيعها في كل أنحاء العالم الذي يتواجد فيه مسلمون: لا تظنوا أن المسلم يمكن أن يتحول من الإسلام إلى النصرانية، ولذا دوركم هو فقط إبعاده عن الإسلام وليكن بوديا أو وثنيا أو أي شيء آخر غير الإسلام".
إذن فمن يعتقد أن هؤلاء الشباب فعلا قد اعتنقوا المسيحية عن اقتناع، كما يقولون، فهو مخطئ. ولعل لكي تتضح الصورة أكثر لابد من الإجابة عن سؤال لازال العديد من الناس يطرحه بما فيهم حتى النخبة المثقفة وهو لماذا المسلمون يقومون بالدعوة إلى الإسلام في بلاد الغرب في حين لا تسمح الدول العربية المسلمة بالتنصير وتعمل فورا، بعد ضبطه، إما على محاكمة القائمين به أو إجلائهم من الوطن فورا؟ فهل في هذا ظلم وجور وعدم عدل أو هو ممارسة لحلال علي حرام عليهم؟
فالجواب عن هذا السؤال هو أبسط مما يتصور وهو جواب يبين لنا حقيقة تنصير هؤلاء الشباب، كما يبين حقيقة المسيحية نفسها ولماذا لا تقوى النصرانية على الانتشار كما هو الشأن بالنسبة للإسلام؟
إن المسلمين في الغرب يعملون على نشر الدعوة الإسلامية علانية ومن خلال التعامل المباشر مع الناس ومن خلال مؤسسات وجمعيات، ويعقدون المحاضرات والندوات ويدخلون في مناظرات وغيرها من العديد من الأنشطة القانونية لأن الإسلام لم يخفي وجهه في يوم من الأيام، وهو يواجه ويحاور ويناقش على مرأى من الأشهاد، لكن المسيحية بضاعة مزجاة لا يستطيع أصحابها ولا يقووا حتى على الدفاع عنها لسهولة كشف زيفها وتناقضاتها الصارخة فضلا عن تضارب مائات الآلاف من الأناجيل التي لا يشبه بعضها بعضا، كما أن ما بقي فيها من وحي حقيقي إلاهي يشهد بوحدانية الله و بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم سواء تعلق الأمر بالعهد الجديد أو العهد القديم، ولهذا يلجأ المنصرون في الدول العربية المسلمة إلى التخفي والعمل سرا من خلال استغلال فقر الفقراء ومرض المعوزين والبطاليين الناقمين على حكوماتهم ودولهم، فيتم إغراؤهم بالمال والوعود والشفاء والعناية الصحية من أجل التخلي عن الإسلام وهو أمر غير قانوني بل وحتى غير أخلاقي بل هو تصرف جبان مشين لا يليق بأديان سماوية تستمد الوحي والحكمة من الله رب العباد. فالمنصر لا يستطيع عقد محاضرة في بلاد المسلمين يتحدث فيها عن الإسلام ذما أو المسيحية تبشيرا لعلمه المسبق بفشله في مهمته ولعله كذلك لخوفه من أن يتحول إلى الإسلام وبالتالي لا داعي للمغامرة.
وكثير من الذين غرر بهم، مثل هؤلاء الشباب، دفعهم الفقر إلى اعتناق المسيحية تظاهرا وزعما من أجل الحصول على مال أو عمل بأوربا، كانوا عندما يعودون ليلا إلى منازلهم يصلون ويبكون ويستغفرون الله على ما اقترفوه اضطرارا، وفي صلواتهم تراهم يشرحون لله تعالى وهو أعلم بهم من أن ظروفهم والفقر والعوز هو من اضطرهم لهذا الفعل المشين عسى أن يغفر لهم ويتجاوز عن ذنبهم وأنهم يؤمنون به ربا واحدا لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.
إذن، لا داعي للمغالطات والكذب على المغاربة وإخبارهم بأن أزيد من 20 ألف متنصر يعيش بيننا في بلادنا في بيوت حولوها إلى كنائس، وأن هؤلاء الشباب كانت لهم أسئلة تؤرقهم ولم يجدوا لها جوابا في الإسلام، من يستطيع أن يصدق هذا؟؟؟ حتى المخبول لا يفعل، فمتى كان الإسلام عاجزا عن إعطاء إجابات؟ الإسلام لم يعجز في محاوراته لأكبر فلاسفة الأرض ولأكبر الفرق الكلامية العقلانية في الوجود، فماذا تشكل أسئلة هؤلاء الأميين مع الأسئلة التي كان يتلقاها الإمام أبوحنيفة أثناء مناظراته أو الإمام الباقلاني وهو يحاور خصومه؟ أين هي من أسئلة القس الهندي فندر المدعم من طرف الاستعمار الانجليزي عندما ناظر العلامة رحمة الله الهندي، فانهزم شر هزيمة حتى فر كالجبان وصار يغادر الدولة تلو الأخرى كلما علم بحلول رحمة الله الهندي بها. وأين هي أسئلتهم من أسئلة جيمي سواغارت وروبرت دوغلاس وإيريك بوك وستالين شوبرج لأحمد ديدات وأين هم من أسئلة أنيس شوروش مع الدكتور كمال بدوي ومناظرة مهدي حسن مع أعتى العلمانيين في الغرب بجماعة اكسفرود وأين هي من الأسئلة الأكثر حرجا التي يتلقاها يوميا الدكتور نايك داكر في مختلف المجالات ومختلف الديانات ومن داخل كل الكتب السماوية والوضعية التي لها علاقة بالدين؟
ألا توجد مجالس علمية في كل مدينة مغربية؟ ألا يوجد مسجد في كل حي؟ ألا يوجد ببلدنا أكبر عدد من العلماء لا يوجد مثله في أي بلد عربي؟ أما أن يعتبروا حجتهم في عدم التوصل إلى أجوبة هو سؤالهم لأساتذة التربية الإسلامية فالأمر مضحك لأنهم يعلمون أن جل أساتذة التربية الإسلامية إنما يعتبرونها مهنة تفرض عليهم الالتزام بمقرر وزاري خاص محدود المواد، أو أنهم لا علاقة لهم بالعلوم الشرعية والفهم العميق للدين.
ثم لماذا لم يتحدثوا عن كيفية اقتناعهم بالمسيحية، إني أتحداهم أجمعين أن يوضحوا للناس ماهية وكنه وجوهر وكمون هذا الشيء الذي كان مقنعا لهم حتى اعتنقوا المسيحية. أنا أجزم أنه غير موجود، والدليل أن جميع المنصرين لا يستطيعون مواجهة المسلمين بحوار ونقاش لعلمهم أن بضاعتهم مزجاة وأن فكرهم غير سديد وأن الدين الذي عبث فيه بولس وأصحابه يفتقد للحجة، بل الحجة الوحيدة التي في الأناجيل هي في ما تبقى فيها من وحي إلاهي يدل على الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد كما يدل على نبوءة عيسى عليه السلام وأنه ليس لا إلاها ولا ابن إلاه بل عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم.
أما عن قول أحدهم بأنه اقتنع بالمسيحية لأنها دين سلم وسلام وتسامح. فعن أي تسامح يتحدث هؤلاء؟
لا أعتقد أنهم يجهلون تاريخ المسيحية، ولا أعتقد أنهم لا يعرفون شيئا عما قامت به المسيحية في استراليا وذلك بقتلها لأكثر من عشرين مليون استرالي باسم المسيح. كما لا أظن أنهم يجهلون ماذا فعل الرجل الأبيض الأمريكي المسيحي الذي بنى حضارته على أشلاء ودماء وإبادة الهنود الحمر، وراح يتفنن بأفلامه في تصوير الهنود على أساس أنهم همج رعاع وقطاع طرق، كمحاولة لدفن الجريمة البشعة التي تعد أبشع جرائم التاريخ، راح ضحيتها أزيد من 112 مليون إنسان ينتمون إلى أكثر من 400 أمة وشعب تم القضاء عليهم بأفظع عمليات الإبادة في تاريخ البشرية خلال 150 عاما من الزمان، حتى تناقص عددهم في حدود ربع المليون حسب إحصاء سنة 1990. إ
ن جرائم الغرب المسيحي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم لا تحتاج لأحد ليحبك المؤامرات من أجل تشويهه لأن جرائمه لا يمكن إخفاؤها ولازال أبناؤه أنفسهم يخرجون علينا، من حين لحين، في الصحف والإذاعات بالتصريحات وتأليف الكتب يشهدون على حضارتهم بأنها حضارة قائمة على مص الدماء وقتل الأبرياء وتأليف مسرحيات ذريعة للسطو على الخيرات وآبار النفط وسبائك الذهب، كذريعة أسلحة الدمار الشامل السخيفة التي راح ضحيتها حسب ما صرح به الجنرال الأمريكي تومي فرانكس 30000 ألفا من المقاتلين العراقيين وأزيد من 9000 قتيلا مدنيا، وإذا كانت هذه الأرقام هي فقط ما تم التصريح به فمعنى هذا أن ما خفي أعظم. ولا نحتاج إلى التذكير بالقنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا في هيروشيما ونجازاكي ولا القنبلة النووية التي جربتها فرنسا في صحراء الجزائر والتي لا تزال آثارها الصحية والبيئية السلبية لحد الآن. ولا أسلحتها الكيماوية التي قتلت المغاربة في الريف، ولا نحتاج للتذكير بما فعل هذا الغرب الهمجي في أفغانستان والبوسنة والهرسك وما فعله ويفعله في فلسطين وفي غزة تحديدا وما يفعله بمسلمي بورما حيث يحرق المسلمون أحياء وتجمع أجسادهم المفحمة أكواما من أجل التقاط الصور والذكريات، وما يفعله الآن في سوريا من إبادات جماعية وتشريد لشعب بأكمله، ولا تجد له استنكارا ولا ذكرا في منظمات حقوق الإنسان والحيوان الغربية.
إن جرائم الغرب الصليبي، هو الذي صنع أبشع جماعة إرهابية وهي داعش في بلاد الشام والعراق، هذا العراق الذي دكت أمريكا حضارته وشنقت رئيسه، وقتلت بدم بارد أبناءه، واستولت على خيراته وكنوزه، وأحرقت جميع الوزارات إلا وزارة البترول. هذا العراق المنكوب المستعمر عندما دخله بوش اللعين قال على الملأ "لقد دخلت العراق باسم الرب" فكلمة باسم الرب لها أكثر من دلالة، أهمها أن في الاعتقاد المسيحي، المجرم مهما أجرم فبمجرد أن يقف أمام القس في الكنيسة ويعترف بجرائمه ( confession ) ستغفر كل خطاياه، والرئيس الأمريكي بوش لن يحتاج إلى جلسة الاعتراف هذه، لأنه في جهاد مقدس، وسيثاب عليه لأنه دخل العراق باسم يسوع المسيح.
وبما أن هذا الغرب المتوحش لا يخفي أنه متدين، وأنه يدعو إلى تسامح الأديان لدغدغة المشاعر، واستغفال الحمقى من المسلمين، مثل هؤلاء الشباب المغرر بهم والمرتزقة في أغلب الحالات، وكيف نصدق دعوته للحوار ودعوته للتسامح، وهو يوميا يتهم الإسلام بأنه انتشر بحد السيف، وأنه دين إرهاب وتطرف وإكراه.
وإذا كان هؤلاء الشباب المغاربة المسلمين قد تخلوا عن دينهم الإسلام واعتنقوا المسيحية لأنها دين تسامح وحب وسلام، فبمفهوم المخالفة يصير الإسلام في نظرهم دين عنف وقتل وإرهاب. فلنر إذن كم ذكر السيف في القرآن الكريم ولا شك أن قيمة السيف في القرآن ستكون كبيرة بما أنه الآلة التي لعبت دورا في قطع الرؤوس ونشر الإسلام بحده، وأنه السلاح الذي فتك بالأبرياء وسفك دماء الأطفال والشيوخ، ولكن الخيبة ستطال كل من ينتظر رقما معينا، لأن السيف لا ذكر له في القرآن الكريم ولا وجود له على الإطلاق، فكيف يعقل أن دينا انتشر بآلة أساسية ومهمة كل هذه الأهمية ولم تذكر في كتابه.
ولكن هنا لابد أن نوجه الكلام لهؤلاء الشباب ذوي الحاجة الذين باعوا دينهم بتمثيلية رخيصة تمثيلية أنهم تنصروا واعتنقوا المسيحية عن قناعة. وأقول لهم: هل تساءلتم يوما عن السيف كم ذكر من مرة في الكتاب المقدس الذي تزعمون أنكم تؤمنون به وتجلونه وتقدسونه؟ اسمعوا هذا الرقم المخيف إذن: إن السيف في الكتاب المقدس قد ذكر أكثر من 1200 مرة بأشكال مختلفة من العنف كسفك الدماء وقطع الرؤوس وحرق الأطفال والنساء والشيوخ، وشق البطون، ولنعطي أمثلة على ذلك وأنا على يقين أنكم لم تقرؤوا الإنجيل من قبل، ولا أريد أن لا أستفزكم وأقول لكم أنني أنا المسلم الذي لا يبيع دينه بكل كنوز الأرض قد قرأته مرات عديدة ولي في بيتي منه خمس نسخ:
إنجيل متى الإصحاح 34 الآية 10: ( لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئت لألقي سلاما بل سيفا)
إنجيل لوقا، الإصحاح 27، الآية 19: ( أما أعدائي أولائك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي)
حزقيال: الإصحاح 7 الآية 9 (وقال لهم نجسوا البيت واملؤوا الدور قتلى، اخرجوا، فخرجوا وقتلوا في المدينة)
صاموئيل: الإصحاح 3 الآية 15: ( فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا)
حزقيال: الإصحاح 6 الآية 9: ( الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك، ولا تقربوا إنسانا عليه السمة، فابتدئوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت)
وفي الإصحاح 10 الآية 31: ( وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار)
يشوع: الإصحاح 21 الآية: ( وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف)
أشعياء: الإصحاح 16 الآية 13: ( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم)
يشوع: الإصحاح 31 الآية 13: (تجازي السامرة لأنها قد تمردت على إلاهها، بالسيف يسقطون، تحطم أطفالهم والحوامل تشق).
هذا غيض من فيض، و مجرد أمثلة على السلم والحب والتسامح الذي كان سببا في اعتناق هؤلاء الشباب المغربي للمسيحية السمحة، ألم أقل لكم أن لا أحد من المسلمين يدخل في دين المسيحية المزيفة، بل هو الفقر والحاجة، أما الحديث عن الاقتناع فهو ضرب من الجنون العقلي لأن كتابا يتحدث عن معركة بين الرب وعبده وانتصار هذا العبد النبي على إلاهه وربه وخالقه لهو الجنون بعينه، فمن أين جاء الاقتناع إذن إن لم يكن التغرير بالمال والمنصب ورشاوي من أجل الخروج عن الإسلام فحسب، مع وجود أرضية تَدَين هشة مريضة منكوبة مشحونة بالماركسية والإلحاد كما كان حال بعض من هؤلاء الشباب.
إن المسيحية لا يهمها أن يعبد هؤلاء الشباب البشر أو الحجر أو القمر أو حتى بول أو روث البقر بعد ذلك. إن من سمات الحب والتسامح تلك الأوامر الوحشية للكتاب المقدس والتي لا ترحم أحدا حتى الأطفال والنساء والشيوخ والبغال والحمير والغنم والبقر، وقد نجحت الكنيسة إعلاميا في إخفاء هذه الجرائم وهذه النصوص الشيطانية الإرهابية وادعت أنها دين المحبة والسلم ولا أقول أنها خدعت هؤلاء الشباب لأنهم يعرفون أن لا وجود للتسامح ولا للحب ولا للسلم في دين أصحابه قتلوا الأنبياء والرسل.
وربما من خلال هذه النصوص وغيرها كثير، نعلم سبب كل الجرائم التي ذكرت آنفا، ونعلم مغزى أن يقول بوش بأنه دخل العراق باسم الرب، أي رب بوش الذي يأمر بالقتل والحرق وشق بطون الحوامل.
فهل يوجد في الإسلام، الذي تخلى عنه هؤلاء الشباب، مثل هذا، فهل يأمر الإسلام بقتل الأطفال والشيوخ والنساء؟ وهل يقتل الإسلام الأسرى؟ ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقف القوي الذي باستطاعته أن يفعل في أعدائه ما يشاء، ولكنه قال لهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء" وقال: " لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله" وقال: (رب اغفر لقومي فإن قومي لا يعلمون) ألم يجعل الإسلام إحياء النفس يعادل إحياء البشرية كلها؟ ألم يقل عليه الصلاة والسلام: " من عادى ذميا كنت خصيمه يوم القيامة"؟
والذمي هو النصراني أو اليهودي الذي يعيش في كنف الإسلام. فاحترامه جزء من عقيدتنا نؤجر عليه، وأي اعتداء عليه أو سوء معاملته تعتبر من أخطر الذنوب والمعاصي لكونها تتسبب في خصومة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا يوم القيامة.
وختاما أقول: لست أدري فيما سيفيد أن تنشر جرائدنا مثل هذا اللغط الإلحادي والسفه الفكري؟ وما الهدف من إعطاء أرقام مغلوطة توحي بأن الإسلام في المغرب هش وعاجز عن حماية أبنائه، وكأن هذه البلاد انقرض فيها العلماء والمرشدون ولا مساجد فيها ولا مجالس علمية ولا وعاظ ولا باحثون، وهي الأرض التي تغلغل فيها الإسلام بالعلم منذ القرن الثاني الهجري، وأن العلماء عبر التاريخ وهم يشكلون أدرع الحماية للوطن والمواطنين من أن تنالهم أيادي الغدر والإغراء والتنصير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.