عبر المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية عن "رفضه واستنكاره لكل أنواع المس بمقدسات الأديان، وأعلى هذه المقدسات رسل الله الكرام، الذين بلغوا للإنسانية، وعلى نفس النهج، قيم المحبة والإخاء والتراحم بين الناس". واعتبر المجلس العلمي الأعلى في بلاغ في موضوع المس بحرمات الرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام، أنه "واستلهاما من المبادئ التي بلغها هؤلاء الرسل إلى الإنسانية جمعاء، دون تفريق بينهم، يقف الحكماء اليوم من السياسيين والعلماء في وجه همجية الإرهاب وجرائمه، ويقف إلى جانبهم الملايير من أتباع هؤلاء الرسل"، مؤكدا أن "كل مس برسول منهم يعتبر مسا بهم جميعا، وإنكارا لقيمهم المثلى التي هي السد المنيع ضد العنف وفساد الضمائر وانحطاط الأخلاق". وأضاف البلاغ أن "المجلس العلمي الأعلى يحذر من المخاطر العظمى التي يمكن أن تنجم عن تهييج مشاعر المؤمنين الذين لا يمكن أن يقبلوا استعمال شعارات الديموقراطية وحرية التعبير للعدوان بالكلمة أو الصورة أو غير ذلك على من يعتبرونهم منابع النور والحكمة التي يحتاج إليها السلم والاطمئنان في عالم اليوم، وهو ما ينبغي أن يتعبأ من أجله الجميع". وكانت المملكة المغربية قد عبرت عن إدانتها بشدة ل"الإمعان في نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام"، مستنكرة "هذه الأفعال التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها". ووفق بلاغ وزارة الخارجية المغربية، فإن المغرب جدد التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم، فلا يمكن لحرية التعبير، لأي سبب من الأسباب، يضيف البلاغ ذاته، أن تبرر الاستفزاز والتهجم المسيء للديانة الإسلامية التي يدين بها أكثر من ملياري شخص في العالم. وشدد البلاغ على أنه "بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي". ودعت المملكة المغربية، على غرار باقي الدول العربية والإسلامية، إلى الكف عن تأجيج مشاعر الاستياء وإلى التحلي بالفطنة وبروح احترام الآخر، كشرط أساسي للعيش المشترك والحوار الهادئ والبناء بين الأديان الرسومات المسيئة للرسول.