شهدت الجولة الختامية من منافسات المجموعة الأولى في كأس العالم للأندية لكرة القدم، التي أجريت فجر اليوم الثلاثاء، المقامة حالياً في الولايات المت، أحداثًا مثيرة تمثلت في تعادلين مشحونين بالأهداف والفرص الضائعة. وقدم الأهلي المصري عرضاً هجومياً قوياً أمام بورتو البرتغالي، لكنه لم ينجح في الحفاظ على تقدمه لتنتهي المباراة بنتيجة (4-4)، ويودّع البطولة بعدما كان قريباً من فوز تاريخي، في المقابل، فرض التعادل نفسه أيضاً على مواجهة بالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأميركي (2-2)، ليحجز الفريقان بطاقتي التأهل إلى الدور ثمن النهائي بعد تصدرهما ترتيب المجموعة. الأهلي يهدر فوزاً تاريخياً ويودّع البطولة وبالعودة إلى التفاصيل، فقد كان الأهلي قريباً للغاية من أن يصبح أول فريق عربي وإفريقي يحقق الفوز على أحد المنافسين الأوروبيين بمونديال الأندية، لكنه حرم نفسه من تحقيق هذا الإنجاز، بعدما تبارى لاعبوه في إضاعة عدد ضخم من الفرص السهلة وبغرابة شديدة، ليأتي العقاب بتسجيل هدف التعادل للفريق البرتغالي في اللحظات الأخيرة. وبادر الأهلي بالتسجيل عن طريق نجمه الفلسطيني وسام أبو علي في الدقيقة 15، قبل أن يتعادل رودريغو مورا لبورتو في الدقيقة 23، لكن أبو علي أعاد الفريق الأحمر للتقدم من جديد، عقب تسجيله هدفاً ثانياً في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الأول من ركلة جزاء. وتواصلت الإثارة في الشوط الثاني، بعدما أحرز وليام غوميز هدف التعادل لبورتو في الدقيقة 50، لكن أبو علي واصل تألقه عقب تسجيله الهدف الثالث للأهلي في الدقيقة 51، ليسجل 3 أهداف وينصب نفسه بطلاً للقاء دون منازع. ولم يهنأ الأهلي بتقدمه كثيراً، بعدما سجل سامو أجيهو الهدف الثالث لبورتو في الدقيقة 53، غير أن النجم التونسي محمد علي بن رمضان أحرز الهدف الرابع للأهلي في الدقيقة 64. وبينما كان الأهلي في طريقه لتسجيل هدف خامس من أجل تأكيد فوزه، استقبل الفريق المصري هدف التعادل لبورتو عبر بيبي في الدقيقة 89، لينال كل فريق نقطة وحيدة من اللقاء ويودعان المسابقة. بهذه النتيجة، أصبح في جعبة بورتو، بطل أوروبا عامي 1987 و2004، نقطتان في المركز الثالث، متفوقاً بفارق هدف وحيد على الأهلي، صاحب المركز الرابع. تعادل بطعم التأهل لبالميراس وإنتر ميامي في المباراة الثانية، فرض التعادل الإيجابي (2-2) نفسه على مواجهة إنتر ميامي الأمريكي وبالميراس البرازيلي، ليحسم الفريقان تأهلهما إلى الدور المقبل، بعد أن قدما عرضًا قويًا أمام جماهير غفيرة. تاديو أليندي افتتح التسجيل لإنتر ميامي في الدقيقة 16، بعد مجهود فردي رائع أنهاه بتسديدة هادئة في الشباك. وعلى الرغم من الضغط البرازيلي المدعوم بجمهور صاخب، نجح الفريق الأمريكي في الحفاظ على التقدم حتى نهاية الشوط الأول. في الشوط الثاني، أضاف لويس سواريز الهدف الثاني لميامي في الدقيقة 65، بتسديدة قوية من زاوية صعبة، مظهرًا خبرته الكبيرة، رغم غيابه عن الظهور في معظم فترات المباراة. لكن بالميراس لم يستسلم، ونجح البديل باولينيو في تقليص الفارق في الدقيقة 80 بتسديدة منخفضة، قبل أن يعادل ماوريسيو النتيجة في الدقيقة 87 بعد متابعته لكرة مرتدة داخل منطقة الجزاء. ورغم نهاية اللقاء بالتعادل، إلا أن الفريقين ضمنا التأهل إلى الدور ثمن النهائي، حيث تصدر بالميراس المجموعة برصيد 5 نقاط، متفوقًا بفارق الأهداف على إنتر ميامي صاحب المركز الثاني. مواجهات نارية في الدور المقبل بموجب هذه النتائج، سيلتقي إنتر ميامي بقيادة النجم ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان بطل أوروبا، في مباراة استثنائية تعيد مواجهة ميسي مع فريقه السابق. فيما سيواجه بالميراس مواطنه بوتافوغو في قمة برازيلية خالصة على بطاقة العبور إلى ربع النهائي. ردود فعل وملاحظات فنية أعرب خافيير ماسكيرانو، المدير الفني لإنتر ميامي، عن رضاه الكبير على أداء فريقه، قائلاً: "لقد أظهر اللاعبون شجاعة كبيرة. مواجهة فرق قوية مثل بالميراس ليس أمرًا سهلاً، لكننا قدمنا أداءً مشرفًا". من جانبه، أثار أداء الأهلي المصري الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا في الجانب الدفاعي، حيث تسببت الأخطاء الفردية والتسرع في قرارات اللاعبين في ضياع فوز كان في المتناول. ورغم تألق وسام أبو علي بتسجيله ثلاثة أهداف، إلا أن التراجع الذهني والبدني في اللحظات الحاسمة حرم "المارد الأحمر" من كتابة صفحة جديدة في تاريخه.