بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع    اجتماع إيراني أوروبي في جنيف وترامب يرجئ قراره بشأن الانخراط في الحرب    حريق غابة عين لحصن يأتي على 15 هكتارا وطائرات الإطفاء قامت ب67 طلعة جوية    "الباطرونا" تبرم اتفاقية مع "سيماك"    لفتيت يذكر الشباب باستمارة الجندية    "الكاف" يعلن عن مواعيد وملاعب "شان 2024"    غوتيريش يستقبل آمنة بوعياش بنيويورك لتعزيز دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في القرار الدولي    الأمن يلقي القبض على عصابة إجرامية    وفاة طبيبة شابة في طنجة بعد سقوط مروع من سطح منزل قرب مستشفى محمد الخامس    «علموا أبناءكم».. أغنية تربوية جديدة تغرس القيم في وجدان الطفولة    «نج «و»كي بلاك» يجمعان صوتهما لأول مرة في عمل غنائي مشترك بعنوان «La Var»    الشوبي في الذاكرة.. مشرع بلقصيري تحتفي بالصوت الخفي في أمسية وفاء سينمائي    لقجع : أفضل "كان" في التاريخ سينظمه بلدنا … وحان وقت التتويج    عن "الزّلافة" وعزّام وطرفة الشّاعر عبد اللطيف اللّعبي    ديغات: المغرب يوفر للاجئين بيئة داعمة .. والموارد الأممية محدودة    الدفاع المدني ينعى 43 قتيلا في غزة    المغرب يقبض على مطلوب بالنرويج    كوت ديفوار تعبر عن قلقها بشأن أوضاع حقوق الإنسان في تندوف وتطالب بإحصاء سكان المخيمات    نشرة إنذارية: طقس حار من الجمعة إلى الثلاثاء وزخات رعدية اليوم الجمعة بعدد من مناطق المملكة        تضخم طفيف يسجل بالمغرب: ارتفاع الرقم الاستدلالي للأسعار عند الاستهلاك بنسبة 0,4 بالمئة    افتتاح الدورة ال26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة    الكاف يكشف روزنامة النسخة الجديدة لدوري الأبطال وكأس الكونفدرالية    قرض أوروبي بقيمة 110 مليون أورو لإنعاش البنية الصناعية بإقليم الناظور    انتقادات تلاحق هدم السكن الجامعي لمعهد الزراعة والبيطرة ومخاوف من تشريد 1500 طالب    توقيف ناقل "ريفوتريل" إلى بني ملال    النفط يتراجع بعد تأجيل قرار أمريكي لكنه يحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 4%    كارمن سليمان تفتتح مهرجان موازين بطرب أصيل ولمسة مغربية    باحثون إسبان يكتشفون علاجا واعدا للصلع قد يكون متاحا بحلول 2029        مرسوم جديد لتنظيم "التروتينبت" لتعزيز السلامة الطرقية في المغرب    "فيفا" يخفي 10 مليون منشور مسيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي    محمد حمي يوجه نداء من والماس لإعادة الاعتبار للفلاح الصغير    كأس العالم للأندية.. ميسي ينقذ إنتر ميامي وسان جرمان يتعثر وأتلتيكو يرفض الاستسلام    المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية يفوز وديا على نظيره المالاوي        الرباط .. افتتاح مرآب "ساحة روسيا" تحت الأرضي بسعة 142 مكانا    7 أطباق وصحون خزفية لبيكاسو بيعت لقاء 334 ألف دولار بمزاد في جنيف    تقرير: المغرب يجذب حوالي 15.8 مليار درهم من الاستثمارات الأجنبية بنمو 55% في 2024    مباحثات لتعزيز التعاون القضائي بين المغرب والرأس الأخضر    ترامب يحسم في دخول الحرب ويهدد ايران بمهاجمتها في بحر أسبوعين    المغرب يعزّز حضوره الثقافي في معرض بكين الدولي للكتاب    رواندا تقبض على زعيمة المعارضة    طقس حار وزخات رعدية بعدد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    التكنولوجيا الصينية تفرض حضورها في معرض باريس للطيران: مقاتلات شبح وطائرات مسيّرة متطورة في واجهة المشهد    الدبلوماسية الجزائرية في واشنطن على المحك: مأدبة بوقادوم الفارغة تكشف عمق العزلة    تتبع التحضيرات الخاصة ببطولة إفريقيا القارية لكرة الطائرة الشاطئية للكبار    التصادم الإيراني الإسرائيلي إختبار لتفوق التكنلوجيا العسكرية بين الشرق والغرب    بنكيران يهاجم… الجماهري يرد… ومناضلو الاتحاد الاشتراكي يوضحون    مجازر الاحتلال بحق الجوعى وجرائم الحرب الإسرائيلية    فحص دم جديد يكشف السرطان قبل ظهور الأعراض بسنوات    خدش بسيط في المغرب ينهي حياة بريطانية بعد إصابتها بداء الكلب    السعودية تدعو إلى ارتداء الكمامة في أداء العمرة    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    وزارة الاوقاف تصدر إعلانا هاما للراغبين في أداء مناسك الحج    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الولايات المتحدة تفقد نفوذها في الشرق الأوسط
محاولات واشنطن المتعثرة للهيمنة في منطقة الخليج العربي
نشر في العلم يوم 21 - 10 - 2013

اضطرت الولايات المتحدة مع نهاية شهر سبتمبر 2013 وتحت تأثير الضغوط الروسية المتعددة إلى تجميد مخططها لشن هجوم عسكري واسع النطاق على سوريا كان العديد من حلفائها وخاصة فرنسا وبريطانيا وإسرائيل يأملون أن يؤدي إلى سقوط النظام السوري. تراجع إدارة أوباما اعتبره المحافظون الأمريكيون الجدد وأنصارهم في المعسكر الغربي نكسة لمخطط الشرق الأوسط الجديد أو الكبير القاضي بإعادة رسم حدود دول المنطقة وتقسيمها إلى 54 أو 56 دولة، وكذلك لمنزلة الولايات المتحدة الدولية ومؤشرا على عودة موسكو إلى لعب دور أساسي على المسرح الدولي. عدد من المحللين قدروا أن العالم دخل بعد سبتمبر 2013 مرحلة نهاية تفرد واشنطن بالهيمنة على الأحداث العالمية ونهاية عالم القطب الواحد وإنطلاق مرحلة جديدة ربما تكون بداية تقلص دور الولايات المتحدة مشابه لم ألم بالإمبراطورية البريطانية مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
موزاة مع تراجع إدارة الرئيس أوباما عن شن حرب مباشرة على سوريا تراكمت مجموعة من الأحداث خاصة في منطقة الشرق الأوسط أعطت مؤشرات متنوعة أهمها تراجع النفوذ الأمريكي وتخبط سياسة البيت الأبيض.
تبدل التحالفات الراسخة
صحيفة "الغارديان" البريطانية كتبت يوم 15 أكتوبر "إن التحالفات الراسخة في الشرق الأوسط بدأت تتغير بشكل كبير، وهناك ثلاثة أحداث رئيسية زعزعت استقرار النظام القديم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية هي: الانقلاب ضد حكومة محمد مرسي في مصر والاتفاق الروسي الأمريكي لتدمير أسلحة سوريا الكيميائية والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، ثم ما تبع ذلك من تطور وتقارب بين إيران وكل من أمريكا وبريطانيا".
الغارديان لم تتعمق في دراسة أبعاد التقارب بين كل من واشنطن ولندن مع طهران، ولكن مصادر رصد غربية ذكرت أن التهادن سلط الضوء مرة أخرى على الشكوك القديمة لدى عدد من دول المنطقة عن أن هناك مشروعا لتقاسم النفوذ والهيمنة في المنطقة العربية بين الولايات المتحدة وإيران، وأن سبب العداء العلني بين الطرفين كان الخلاف على مناطق النفوذ قبل أي أمر آخر. ومما عزز هذه الشكوك ما تم كشفه عن مشاريع أمريكية لزعزعة استقرار دول مجلس التعاون الخليجي عبر بوابة البحرين ومصر كما جاء في تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق الجنرال المتقاعد هيو شيلتون، وما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم 28 سبتمبر 2013، بنشرها خريطة تظهر تقسيم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 دولة، لافتة إلى أن المنطقة التي تعد المحور السياسي والاقتصادي الأكثر أهمية في النظام الدولي الذي يعاد تصميمه في حالة تقلب.
وقد سلطت الصحيفة الأمريكية، الضوء على المملكة العربية السعودية، كإحدى الدول التي يمكن تقسيمها إلى 5 دويلات وتضم، "السعودية الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية، والدولة الوهابية".
والواقع أن جرس الإنذار من صفقة أمريكية إيرانية على حساب العرب كان يدق في أماكن أخرى من الخليج. إذ حذر رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور من أن "على قادة مجلس التعاون أن يصحو من غفوتهم على الخطر المحدق. فقد بدأ العد التنازلي. والبرنامج الأمريكي الإيراني على وشك التنفيذ. هناك حاجة ماسة لخطة عمل جادة. ولدى دول الخليج قوة كافية بحيث تستطيع أن تواجه خصومها منفردة على الساحتين الاقتصادية والعسكرية، ويجب ألا تسمح للدول الأجنبية أن تتخذ القرارات باسمها".
مصادر أخرى اعتبرت أن التقارب الغربي مع إيران شكل ضربة لآمال تركيا في أن تكون لاعبا أساسيا في المنطقة العربية أو وكيلا لحلف شمال الأطلسي.
أنقرة غاضبة
في شهر سبتمبر كشفت مصادر إعلامية عديدة أن تركيا تعتزم من أجل تطوير منظومة دفاعها الصاروخي، التعاون مع شركة حكومية صينية تطبق بحقها عقوبات أمريكية لمخالفتها حظر التعاون مع إيران وكوريا الشمالية وسوريا. وأفادت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء يوم الجمعة 27 سبتمبر بأن تركيا التي تعتبر عضوا في حلف شمال الأطلسي "ناتو" فضلت المنتج الصيني "تشاينا بريسيشن ماشينري" للتصدير والاستيراد "سبميك" على منافسيه الاوروبيين والامريكان باختيارها منتجا تبلغ قيمته 3400 مليون دولار. وقال المحلل في صندوق الأبحاث الاقتصادية السياسية في أنقرة نهاد علي ازدجان أن "تركيا تتعاون مع الصين في إنتاج صواريخ قريبة المدى، والقرار الأخير يعني أنها تسعى لتطوير تقنياتها العسكرية الخاصة". وشارك في المناقصة، عدد من الشركات الأمريكية، وشركات تصنيع عسكري من روسيا وفرنسا وايطاليا، إلا أن منظومة HQ-9 الصينية الصاروخية، والتي تعتبر نسخة معدلة قليلا عن منظومة "اس-300 بي" الروسية، هي التي فازت فيها. وستعمل الشركة الصينية في الأراضي التركية بشكل مشترك مع أنقرة، إذ تنص شروط العقد على استيراد الجانب التركي محطات رادار وصواريخ مضادة للطائرات قادرة على تدمير لا الطائرات فقط بل والصواريخ.
مباشرة بعد نشر هذه الأخبار ذكرت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة أبدت قلقا كبيرا لتركيا بشأن قرارها بمشاركة شركة صينية تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليها في إنتاج نظام دفاعي جوي وصاروخي طويل الأمد.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ابلغنا قلقنا الكبير لمناقشات الحكومة التركية للتعاقد مع شركة تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليها للحصول على نظام للدفاع الصاروخي لن يكون قابلا للتشغيل مع أنظمة حلف شمال الأطلسي أو الإمكانيات الدفاعية الجماعية. "مناقشاتنا بشأن هذه المسألة ستستمر".
بعض المحللين الدفاعيين الغربيين قالوا أنهم فوجئوا بالقرار التركي بعد توقعهم ان يذهب العقد لشركة "ريثيون" الأمريكية التي تصنع صواريخ باتريوت أو شركة فرانكو ايتاليان يوروسام.
وأرسلت كل من الولايات المتحدة والمانيا وهولندا صواريخ باتريوت وما يصل الى 400 جندي لتشغيلها إلى جنوب شرق تركيا في بداية عام 2013 بعد أن طلبت أنقرة من حلف شمال الأطلسي المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة هجوم صاروخي محتمل من سوريا.
ورغم ان العلاقات السياسية والعسكرية بين انقرة وواشنطن مازالت وثيقة إلا أنها تلعب دورا محوريا أقل وربما انعكس هذا في سياسة المشتريات.
وقالت كريستينا لين، وهي مسئولة أمريكية سابقة تعمل الآن باحثة بكلية الدراسات الدولية: "هذا جرس إنذار، الصين تتطلع لدور أكبر في الشرق الأوسط وهي تحظى بقبول متزايد هناك".
وأضافت لين إن "للصين مصالح متعددة في المنطقة، ما بين الطاقة والاستثمار وحتى مكافحة انتشار الفكر المتطرف الذي يمثل مبعث قلق كبير لدى بكين في أقاليمها ذات الأغلبية المسلمة".
ويؤكد محللون أن تداعيات ما سمي ب "الربيع العربي" وظهور دلائل على أن الأجهزة الأمريكية تركب حركة التطور وتلعب عبر وسطاء محليين لنشر ما تسميه الفوضى الخلاقة في العديد من المناطق لخلق دول فاشلة تحت غطاء نشر الديمقراطية، دفع بعض الحكومات للبحث عن حليف بديل، حتى أن شركاء للولايات المتحدة لفترات طويلة يجهرون بذلك.
العاهل الأردني ذكر لوسائل إعلام صينية خلال شهر أكتوبر 2013 انه شخصيا لديه علاقات صداقة بزعماء صينيين حاليين وسابقين. وأضاف: "نحن مهتمون بالبناء على هذه العلاقة، لان الصين تلعب دورا حيويا في دعم السلام والاستقرار العالمي ولها دور مؤثر في القضايا الإقليمية".
والصين مورد أساسي منذ فترة طويلة للأسلحة الصغيرة والمتوسطة إلى المنطقة. وقد أشار معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في تقرير له شهر أكتوبر إلى المبيعات الصينية الهامة في الفترة من 2006 إلى 2010 لمصر والأردن ولبنان. ومع ذلك فإن صفقة الصواريخ الصينية لتركيا تمثل اختراقا كبيرا بالنسبة لمبيعات الصين من الأسلحة المتقدمة.
توتر بين الرياض وواشنطن
منذ شهر مارس 2013 تتحدث مصادر رصد عديدة عن توتر في العلاقات بين السعودية وواشنطن، المسجل أنها لم ترجح أن يكون السبب الرئيسي هو تباين بعض المواقف من الحرب الدائرة على أرض الشام، خاصة وأنه في هذا التاريخ لم تكن إدارة أوباما قد تراجعت عن خطط شن الحرب على دمشق.
يوم الجمعة 18 أكتوبر 2013 وفي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الأمم المتحدة اعتذرت السعودية عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في تعبير عن غضبها من عجز المجتمع الدولي عن التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
وأدانت الرياض ما وصفته بازدواجية المعايير لدى التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وطالبت بإصلاحات في مجلس الأمن.
وذكر محللون سعوديون في تقرير نشرته وكالة "رويترز"، إن خيبة الأمل التي أصابت الرياض ترجع في المقام الأول إلى تصرفات واشنطن أقدم حلفاء المملكة الدوليين التي انتهجت منذ بدء ما سمي بالربيع العربي سياسات عارضها الحكام السعوديون بشدة وأضرت كثيرا بالعلاقات بين البلدين.
وثارت حفيظة السعودية أيضا بسبب التقارب بين الولايات المتحدة وإيران أقدم خصوم الرياض بالمنطقة.
وأشارت الرياض إلى فشل مجلس الأمن في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ووقف الانتشار النووي في المنطقة وقالت إنه رسخ بدلا من ذلك النزاعات والمظالم.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم".
والسعودية واحدة من خمس دول اختارتها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس 17 أكتوبر لعضوية مدتها عامان في مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا. ويتمتع مجلس الأمن بسلطة التفويض بالقيام بعمل عسكري وفرض عقوبات والتكليف بعمليات لحفظ السلام ويضم عشرة أعضاء غير دائمين بينما يتمتع الأعضاء الخمسة الدائمون وهم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا بحق الفيتو.
وقال محلل سعودي طلب عدم نشر اسمه إن قرارا بمثل هذه الأهمية لابد وأن يكون صادرا عن الملك عبد الله أو ولي العهد الأمير سلمان.
وأضاف "ظلت المملكة العربية السعودية تعمل لدخول مجلس الأمن طيلة السنوات الثلاث الماضية. دربت دبلوماسيين هم خيرة من في وزارة الخارجية.. أمهر شبابنا ثم جاءت شخصية ما وإتخذت قرار الانسحاب فجأة ولا شك أن هناك ما يبرر ذلك".
دبلوماسيون قالوا إن البيان السعودي قد يعني "أكثر من احتمال"، إما "التنازل عن العضوية بشكل نهائي ورفض الفوز الذي حققته، أو الاحتفاظ بعضوية مجلس الأمن ومقاطعة جلسات المجلس".
ووفق البروتوكول المعتمد في المجلس، فإن الدول الخمس التي تفوز بالعضوية غير الدائمة تبدأ بحضور جلسات مجلس الأمن في المقاعد الخلفية فور فوزها بالعضوية في أكتوبر من كل عام، تمهيدا لانتقالها إلى المقاعد الأمامية في مطلع يناير. وقال دبلوماسيون إن الترقب الآن منصب على المدى الذي ستبلغه السعودية في رفض عضوية المجلس "وهو ما سيظهر من خلال تحرك بعثتها في الأمم المتحدة خلال الأيام والأسابيع القادمة".
وكانت السعودية تتجنب عادة الإدلاء ببيانات سياسية قوية مفضلة معالجة الأمور التي تتعلق بنفوذها كأكبر مصدر للنفط في العالم ووضعها كمهد للإسلام وكحليف عربي رئيسي للولايات المتحدة خلف الأبواب المغلقة.
إلا أن حكام السعودية ثار غضبهم مؤخرا بدرجة لا يمكن مضاهاتها سوى بالحظر النفطي على الغرب خلال الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1973.
وفي دلالة سابقة على تزايد الغضب السعودي ألغى وزير الخارجية سعود الفيصل كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بداية شهر أكتوبر فيما وصفه مصدر دبلوماسي بأنه رد على التقاعس الدولي حيال قضايا الشرق الأوسط.
كما تنتقد السعودية ودول عربية أخرى الولايات المتحدة لعرقلتها اتخاذ إجراء دولي ينهي احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية التي احتلتها بعد حرب 1967.
قبل رفضها عضوية مجلس الأمن كان غضب السعودية ينصب عادة على روسيا والصين العضوين الدائمين بمجلس الأمن الدولي واللذين منعا استصدار قرارات تستهدف تمهيد الطريق لتدخل عسكري أمريكي ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لكنه امتد الآن ليشمل الولايات المتحدة.
وانتقدت الرياض أيضا بقوة السياسة الأمريكية تجاه مصر حيث جمدت واشنطن مساعدات بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
ووصف عبد الله المعلمي سفير السعودية بالأمم المتحدة السياسة التي يجري إتباعها مع مصر بأنها سياسة "لوي ذراع" في إشارة إلى موقف الولايات المتحدة.
وذكر في مقابلة صحفية "نحن نطالب جميع القوى في العالم بأن تحترم إرادة الشعب المصري وأن تتعامل مع الشعب ليس بصفته قاصرا يحتاج إلى وصاية أو إلى نصح وإرشاد وإنما باعتباره شعبا عظيما له تاريخه وله حضارته وله سجلاته الكبيرة".
وأضاف "أما سياسة لوي الذراع وفرض الوصاية على الشعب المصري واختياراته فنحن نظن أن هذه السياسة أيا كان مصدرها لن تأتي بالنتائج الإيجابية في العلاقات مع مصر ومع شعبها".
وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قد قال قبل ذلك إن العلاقات بين القاهرة وواشنطن "في حالة اضطراب".
وسبق وأن قالت السعودية إنها تشعر بخيبة أمل لعدم ممارسة أوباما ضغوطا على إسرائيل لإنهاء البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والموافقة على قيام دولة فلسطينية.
كما أظهرت برقيات دبلوماسية نشرها موقع "ويكيليكس" أن السعودية حثت واشنطن على "قطع رأس الأفعى" من خلال ضرب البرنامج النووي الإيراني الذي تخشى هي والدول الغربية أن يكون الهدف منه صنع قنبلة ذرية.
يذكر أن الملك عبد الله أشار إلى أن بلاده ستحصل على أسلحة نووية إذا فعلت إيران ذلك.
حظر أمريكي على السلاح على السعودية والامارات
في مؤشر آخر على وجود أهداف أمريكية خطيرة في المنطقة العربية الخليجية ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية خلال الثلث الأخير من شهر أكتوبر "إن البنتاغون الأمريكي يسعى إلى تعليق صفقة بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والبالغ قيمتها 10800 مليون دولار.
وأشارت الصحيفة، أن البلدين أصبحا محل انتقادات قاسية في السنوات الأخيرة بسبب حملتهما الداخلية على المعارضة ودعم حكام البلدين للسلطة البحرينية والحكم العسكري بمصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
وأوضحت الصحيفة، أن البيت الأبيض أوقف المساعدات عن مصر، بسبب الدور المثير الذي يلعبه الجيش في الإطاحة ب"مرسي" المنحدر من جماعة الإخوان، وهي الجماعة التي ينظر إليها السعوديون والإماراتيون على أنها تنظيم إرهابي.
وأكدت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كان تعليق صفقة السلاح سيثير معارضة في الكونغرس الأمريكي، الذي يملك 30 يوما بعد الإخطار الرسمي الذي وجهته وزارة الدفاع الأمريكية، ويمكنها منع الصفقة قبل أن يتم الانتهاء منها.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كانا من كبار المشترين للأسلحة الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية، في الوقت الذي سعت الدولتان على حد سواء إلى تعزيز علاقاتها مع واشنطن وتحديث قواتهم المسلحة لمواجهة أخطار الاضطرابات الإقليمية.
ولفتت الصحيفة إلى أن البلدين يعملان على تعزيز نظام دفاعهما الصاروخي لمواجهة أي عدوان من جانب إيران.
يذكر أن واشنطن غضبت بعدما قررت كل من السعودية والإمارات العربية والكويت دعم مصر بمبلغ يفوق 12 مليار دولار بعد الإطاحة بمحمد مرسي في 3 يوليو 2013 وكذلك أثر تسرب أخبار عن استعداد الإمارات لتمويل صفقات السلاح المصرية من مصادر مختلفة بعد تجميد واشنطن لمعوناتها العسكرية.
المعايير الغربية المزدوجة
كتب توم فيليبس، السفير البريطاني السابق في المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والعضو في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمركز الملكي للعلاقات الدولية لمحطة "سي إن إن" الأمريكية يوم 20 أكتوبر.
"لا يوجد مجال للشك بوجود غضب متنام، في السعودية وفي أرجاء أخرى بالعالم العربي تجاه فشل المجتمع الدولي بحل القضية الفلسطينية، وتوفير الأسس لبناء الدولة الفلسطينية، التي طال الحديث عنها، وهذا الغيظ موجه بالتحديد نحو الغرب، وبالأخص واشنطن، ويحمل في طياته حسا قويا بوجود المعايير الغربية المزدوجة.
وبهذا يطرح السعوديون السؤال: كيف يمكن للغرب المنادي بقدسية حق تقرير المصير والديمقراطية في كل أرجاء العالم، أن يتوقف عن هذه المطالب عند مناقشة القضية الفلسطينية؟.. وهذا بسبب الدعم الأساسي لإسرائيل النابع من أمريكا، وإن كانت أمريكا جادة بالموضوع، ألن يكون لها نفوذ كاف لإقناع إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق؟.. ولماذا أبهر باراك أوباما الجميع في خطابه بالقاهرة خلال الفترة الأولى من توليه الرئاسة، ليفشل بنجاح في تنفيذ وعوده؟.
ولا يتوجب البحث معمقا للعثور على ما يشبه الهشاشة من الناحية السعودية، إذ أن الرياض، وبكل النواحي تعد حليفا للغرب، خاصة في أي أمر يتعلق بإيران، لذا فإن السعوديين لا يرتاحون عندما تبدو إيران في صدارة من يحمل حل القضية الفلسطينية، خاصةً عندما تشير إيران للشعوب العربية بأن دولهم متحالفة مع الغرب، وأن مناداتهم بالقضية الفلسطينية يعد مجرد كلام، أو حتى خيانة للقضية.
ومن هنا ورغم أن السعوديين يلعبون بجدارة على الساحة السياسية، إلا أنه لا شك بأن القضية الفلسطينية مقدسة بالنسبة إليهم، واهتمامهم العميق مركز حول مصير القدس، وبالأخص الحرم الشريف.
كما يمكن للمرء أن يلاحظ مدى عدم السرور البادي من الناحية السعودية تجاه السياسات الغربية مع مصر".
أحداث الشرق الأوسط الأخيرة تشير بوضوح إلى تراجع تأثير واشنطن على مسار الأحداث الدراماتيكية الحاصلة في هذه المنطقة الحيوية، وإلى أنها تفقد تدريجيا حلفاء أساسيين ما كانوا ليجرؤوا بالأمس القريب على الدخول في اشتباك علني مع توجهاتها.
إنه شرق أوسط متحول يشهد على حراك داخلي لم يستقر بعد، وعلى وهن أصاب الولايات المتحدة في سياستها الخارجية، كما أصيبت في قدراتها وتناغمها الداخلي حتى أن بعض المعلقين الأمريكيين يرون اليوم أن واشنطن التي تصارع من أجل معالجة مشكلة ديونها المالية تعاني من أزمة قيادة تاريخية.
طريق عودة الكرملين
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فاتح أكتوبر أنه عقب عقدين من انهيار الاتحاد السوفيتي الذي أسفر عن تمكين الولايات المتحدة من أن تصبح القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، تسعى روسيا التي تعاود الظهور الآن كقوة عالمية أساسية من جديد بشتى الطرق لملء الفراغ الناتج عن رحيل القوات الأمريكية من العراق واختلال التوازن نتيجة أحداث ما يسمى الربيع العربي.
وقالت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن التحركات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة التي جنبت سوريا ضربة أمريكية تؤكد إلى أي مدى ساعد دعم موسكو الثابت لحليفها العربي الأخير المتبقي في تأكيد دور روسيا العالمي.
وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر كزعيم دولي يتمتع بالنفوذ الأكبر في الحرب الدائرة في سوريا والتي تهدد استقرار المنطقة الأوسع، وفاز بتنازلات من الرئيسين السوري بشار الأسد والأمريكي باراك أوباما لضمان صدور قرار أممي يطالب سوريا بتسليم ترسانة أسلحتها الكيماوية.
وأوضحت أنه بصورة أقل وضوحا تنمي روسيا تحالفات جديدة وتحيي صداقات قديمة حيث تتواصل مع دول طالما اعتبرت في نطاق التأثير الأمريكي بطرق تعيد للأذهان الندية بين القوة الكبرى إبان الحرب الباردة.
وتابعت الصحيفة بالقول إن تلك الدول تشمل مصر والعراق، وهما دولتان عربيتان لهما ثقل تقليدي وتستكشفان علاقات أوثق مع موسكو في وقت أبدت فيه إدارة أوباما ترددا في أن تتورط بشكل عميق في اضطراب المنطقة.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن أوباما أكد في كلمته أمام الأمم المتحدة أنه لا يعتبر الشرق الأوسط أو النزاع في سوريا ساحة للتنافس مع خصم قديم لواشنطن.
ونقلت عن محللين عرب فإن الأمر يظل محل شك بخصوص ما إذا كانت روسيا عازمة بشكل متساو على عدم التنافس مع الولايات المتحدة في المنطقة الحيوية بشكل إستراتيجي أو لا، موضحة أن التوترات بين حكام مصر الجدد المدعومين من الجيش وواشنطن أدت بقادة مصر إلى تشجيع الخطوات التي يبادر بها الروس.
وأشارت إلى أن وفدا سياحيا روسيا زار مصر من أجل استكشاف سبل توسيع زيارات الروس في وقت يبتعد فيه معظم الغربيين فضلا عن أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، وهو سفير سابق لدى واشنطن، اختار موسكو لزيارته الأولى خارج المنطقة في منصبه الجديد.
ذكر الكاتب الإسرائيلي "إيلى بردنشتاين" أنه بعد تدهور العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على خلفية وقف الأخيرة المساعدات العسكرية لمصر، تحاول روسيا على الأقل أن تملأ جزئيا الفراغ الذي تركته واشنطن.
وأشار الكاتب في تقرير له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية نشرته يوم 17 أكتوبر، إلى أن الاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة كان يمد مصر بمساعدات اقتصادية وسياسية وعسكرية ولكن الأمر توقف بعد تقارب القاهرة مع واشنطن بعد اتفاقية كامب ديفيد، وحاليا يسعى الروس لتعزيز مكانتهم مجددا في المنطقة، وهم مستعدون لاستخدام كل طاقاتهم ومواردهم من أجل ذلك.
وأضاف الكاتب أن روسيا في طريقها لإعادة تأسيس مكانتها في الشرق الأوسط، والمحور الرئيسي للمناورات السياسية الروسية هو مصر، لافتا إلى أنه في المقابل فإن تصريحات وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" تشير إلى الميل نحو الجانب الروسي بعد أن فقدت مصر الثقة في واشنطن.
ولفت الكاتب إلى أن واشنطن أعلنت تجميد المساعدات العسكرية لمصر بسبب عدم رضاها عن خطوات الحكومة الجديدة في مصر ضد جماعة الإخوان، والتي وفقا لإدارة "أوباما" تتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
وأكد أن النجاح الروسي في سوريا أدى إلى تعاظم دور موسكو في المنطقة على حساب واشنطن، مما شجع الروس على بذل جهود أكبر لإعادة تأهيل وضعهم التاريخي في الشرق الأوسط.
وقال الكاتب إن مصر هي الدولة العربية العظمى والأكثر أهمية، وبالتالي هي الوجهة الطبيعية بالنسبة لروسيا، وفى المقابل فإن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر تواجه الانهيار الذي من شأنه أن يضر بالمصالح الأمريكية بالشرق الأوسط كله، منوها إلى أن روسيا تسعى لاستئناف التحالف التاريخي مع مصر، والقاهرة هي الوجهة القادمة لروسيا بعد أن لعبت دورا حاسما في الأزمة السورية.
وتابع الكاتب قائلا إنه في أوائل شهر نوفمبر 2013، من المتوقع أن يصل إلى القاهرة، وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" وربما تعقبه زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
وقال الكاتب الإسرائيلي إنه خلال عقد الخمسينيات توجه رئيس مصر آنذاك "جمال عبد الناصر بطلب دعم لأمريكا لبناء سد أسوان، وعندما رفضت واشنطن طلبه التفت إلى الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، الذي شعر بسعادة غامرة لكسب نفوذ في إفريقيا والشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، وأرسل إلى أسوان المعدات الثقيلة والموظفين التقنيين، فضلا عن الدعم المادي إلى جانب العتاد العسكري، ومن هنا نشأت العلاقة الرومانسية بين المصريين والسوفييت في فترة حكم عبد الناصر، وهي الآن مرشحة للتجدد.
ضياع نفوذ
قبل حوالي شهرين من توتر علاقات الإمارات والسعودية مع واشنطن استنتج تقرير استراتيجي وضعه محللون عرب وأجانب ونشر في عدة وسائل إعلامية وتناول مجريات الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخسر نفوذا تاريخيا مارسته لعقود في المنطقة عامة، ومصر خاصة، إضافة إلى أن سياستها في منطقة المغرب العربي تفضح بتقلباتها أطماعها ومخططاتها لتقسيم المنطقة. وأشار التقرير إلى أن هذه الخسارة تجسدت في تراجع الهيبة والمكانة، وفقدان القدرة على المناورة والتأثير والضغط، خاصة بعد انحياز الإدارة الأمريكية السافر للإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي، التي تنظر لها معظم حكومات وشعوب المنطقة بعداء وعدم ثقة، لعلاقتها المباشرة بتهديد الأمن والاستقرار، ونشر التطرف والإرهاب، وهي المهددات الرئيسة التي تحذرها المنطقة، المحاطة بالأعداء من كل جانب.
واستعرض التقرير ما خلص إليه مراقبون وباحثون ومحللون وسياسيون أمريكيون، الذين أشاروا إلى أن اقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهما السعودية والإمارات والكويت يسعون الآن لتقويض نفوذها في مصر، بتشجيع الجيش على المضي قدما في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أسهم في تآكل النفوذ الأمريكي داخل دوائر القرار بالقاهرة". وأضاف "ان عددا من المسئولين الأمريكيين أعربوا عن استيائهم من موقف الحلفاء الإقليميين الخليجيين، رغم أنهم استبعدوا أن يؤثر ذلك في مستوي العلاقات.
وذكر التقرير أن السعودية وهي الصديق الأوثق لواشنطن أعلنت أنها ستعوض مصر عن أي أضرار ناتجة عن أي عقوبات أمريكية أو أوروبية.
وعدد التقرير بعض العوامل التي ساهمت في إبراز التراجع وأشار أيضا إلي فشل الإدارة الأمريكية السابق قبل 3 يوليو في إقناع أصدقائها الخليجيين بوجهة نظرها بأهمية دعم نظام مرسي، وعدم استجابتهم لضغوطها، متخذين طريقا مغايرا، وهو ما لم تتوقعه بل فوجئت به.
وأشار التقرير كذلك إلى اضمحلال "القوة الشرائية للمساعدات المقدمة لمصر التي تعادل اليوم نحو ثلث قيمتها عام 1986. اليوت ابرامز، نائب مستشار الامن القومي للرئيس جورج دبليو بوش، قال لموقع "ذا ديلي بيست" بأن منحة الدول الخليجية البالغة 13 مليار دولار تعادل أكثر من 10 أضعاف المساعدات الأمريكية.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.