أدانت فيدرالية اليسار الديمقراطي بشدة، في بلاغ صادر عن مكتبها السياسي، ما وصفته ب"عملية قرصنة" ارتكبتها القوات البحرية الإسرائيلية ضد السفينة الإنسانية "مادلين" التابعة ل"أسطول الحرية"، معتبرةً أن هذا الهجوم في المياه الدولية يشكّل "انتهاكًا صارخًا للقانون البحري وحقوق الإنسان". ووصفت الفيدرالية اعتراض السفينة المدنية، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية ومراقبين سلميين، بأنه "عمل بلطجي غير مقبول"، خاصة في ظل وجود شخصيات بارزة على متنها، من بينها الحقوقية الفلسطينية الفرنسية وعضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة البيئية العالمية غريتا تونبرغ، إلى جانب مناضلات ومناضلي الأسطول. واعتبرت أن الهدف من هذا الاعتداء هو "إسكات أصوات التضامن الدولي وتكريس الحصار اللاشرعي المفروض على قطاع غزة". وأكدت الفيدرالية تضامنها الكامل مع المشاركين في "أسطول الحرية"، معتبرة أن التزامهم "رمز قوي على تقاطع النضالات من أجل العدالة الاجتماعية، والعدالة المناخية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها"، مشيرة إلى أن اعتقالهم "يكشف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي بشكل دائم وتفلت من العقاب". وأشارت فيدرالية اليسار الديمقراطي إلى أن هذا الاعتداء يأتي في سياق الحصار المستمر على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، والذي وصفته ب"السجن الكبير في الهواء الطلق"، محمّلة المجتمع الدولي مسؤولية الصمت "المتواطئ" إزاء هذا الوضع. وطالبت الفيدرالية بفتح تحقيق دولي مستقل تحت إشراف الأممالمتحدة للكشف عن ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين، وبالتحرك القضائي أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "الإجرام ضد الإنسانية"، إلى جانب الدعوة لرفع فوري وكامل وغير مشروط للحصار عن غزة. كما دعت الفيدرالية كافة القوى التقدمية والديمقراطية في المغرب والعالم إلى تكثيف الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، ودعم مبادرات مثل "أسطول الحرية" و"المسيرة العالمية"، و"مقاومة التطبيع"، و"تعزيز حركات المقاطعة حتى تمتثل دولة الاحتلال للقانون الدولي". وفي ختام البلاغ، عبّرت الفيدرالية عن دعمها الكامل للمسيرة العالمية المتجهة إلى معبر رفح عبر العريش، والتي يشارك فيها آلاف النشطاء من مختلف دول العالم، معتبرة أن هذه المسيرة "تجسيد حي للضمير الإنساني ورفض عالمي للحصار والإبادة الجماعية". كما جدّدت دعمها "الثابت واللامشروط" لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.