سجّل الاكتتاب العام لشركة SGTM سابقة تاريخية في سوق الرساميل المغربي، بعدما أصبح الأكثر تداولاً من حيث عدد المكتتبين في تاريخ بورصة الدارالبيضاء، مؤكداً في الآن ذاته عمق الثقة في الشركات الوطنية وقوة المنظومة المالية. فقد بلغ عدد المكتتبين أزيد من 171 ألف مكتتب من 12 جهة و95 جنسية مختلفة، في عملية عكست توسّع قاعدة المستثمرين وتحولاً نوعياً في علاقة الأسر المغربية بسوق الأسهم. وتمت عملية الإدراج عبر تفويت 12 مليون سهم بسعر 420 درهماً للسهم، بقيمة إجمالية قصوى ناهزت 5,04 مليارات درهم، فيما تجاوز حجم الطلب 171 مليار درهم، أي ما يعادل طلباً يفوق العرض بأكثر من 34 مرة. كما أسفر هذا الإقبال القوي عن معدل رضا إجمالي لم يتجاوز 2,94%، ما يعكس الجاذبية الكبيرة التي حظي بها السهم، خاصة لدى فئة الأشخاص الذاتيين المغاربة المقيمين التي شكّلت العمود الفقري للاكتتاب. وأظهرت المعطيات التفصيلية هيمنة واضحة للمكتتبين غير المؤسساتيين، الذين استحوذوا على نحو 60% من الأسهم المخصصة، مقابل 40% للمستثمرين المؤسساتيين، ما يؤكد الطابع الشعبي والوطني لهذه العملية. كما برزت جهة الدارالبيضاء–سطات في صدارة الجهات من حيث حجم الاكتتاب، تليها جهتا الرباط–سلا–القنيطرةوفاس–مكناس، في دلالة على انتشار ثقافة الاستثمار المالي عبر مختلف مناطق المملكة. وفي هذا السياق، عزّز التجاري وفا بنك مكانته كفاعل محوري في سوق الاستثمار، بعدما استحوذ على نحو 45% من إجمالي المكتتبين، مسجلاً أعلى حصة سوقية في تاريخ الاكتتابات العامة بالمغرب. ويؤكد هذا الأداء الاستثنائي دينامية تجارية قوية وخبرة راسخة في هيكلة العمليات المالية الكبرى، بعد أن تجاوز البنك مجدداً عتبة 40% التي لم تعد استثناءً، بل أصبحت معياراً ثابتاً لقيادته السوقية. ويُجمع المتابعون على أن اكتتاب SGTM يشكل عملية هيكلية بامتياز للمنظومة المالية الوطنية، لما يحمله من دلالات قوية على ثقة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد المغربي، ودور سوق الرساميل في تمويل النمو وتوسيع قاعدة المساهمين. كما يرسّخ هذا النجاح موقع SGTM كشركة وطنية بقاعدة مساهمين غير مسبوقة، ويفتح آفاقاً جديدة أمام موجة مرتقبة من الاكتتابات العامة، تعزّز دينامية بورصة الدارالبيضاء وتدعم صناعة رواد المستقبل.