انعقد لقاء لافت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الجزائري أحمد عطاف، على هامش أشغال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية–الإفريقية، المنعقد بالقاهرة. لقاءٌ حمل، وفق بيان الخارجية الروسية، طابعا يتجاوز المجاملات البروتوكولية، وركز على ما وُصف ب"الأولويات الكفيلة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية المعمقة" بين موسكووالجزائر.
البيان الروسي أشار إلى إجراء "تبادل معمق للآراء" بشأن أبرز القضايا المطروحة على الساحتين الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الشرق الأوسط وملف الصحراء والساحل. وهي صياغة دبلوماسية أعادت الجزائر تبنيها حرفيا، في استمرار لخطاب سبق أن استُخدم خلال لقاء مماثل بين الطرفين في شتنبر الماضي بنيويورك، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يعكس حرص الجزائر على تثبيت هذا الإطار السياسي في علاقتها مع موسكو.
غير أن توقيت هذا اللقاء يضفي عليه أبعادا سياسية إضافية، إذ يأتي قبل أسابيع قليلة من انتهاء ولاية الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، المقررة في 31 دجنبر الجاري. ويُرتقب أن تشكل المرحلة المقبلة محطة حاسمة في ملف بعثة المينورسو في الصحراء المغربية ، في ظل نقاشات متزايدة داخل مجلس الأمن حول مستقبل مهامها وصلاحياتها.
في هذا السياق، تراهن الجزائر على دور روسي أكثر فاعلية داخل مجلس الأمن، بما يسمح بكسب الوقت وتأجيل أي تعديل محتمل في ولاية البعثة الأممية. ومن المنتظر أن يعود هذا الملف إلى واجهة المداولات الأممية خلال شهر أبريل المقبل، وسط توازنات دولية دقيقة تجعل من الموقف الروسي عاملاً مؤثراً في مسار النقاشات والقرارات المرتقبة.