رصاص الأمن يوقف مروج مخدرات هاجم شرطيًا بسلاح أبيض    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    وزير الداخلية يبدأ مرحلة ربط المسؤولية بالمحاسبة؟    القرار ‬2797 ‬لمجلس ‬الأمن ‬الدولي ‬يعلو ‬فوق ‬كل ‬تفسير ‬ولا ‬يعلى ‬عليه    الخطوط الملكية المغربية تطلق أول خط جوي يربط بين الدار البيضاء والسمارة    احجيرة: نتائج برنامج التجارة الخارجية لا تُعجب.. 40% من طلبات الدعم من الدار البيضاء.. أين المجتهدون؟    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    المنتخب المغربي يخوض أول حصة تدريبية بالمعمورة تأهبا لمواجهتي الموزمبيق وأوغندا    350 يورو مقابل التقاط صورة ومقعد على مائدة والدة النجم يامال    تحيين الحكم الذاتي إنتقال من التفاوض إلى مشروع سيادي مغربي نمودجي مكتمل الأركان    تارودانت.. إصابة 17 عاملاً زراعياً في انقلاب سيارة "بيكوب" بأولوز    الحسيمة: مرضى مستشفى أجدير ينتظرون منذ أيام تقارير السكانير... والجهات المسؤولة في صمت!    حموشي يتباحث مع سفيرة الصين بالمغرب سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    أتالانتا الإيطالي ينفصل عن مدربه يوريتش بعد سلسلة النتائج السلبية    كيوسك الثلاثاء | المغرب يعزز سيادته المائية بإطلاق صناعة وطنية لتحلية المياه    مع تعثّر انتقال خطة ترامب للمرحلة التالية.. تقسيم قطاع غزة بات مرجحاً بحكم الأمر الواقع    أجواء غائمة مع ارتفاع طفيف لدرجات الحرارة في توقعات طقس الثلاثاء    الدبلوماسي الأمريكي السابق كريستوفر روس: قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء "تراجع إلى الوراء"    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    الفاعل المدني خالد مصلوحي ينال شهادة الدكتوراه في موضوع "السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة في ضوء دستور 2011"    فضيحة في وزارة الصحة: تراخيص لمراكز الأشعة تُمنح في ظل شكاوى نصب واحتيال    تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    "الكاف" يكشف عن الكرة الرسمية لبطولة كأس أمم إفريقيا بالمغرب    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق سالكة إلى موريتانيا والساحل .. التحقيقات أثبتت أن عناصر مؤيدة للانفصال ضالعة في المخططات الإرهابية

في صيف 2005، اتخذت خلية بقيادة كل من المعتقلين السابقين، محمد بريك ومراد بلفقير من السعي إلى الدراسة والتحصيل في علوم الشريعة تحديدا، غطاء لإرسال أحد نشطائها إلى موريتانيا ومنطقة الساحل.
في سنة 2005، سنحت الفرصة لكي ألتقي بنشطاء شباب ينتمون إلى جبهة البوليزاريو، كانوا حاضرين بدورهم في الملتقي الدولي للشباب والديموقراطية في كاراكاس. وكان اللقاء على هامش ندوة صحافية نظمها الانفصاليون وعرابهم الجزائري، في قصر الموتمرات في قلب العاصمة الفنزويلية.. وكان النقاش على نار عاصفة بين الشباب المغربي وبين الانفصاليين. ولن أنسى، ما قاله أحد هؤلاد الانفصاليين وهو يصرخ في وجوهنا» إذا لم يحصل الشعب الصحراوي على ما يريد ستجدوننا في بيوتكم وفي شوارعكم وسنفجر أنفسنا وسطكم».
وقتها ، كناجميعا في وفد الشبيبة الاتحادية لا نصدق التهديدات. ومضت عشر سنوات ، لكي نكتشف، في سياق متابعة تفاصيل الخلايا الارهابية ، أنه في تلك السنة بالظبط كان التماس على أشده بين الخلايا الارهابية وبين الانفصاليين.
ففي صيف 2005، اتخذت خلية بقيادة كل من المعتقلين السابقين، محمد بريك ومراد بلفقير من السعي إلى الدراسة والتحصيل في علوم الشريعة تحديدا، غطاء لإرسال أحد نشطائها إلى موريتانيا ومنطقة الساحل. وفي إطار هذه المهمة التي استمرت من التاسع عشر شتنبر 2005 إلى الخامس والعشرين من مارس 2006، تحت غطاء طالب في «»المحضرات»« موريتانيا لتعليم أصول الدين، نجح مراد بلفقير في التواصل مع موريتاني، كان ساعده في ولوج معسكرات »الجماعة السلفية للدعوة والقتال« الجزائرية في مالي.
حين أدرج ذلك الموريتاني أن المغربي بلفقير يرغب في حيازة أسلحة، اقترح عليه فتح الموضوع مع ناشطين صحراويين من جبهة »البوليساريو«، قال إنهم قادرون على مده بالأسلحة التي كان يريد تهريبها للمغرب، لتنفيذ أعمال ارهابية. لكن مراد بلفقير فشل في التواصل مع النشطاء الانفصاليين.
في ختام مهمته، عاد بلفقير إلى المغرب لجرد تفاصيل ما حدث لمحمد بريك، والإعداد للرحلات المقبلة لأعضاء التنظيم إلى موريتانيا في أفق انضمامهم لمعسكرات »الجماعة السلفية للدعوة والقتال« في شمال مالي.
وكشف «الكتاب الابيض حول الارهاب في المغرب»
في مارس 2006، اتخذت خلية بقيادة كل من المعتقلين السابقين، محمد بريك ومراد بلفقير من السعي إلى الدراسة والتحصيل في علوم الشريعة تحديدا، غطاء لإرسال أحد نشطائها إلى موريتانيا ومنطقة الساحل.
ومن خلال ما توفر عن وقائع ملف الخلية التي تضم خمسة أعضاء، »أنها كانت امتدادا للمشروع الارهابي للفرنسي روبير أنطوان. وخطط أعضاؤها لإقامة معسكر في منطقة الريف، لاستخدامه كقاعدة لانطلاق العمليات الارهابية ضد السياح ومصالح الدولة والبلدان الغربية بينها مؤسسات مصالح الأمن وسفارة الولايات المتحدة الامريكية في الرباط«.
غادر أعضاء التنظيم الذين خططوا للاستفادة من التجربة القتالية ل «»المجاهدين«« التابعين ل «»الجماعة السلفية للدعوة والقتال«« الجزائرية مدينة فاس عام 2005، باتجاه وجدة بهدف التسلل بطريقة سرية للجزائر، عبر الاستعانة بخدمات وسطاء الهجرة غير الشرعية الناشطين في الشريط الحدودي المغربي الجزائري.
في أعقاب فشل هذه المحاولة، أرسل محمد بريك، متزعم الشبكة المفرج عنه في الثاني من أبريل 2010 خلال شهر شتنبر من نفس السنة، مساعده مراد بلقير الذي أفرج عنه في نفس التاريخ إلى موريتانيا لهدف مزدوج يتمثل في تأمين ممرلإرسال أعضاء التنظيم لتلقي تدريبات شبه عسكرية في معسكرات »الجماعة السلفية للدعوة والقتال« في منطقة الساحل، وأيضا اقتناء أسلحة لدى أوساط المافيا الناشطين في المنطقة.
جبهة الجهاد الصحراوية
المعطيات ستتوضح أكثر، من خلال مصادر متعددة مع تفكيك خلية ما سمي بجبهة الجهاد الصحراوية، في العيون في شهر نونبر 2010
وهي لخلية التي ستكشف لنا عن وصول العدوى إلى صحراويي الشتات أو الدياسبورا.
وحسب مصادر مطلعة فإن هذه الخلية »تتألف من4 عناصر تحت قيادة المغربي من أصل صحراوي محمد الديحاني، المقيم بإيطاليا، والمؤيد للانفصال، له مؤهلات كبيرة في مجال صنع المتفجرات، يوجد حاليا رهن الاعتقال«.
وقد نجح محمد الديحاني في استمالة عنصرين من جهة »البوليساريو«، ينشطان في موريتانيا واعتقالا هناك، بهدف القيام بأعمال تهدف إلى زعزعة استقرار المغرب.
كان المتزعم الرئيسي نسج علاقات عملياتية، مع فروع »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« بالجزائر، لضمان الدعم اللوجستيكي الضروري، وكذلك مع المواطن اليمني، العضو في »القاعدة« المعتقل سعيد علي عبد الله بادبيان.
وكان يعتزم كراء مخبأ في مدينة العيون لإقامة ورشة لصنع المتفجرات باستعمال التقنيات الموجودة بشبكة الانترنت.
اغتيال البابا السابق بونوا 16 وضباط أمن بالصحراء
حدد أعضاء التنظيم الذين يميلون إلى العمليات بواسطة المواد المتفجرة، أجندة بالمواقع والأهداف والمنشآت والاغتيالات، همت الحزام الناقل للفوسفاط، الرابط بين منجم بوكراع بالعيون وكذا ميناء المدينة. - مقهى فندق النكجير، الكائن بفم الواد بضواحي العيون، الذي يقصده السياح الغربيون.- الهجوم على سجن العيون، باستعمال الأسلحة النارية، لإطلاق سراح المعتقلين المؤيدين لطروحات »البوليساريو« الانفصالية.- سيارة تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني في حين السمارة بالعيون.- اعتيال ضابطين في الأمن ، وقد عثر بحوزة محمد الديحاني بعد تفتيشه على صورتين فوتوغرافيتين لأحد الضابطين.
كما كان أعضاء التنظيم يعتزمون القيام بأعمال تخريبية في الخارج »نصرة« للإسلام، في إيطاليا، تستهدف شخصيات ومنشآت في مقدمتها كاتب صحفي مصري معروف بكتاباته المناهضة للإسلام المتطرف. وقد سعى محمد الديحاني للحصول على مسدس من دوائر المافيا فيروما ونابولي، دون أن يفلح في ذلك.- البابا السابق بونوا السادس عشر.
- مطعم ماكدونالد بروما الكائن بالقرب من محطتي القطرات والمسافرين.- عبارة تدعى «LAMOBLE»، ترتبط بين بيومبينو وجزيرة ألبا التي يرتادها السياح الأوروبيون والأمريكيون، في ظل دراسة إمكانية تفجير سيارة مفخخة بالقرب من العبارة.
ويستفاد من التحقيقات ذات الصلة بنشاط التنظيم أن عناصر مؤيدة للانفصال ضالعة في هذا المخطط، ما يعزز الاعتقاد السائد بأن »البوليساريو« بدأت تغير من استراتيجيتها، بتعزيز صفوفها بجيل جديد من الانفصاليين المتطرفين المؤيدين لعمليات أكثر عنفا وتنظيما.
معسكرات »القاعدة« في مالي
لم يعد التخمين وحده الذي يربط بين المعسكرات الارهابية في مالي وفي جنوب الساحل وبين البولزاريو، حيث أكدت وقائع عديدة وجود معسكرات تنشط فيها خلايا إرهابية، وتتدرب فيها عناصر من كل التنظيمات المسلحة ومن بينها أعضاء البوليزاريو..
وقد كشفت معطيات أمنية نشرت بمناسبة الذكرى 12 لضربة 16 ماي بالدار البيضاء عن تفكيك «شبكة كان يتزعمها المغربي نور الدين اليوبي، انطلاقا من معسكرات »الجماعة السلفية للدعوة والقتال« شمال مالي عن تورط واعتقال ستة وأربعين شخصا ينشطون في عدد من المدن المغربية. ويعتبر اليوبي، أحد الميدانيين البارزين داخل »القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي،« قبل أن يلقى مصرعه بشمال مالي، خلال عملية »»سرفال»« التي قادتها القوات الفرنسية ضد القاعدة هناك.
وتقول نفس المصادر أن« تفتيش بيوت المتهمين من حجز سيف مقوس ووثائق عديدة ذات طبيعة »جهادية«، تعرض بعض كتاباتها لهجمات الحادي عشر من شتنبر والحرب في أفغانستان والعراق.
كان هدف المعتقلين، إرسال مقاتلين لمعسكرات »القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي« شمالي مالي، للاستفادة من تدريبات وحيازة أسلحة، ثم العودة للمغرب في غضون التخطيط لإقامة معسكرات في جبال الأطلس، إضافة إلى استئجار مخبأ في أحفير المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية، لاستخدامه كملاذ موقت، يساعد في تسلل المقاتلين للجزائر، على أن يتم تحويله لمخزن للأسلحة التي يتم تهريبها للمملكة.
وخطط أعضاء التنظيم أيضاً لتزوير العملة الوطنية والجزائرية، لتمويل عمليات نقل المقاتلين للمعسكرات في شمال مالي والحصول على قروض بنكية، وحتى تنفيذ عمليات سطو على سيارات نقل الأموال لتمويل مخططاتهم المبرمجة داخل البلاد.
كان المتهمون يترصدون الفرصة للهجوم على هواة القنص، بهدف الاستيلاء على بنادقهم لاستخدامها في مخططاتهم الإرهابية، وضمنها اغتيال يهود مقيمين في فاس. وكانوا بصدد البحث أيضاً عن متفجرات لتنفيذ أعمال تستهدف كنيسة «SAINT FRANCOIS D»ASSISE» في فاس، وولاية الشرطة وفندق »شيراتون« بنفس المدينة.
وهمت خطط المتهمين تنفيذ عمليات اختطاف لسياح أجانب، قصد طلب فدية واغتيال موظفين سامين في مصالح الأمن، لتكرار تجربة »الجماعة السلفية للدعوة والقتال« في الجزائر، وإشاعة أجواء من الرعب والهلع وغياب الطمأنينة في المملكة.
من خلال المعاينة والتشخيص والإحاطة بظروف الاعتداء الفاشل، تبين أن المتهم قام بصنع قنبلة تقليدية، على أساس تفجير قنينة لغاز البوتان باستخدام نظام إشعال كهربائي لتنفيذ عمله.
بيد أنه قبل ارتكاب الاعتداء، كان هشام الدكالي ينوي الهجوم على مقرات مصالح الأمن التي كان ينعت الأعضاء العاملين بها بكونهم »كفرة«.
وفي هذا الإطار، قام بجولات استطلاعية لرصد محيط مطعم »قصر التراب« الذي يرتاده السياح، كما شملت عمليات المسح والرصد التي نفذها، مقرات المديرية العامة لمراقبة التراب بمكناس، حيث تم اختيار هذه الأهداف في بداية الأمر، لتكون موضوع اعتداء، قبل أن يتخلى عن مشروعه بسبب الوجود شبه الدائم للشرطة في تلك الأماكن، ما حذا به إلى اختيار ساحة »لهديم« التي يرتادها السياح الأجانب، وتكون عادة غاصة بالجمهور، على عكس الأماكن التي يسهل مراقبة التحركات المشبوهة في مدارها.
وعلى الرغم من أنه كان يبدو منفرداً في تنفيذ أهدافه، فقد مضت التحقيقات قدماً في استكشاف أي شركاء محتملين، من بينهم حسن أزوكاغ، وهو مهندس دولة، كان موظفاً بالمديرية الفرعية الجهوية للضرائب بمكناس، وكان زميلا له في العمل، انضم بدوره إلى أهدافه الإرهابية.
استبدال وجهة «الجهاد»
إلى شمال مالي
أكتوبر 2007: تتغير وجهة الأحداث، على قدر توزع بؤر التوتر المنتشرة في فضاءات عديدة. وبعد أن كان مسار المقاتلين المحتملين إلى »الجهاد« يركز على أفغانستان والعراق، اعتلت الواجهة منطقة الساحل، عند امتدادات بلدان الشمال الافريقي جنوباً.
هكذا أسفر تفكيك خلية، كانت تتشكل من بقايا الخلية التي تم تفكيكها في ماي 2007، والمرتبطة بنور الدين اليوبي عن اعتقال ستة عشر شخصاً في المغرب.
مكنت هذه العملية الاستباقية من إجهاض مخططات متزعمي الشبكة المتمثلة في إرسال أعضائها إلى معسكرات »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« في الجزائر، للاستفادة من الخبرة القتالية، قبل العودة إلى المغرب لارتكاب اعتداءات إرهابية.
كان أعضاء الخلية يعتزمون أيضاً اللجوء إلى أسلوب عمليات اختطاف السياح الغربيين، والمطالبة بفدية مالية مقابل الإفراج عنهم. وهو نفس الأسلوب الذي برع فيه تنظيم »القاعدة«، من خلال توالي عمليات اختطاف الرعايا الأجانب في مثلث الموت المنتشر في الساحل.
ورغب أعضاء الخلية في حذو نفس التجربة، عبر نقل سياسة الاغتيالات الموجهة أساساً، ضد ضباط مصالح الأمن لاستنساخ تجربة »الجماعة السلفية للدعوة والقتال«، وخلق مناخ من الارتباك، وإشاعة الخوف والهلع للحيلولة دون استمرار خيار التصدي للإرهاب والتطرف.
من أجل ذلك، أقرت الخلية خطة عمل تبدأ بتجنيد المقاتلين، وتهيئة مخبأ بأحفير بمحاذاة الشريط الحدودي المغربي الجزائري لاستخدامه كقاعدة ينطلق منها المقاتلون في اتجاه الجزائر، على أساس أن تتحول كذلك إلى مستودع للأسلحة التي سيتم إرسالها انطلاقاً من التراب الجزائري، لأن التصدي الأمني يشكل رادعاً قوياً في مواجهة تمدد الإرهاب، استقر رأي أعضاء الخلية على اغتيال عناصر مصالح الأمن لاستنساخ تجربة »الجماعة السلفية للدعوة والقتال«.
وفي هذا الإطار، تم استهداف عناصر أمنية بفاس بدعوى أنهم يقفون وراء »محن الاسلاميين«. ومن أجل ضمان نجاح عملياتهم الإرهابية، أجرى بعض أعضاء التنظيم مسحاً شاملا ودقيقاً، لتحديد أماكن سكن الموظفين الأمنيين، ورصد تحركاتهم ومواقيت ذهابهم وإيابهم. بصدد الإلتحاق بتلك المنطقة بمساعدة الخلية ذاتها.
الملاحظ أن متزعم الخلية كان معتقلا إسلاميا سابقا، وتحول بعد إطلاق سراحه، إلى عميل يجند المقاتلين لفائدة »القاعدة« في العراق.
آثار جانبية
لن ترواح فكرة التفجير عن بعد مكانها في عقول »الجهاديين«، وستتحول إلى عنصر جذب بالنسبة لخلايا متنامية، خصوصا تلك التي كان يتزعمها التونسي مساهل محمد بن هادي والتي جرى تفكيكها في مارس 2006.
ضم التنظيم أحد عشر شخصا، ورسم معالم شبكة ارهابية حددت كهدف مرحلي استقطاب مقاتلين محليين، لتلقي تدريبات شبه عسكرية في معسكرات جزائرية، همت بالدرجة الأولى تقنيات صناعة المتفجرات وأنظمة التفجير عن بعد، بواسطة هاتف نقال. فيما تمثل الهدف اللاحق في العودة إلى المغرب وتنفيذ أعمال واسعة النطاق، ضد مصالح الدولة ومنشآت السياحة والرموز الغربية. لكن المثير في هذا المخطط، أنه لا يقتصر على الساحة المغربية، بل يمتد إلى دول غربية.
حمل الكتاب آثار ثقوب في الصفحات الداخلية، ما يعزز فرضية خضوعه لتجريب إحدى العمليات، خصوصا وأن المتهمين كانوا صمموا نظاما للتفجير عن بعد، وتتلخص التجربة في وضع مصباح مرتبط ببطاريتين عن طريق سلك كهربائي، وهو نفس النظام الذي تم اتباعه في صنع الطرد الموجه عام 2004 لصحيفة »الأحداث المغربية« وعثر كذلك على خريطة تظهر الهدفين المطلوبين، حيث كتب ضمن المشروع »مخطط تفجير القنصلية الفرعونية الكافرة ومركزها الثقافي«.
بنفس أسلوب ترك البصمات الانتحارية، عثر في منزل الانتحاريين على وصية يعلنان من خلالها قرارهما تنفيذ تلك العملية انسجاما مع »الأمر الإلهي«، وردا على »الجرائم المقترفة من طرف الطاغوت المغربي »المسؤول حسب نعوتهم عن الفساد المستشري في البلاد، وتحالفه مع الولايات المتحدة الامريكية في »حربها ضد الإسلام«.
وبينت تحليلات مختبرية أن محمد ماها، هو صاحب رسائل التهديد الثلاث الموجهة على التوالي إلى قناة »دوزيم« في الثلاثين من يناير 2006 وصحيفة »الأحداث المغربية« في الخامس والعشرين من يوليوز 2006 والقنصلية العامة لروسيا في الثامن والعشرين من يوليوز 2006.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.