في رد فعل قوي على حياة «الحكرة» والتهميش والإقصاء الاجتماعي، ورغم الحرارة المفرطة وظروف صيام رمضان، نزل العشرات من سكان كهف النسور، إقليمخنيفرة، غالبيتهم من درب أمحروش تحديدا، في مسيرة شعبية مشياً على الأقدام باتجاه مدينة خنيفرة يوم الخميس 2 يوليوز 2015، لغاية إسماع صوتهم إلى السلطات الإقليمية . المحتجون عبروا للجريدة عن سخطهم حيال معاناة الأحياء الهامشية والشارع الرئيسي من انعدام/ ضعف الإنارة العمومية، إهمال صيانة قنوات الصرف الصحي، غياب الطبيب بالمركز الصحي، عدم تبليط عدد من الأزقة، خصاص البنيات الأساسية والتجهيزات الضرورية، ثم مشكل الأزبال المتراكمة، بالأحرى الحديث عن نقلها على «كروسة» يجرها حمار في الوقت الذي لا يخجل فيه الرئيس وحاشيته من استغلال السيارة المخصصة لذلك في أغراضهم الشخصية، إلى غير ذلك من المشاكل والقضايا التي يخجل المرء من تعدادها في زحمة شعارات التنمية والتقدم والحكامة. وتأتي النقطة التي أفاضت كأس الغضب لتتجلى في ضعف قوة التيار الكهربائي، والإنقطاعات والأعطاب المتكررة، إضافة إلى مشكل عدم قدرة المولد الكهربائي الضعيف على تلبية الحاجة المتزايدة، خصوصا في فصل الصيف الذي تتضاعف فيه الحاجة للأجهزة العاملة بالكهرباء، مما تسبب في تلف عدد من الأجهزة الكهربائية بعدد من المنازل والمحلات التجارية، وهو مشكل يعاني منه السكان لأكثر من مرة دون أدنى اهتمام جدي من المسؤولين والمنتخبين والمصالح الجماعية، رغم طرحه في أوقات سابقة أمام الجماعة القروية والسلطات المحلية ومديرية الكهرباء، ورغم وعود عمالة الإقليم في اجتماع جمعها ببعض ممثلي الساكنة، خلال شهر يوليوز السنة الماضية، وأيضا رغم وعود قافلة نظمها الحزب الحاكم للمنطقة. تلف عدد من الأجهزة الكهربائية كان طبيعيا أن يخلف استياء وسخطا واسعين بين السكان، ويجبر العديد من المتضررين وغيرهم إلى النزول إلى الشارع، وهم صيام تحت لهيب الحرارة المفرطة، فقرروا تنظيم مسيرة احتجاجية نحو عمالة إقليمخنيفرة، على بعد حوالي 37 كلم، وكانوا سيستعينون أول الأمر بوسائل نقل غير أن قائد المنطقة، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، حاول إجهاض خطوتهم التصعيدية، بالترهيب تارة والترغيب تارة أخرى، إلا أنه فشل أمام إصرار المحتجين على تنفيذ معركتهم مشيا على الأقدام، إذ وصلوا إلى مقر عمالة الإقليم، وقد «يبست» حناجرهم من شدة الهتاف، فكان بعضهم يتهاوون أرضا بسبب حرارة الشمس والتعب، وعوض أن يجدوا في انتظارهم أذانا صاغية تم تطويقهم بعناصر مختلفة من الأمن والمخازنية، قبل أن تتم مطالبتهم بانتداب ممثلين عنهم إلى طاولة حوار مع مسؤولي عمالة الإقليم، فرفضوا أول الأمر مقابل تشديدهم على نزول عامل الإقليم إليهم، إلا أنهم قبلوا بعد مد وجزر، حيث تم استعراض معاناتهم مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء والخسائر التي تعرضوا إليها، إلى جانب ما تشكو منه المنطقة. إلى ذلك، عاد المحتجون بوعود لم يفتهم بعدها التشديد على ضرورة تفعليها بما يستجيب لمطالبهم، وقد حدثت المسيرة السكانية التي تطالب بأبسط الحقوق في وجود تحركات بين عمالة الإقليم ومقر قيادة كهف النسور، على خلفية برنامج لتأهيل مركز كهف النسور، بميزانية تصل إلى 8 ملايير سنتيم، حسبما تم تداوله، وهو الخطاب الذي سبقه خطاب آخر كان قد تحدث عن مشروع للطريق السيار عابر لمركز كهف النسور يربط بني ملالبخنيفرة ومكناس، حيث لم يعد أبناء كهف النسور يثقون في أية جهة أو وعود، على حد تصريحاتهم ل «الاتحاد الاشتراكي»، وهم الذين لم تتوقف حناجرهم عن المطالبة بربط المسؤولية بالمحاسبة في العمل على التحقيق في أوضاع المنطقة الغنية أصلا بمواردها المتجلية في مقالع الرخام وفسيفساء وغيرها من التي تدر على صندوق/ جيوب الجماعة ملايير السنتيمات.