وأخيرا يظفر المنتخب المغربي بتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم. فبعد مسار طويل وحافل بالإقصائيات المؤدية للمنافسة الأولى قاريا، حقق الأسود المراد وذلك عقب تفوقهم يوم الأحد الماضي، بالملعب الكبير لمراكش، على المنتخب التانزاني بثلاثة أهداف لواحد، في الجولة الأخيرة لإقصائيات كأس إفريقيا للأمم، المنتظر تنظيمها بكل من غينيا الإستوائية والغابون 2012. لم يخيب الأسود آمال المغاربة، خاصة أولئك الذين حضروا الملعب ورسموا لوحة لاتنسى، من خلال «التيفو»، الذي عبر في كلمتين عن قدوم أسود الأطلس لكأس إفريقيا، رسالة كان لها الوقع الإيجابي في نفوس كل من حضر الملعب، بل وحتى اللاعبين الذين أبانوا عن رغبتهم في إقتناص أولى الأهداف منذ البداية. لم تضع العناصر الوطنية الوقت الكبير في جس نبض الفريق الخصم، وبكروا في التهديد منذ الدقيقة الثانية، بمحاولة حقيقية من اللاعب عادل تاعرابت، الذي تلقى كرة على المقاس من بدر القادوري من الجهة اليسرى، وبضربة رأسية يعلن تاعرابت عن الطموح المغربي في انتزاع الانتصار. كانت المحاولات بالجملة خلال الشوط الأول، عن طريق كل من امبارك بوصوفة في الدقيقة الثالثة، والعميد الحسين خرجة في الدقيقة الحادية عشرة، إثر تسديدة قوية جانبت العمود الأفقي لمرمى الحارس التانزاني جوما كيسيجا، والذي كانت مرماه محصنة بجدران دفاعية أرهقت هجوم النخبة الوطنية، الشيء الذي فطن له مروض الأسود إيريك غيريتس، وأمر لاعبيه بالاعتماد على الاختراقات من الأطراف، عن طريق كل من عادل تاعرابت من الجهة اليمنى وبدر القادوري وأسامة السعيدي من الجهة اليسرى. نهج فرض على الخصم التانزاني الانصياع لرغبة المنتخب المغربي ولضغطه، الذي توج بهدف أول للاعب أرسنال الإنجليزي، مروان الشماخ، في الدقيقة العشرين برأسية مركزة، باغتث الحارس التانزاني بعد تلقيه كرة عرضية عن طريق المتألق في الجهة اليسرى، أسامة السعيدي، هدف قوى من عزيمة الخصم الذي أصبح أكثر تحركا داخل رقعة الملعب، تحركات واجهتها عناصر المنتخب المغربي بالتهاون، الذي فرض ضريبة غير منتظرة في الدقيقة الأربعين، عندما وقع اللاعب التانزاني أبدي خصيم هدف التعادل، وهو الهدف، الذي نزل كقطعة ثلج على الجماهير الحاضرة بالملعب، والتي أصبحت تتحدث لغة الشك والعتاب لعناصر المنتخب، الذين استصغروا الخصم. واقع فرض نفسه خلال استراحة ما بين الشوطين، خاصة من لدن إيريك غيريتس، الذي حث أشباله على الواقعية والجدية في الاداء، مبتغى ظهرت ملامحه عند الدقيقة الخمسين من الشوط الثاني، عندما عمد الحسين خرجة إلى مباغثة مرمى الخصم لكن دون جدوى، نفس المصير لاقته محاولات أسامة السعيدي في الدقيقتين الرابعة والستين والثامنة والستين، لتكون بذلك مؤشرات لهدف سيبقى في ذاكرة جميع المغاربة، ليس لجماليته فقط، بل لأن من سجله حالفه الحظ ولعب معه القدر، الأمر تعلق باللاعب عادل تاعرابت، والذي أقحم في أخر لحظة مكان يوسف حجي الذي أحس بآلام على مستوى العضلة العليا للفخد، وغاب عن المباراة. فرصة أحسن استغلالها تاعرابت في الدقيقة الثامنة والستين عندما وقع هدف ولا أروع، إثر تنفيذه لضربة خطأ على بعد عشرين مترا عن المرمى التانزانية، هدف جاء كمصالحة بينه وبين الجماهير المغربية، الشيء وهو ما جسدته الفرحة الهستيرية للاعب، ومعانقته للمدرب إريك غيريتس، إشارة منه إلى شكره ورد عرفان المناداة عليه من جديد. على العموم، وبعد هذا الهدف أصبح الضغط كله للنخبة الوطنيةو التي بسطت سيطرتها الميدانية، التي ختمها المتألق امبارك بوصوفة بهدف في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، منهيا من خلاله ملحمة التألق التي رسمها الأسود طيلة مسار الإقصائيات، وذلك عندما فازوا ثلاث مرات من أصل ست جولات وتعادلوا مرتان في ما خسروا مرة واحدة، حاصدين بذلك إحدى عشرة نقطة بوأتهم المرتبة الأولى في المجموعة الرابعة بجدارة واستحقاق. للإشارة فالمباراة قادها وبكل إقتدار طاقم تحكيم من غامبيا، يقوده في الوسط البكاري كاسيما بمساعدة ميكوري جاو وسليمان توري، أما المراقب فكان الطوغولي رومارو كالوفار.