تواصل "منطقة المشجعين" في طنجة، المحاذية لحدائق "فيلا هاريس" بمنطقة مالاباطا، استقطاب عدد متزايد من الزوار يوميا، مكرسة موقعها ك"ملعب ثان" للمدينة، في وقت تترقب فيه المنطقة تدفقات بشرية قياسية مع تحسن أحوال الطقس ودخول منافسات كأس إفريقيا للأمم 2025 مراحل الحسم. وعلى مساحة شاسعة تناهز 40 ألف متر مربع، يختلط صدى المكبرات الصوتية للشاشة العملاقة بضجيج حركة السير الدؤوبة في المنطقة، مشكلا سيمفونية صاخبة تعكس دينامية المدينة. ورغم الأمطار التي ميزت الأسبوع الأول من البطولة، نجح هذا الفضاء في استيعاب حماس الجماهير وتخفيف الضغط عن الطرق المؤدية للملعب الكبير، موفرا بديلا عصريا للذين لم يحصلوا على تذاكر، ليوزع وهج العرس القاري على الشريط الساحلي. ومع انقشاع السحب، يستعد المنظمون لاستقبال "طوفان بشري" مضاعف خلال الأسبوع الثاني، حيث يتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية ذروتها القصوى. حصن رقمي وهندسة ميدانية دقيقة ويعتمد المنظمون بروتوكولا صارما لضبط الولوج، حيث تنتصب البوابات الإلكترونية كخط دفاع أول، وتعمل فرق الأمن المختصة على استخدام أنظمة المسح الضوئي للتحقق من "بطاقة المشجع" المستخرجة عبر تطبيق "yalla". ورغم مجانية الدخول، حولت هذه الإجراءات المنطقة إلى "فضاء محصن رقميا" يضمن تحديد هوية الحضور بدقة ويوفر بيئة آمنة تماما للعائلات، قاطعة الطريق على أي انفلاتات محتملة. وداخليا، صممت المسارات بحواجز حديدية توجه الكتل البشرية بانسيابية تامة؛ فإما أن تقودك الممرات بوضوح نحو ساحة العرض المركزية، أو باتجاه المرافق الصحية والخدماتية التي وزعت بذكاء هندسي على أطراف الساحة، لضمان راحة المشجعين حتى في لحظات الازدحام الشديد. قرية ترفيهية ببرنامج ثقافي ورياضي وبعيدا عن مجرد عرض المباريات، تعمل المنطقة ك"قرية ترفيهية" متكاملة تفتح أبوابها قبل ساعة ونصف من صافرة البداية. وتتضمن البرمجة، إلى جانب العروض الموسيقية الحية للفنانين ومنسقي الأغاني، مسابقات ثقافية حول تاريخ البطولة تكسر رتابة الانتظار وتضفي طابعا تفاعليا على الحدث. كما خصصت ملاعب قرب مكسوة بالعشب الاصطناعي لشباب المدينة، حيث تقام تحديات في "الكرات الحرة" والمراوغة وتسديد ضربات الجزاء، مما يحول المشجع من متفرج إلى ممارس. ولا يسدل الستار بنهاية اللقاءات، إذ تستمر الفقرات الاحتفالية لساعات طوال، متناغمة مع طبيعة طنجة التي تعشق السهر، ومؤكدة أن "منطقة المشجعين" ليست مجرد شاشة عرض، بل تجربة حياة كاملة.