سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المؤتمر الدولي الثالث للجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية بمراكش: د. حسن العمري رئيس الجمعية : مشاريع الجمعية المغربية للرياضيات تبقى حبيسة غياب دعم الدولة
في إطار أنشطتها الدورية ودعمها للبحث العلمي على مستوى الرياضيات التطبيقية، نظمت الجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية المؤتمر الدولي للرياضيات التطبيقية في نسخته الثالثة بشراكة مع كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض، بحضور أكثر من 250 مشاركا من دول مختلفة كفرنسا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وايران والجزائر وتونس ودول أخرى . جامعيون وخبراء وطلبة دكاترة وحدتهم حلقة التواصل والتباحث حول الرياضيات التطبيقية وبالتالي العمل على تبادل الخبرات في هذا المجال. الدورة الثالثة لهذا اللقاء جاءت بعد النجاح المهم الذي حققته الدورات السابقة والتي تميزت بالتفاعل المثمر والنتائج الايجابية، إضافة إلى ردود فعل قوية منوهة بالجمعية وأنشطتها وهو ما جعل دورة مراكش تعرف إقبالا مهما من المشاركين ومن دول رائدة في هذا المجال وحضور وازن لخبراء وعمالقة الرياضيات التطبيقية. المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث للرياضيات التطبيقية أكدوا من خلال تدخلاتهم على أهمية البحث العلمي في تسريع التبادل الجاد، ومسايرة أم العلوم لدينامية التطور باعتبار أن الرياضيات شكلت ولاتزال تشكل القاطرة الحقيقية للابتكار والتطور باعتبار أنها حلقة وصل بين مختلف العلوم التطبيقية الأخرى كما أن التطبيق المعادلاتي لحالات مختلفة يعتبر مفتاح التطور للمنظومة العلمية للبشرية جمعاء. دينامية حقيقية شهدتها أروقة وقاعات كلية السملالية حيث المشاركون راهنوا على إنجاح الدورة والدفع بها إلى اغناء البحث العلمي الجاد. فالمحاضرات اليومية والورشات الموازية ولجن التتبع شكلت على مدى ثلاثة أيام خلايا نموذجية لتطور المعرفة الجامعية والنهوض بها، كما أن قيمة المدعوين وصيتهم الدولي جعل من لقاء مراكش فرصة حقيقية للطلبة الدكاترة للجلوس معهم والاحتكاك بهم وضمان استمرارية التواصل معهم وهي نقطة ايجابية سجلت للجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية. إشعاع الجامعة المغربية وانفتاحها على نسيجها السوسيو اقتصادي الجهوي والوطني جعل من دورة مراكش تستجيب لرؤية صائبة حول القيم والمحاور التي استوجبت الدورة مناقشتها وتتمثل في : «analyse numérique et équations aux dérivées partielles», «probabilité et statistiques», «systèmes dynamiques et biomathématiques», «optimisation, recherche opérationnelle et contrôle» et «algorithmique, calcul formel et mathématiques discrètes» « « الاتحاد الاشتراكي « والتي تابعت الحدث العلمي المهم عاينت التحدي الذي رفعه المنظمون رغم الامكانيات المادية المحدودة للجمعية والخاصة وبالتالي عرفت النجاح الذي فاق كل التوقعات وبشهادة الجميع. الدكتور الحسن العمري رئيس الجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية، وفي لقاء مع الاتحاد الاشتراكي، أكد أن هذه الدورة تأتي بعد نجاح دورتي الرباط بالمدرسة الوطنية للصناعات المعدنية 2008 وكلية العلوم في 2010 و اليوم بمراكش حيث كل سنتين يتم اللقاء العلمي حول تحديات الرياضيات التطبيقية وإدماجها في مختلف الميادين بما يسمى مفهوم « »modélisation» وهو التطبيق المعادلاتي لظاهرة ما عبر تحويلها إلى معادلة رياضياتية مهما كانت طبيعتها في الطب أو الاقتصاد أو في أي مجال، خدمة في تسهيل التركيب الرياضياتي للظاهرة. وفي سؤال عن أهمية اللقاء العلمي ، شدد الدكتور العمري على أنها فرصة للطلبة الدكاترة لأخذ التجارب من خبراء دوليين وتقديم عروض في جلسات عامة ولقاء كبير للطلبة الباحثين مع أساتذة ذي الصيت العالمي والذين شكلوا إلى حد قريب نافذة علمية بامتياز ومناسبة للطالب الباحث عن الارتقاء بجودة البحث العلمي و هو ما تتمحور حوله أنشطة الجمعية. وعن مجريات الدورة واللقاءات الموازية للمحاضرات العامة أكد الدكتور العمري أن هناك اجتماعات ولقاءات علمية بجميع القاعات وبدون انقطاع وتشمل عدة مواضيع وتخصصات مختلفة. لقاء مراكش شكل فرصة لأعضاء الجمعية حيث نظم الجمع العام للجمعية وتمت قراءة التقريرين الأدبي والمالي، وهو ما صودق عليه بالإجماع و تم تجديد نصف المجلس الإداري من أساتذة دكاترة شباب وذلك لتجديد دماء الجمعية. المؤتمر الدولي يضيف الدكتور حسن العمري شكل فضاء للقاء ورفع تحديات المستقبل على اعتبار أن عالم الرياضيات يبقى في بعض الأحيان عرضة للنسيان، حيث هو من قام بتحيين الوضعية ودمجها في النسيج اليومي للابتكار. فنداؤنا للمستفيدين من البحث العلمي أن يساهموا في ضريبة للبحث العلمي ودعمه ولو بدفع ضرائبه للدولة ، كما أن الباحثين في الرياضيات اكتشفوا معادلات شكلت ثروات للآخرين دون الاستفادة منها أو حتى معرفة أنها حققت نقطة انطلاق مشروع علمي أو اقتصادي ضخم. وفي سؤال للدكتور العمري رئيس الجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية عن مشاريع الجمعية وتصورها المستقبلي، صرح أن أنشطة الجمعية ستعرف مزيدا من الدينامية وبوتيرة أكثر كما أن الجمعية عملت في السنوات الأخيرة على تنظيم مجموعة من الأنشطة العلمية والبيداغوجية كتنظيم أيام دراسية، والقيام بشراكات مع جمعيات لها نفس التوجه من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية ،إضافة إلى ورشات بمختلف المدن المغربية وبتنظيم لقاءات مع تلاميذ مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي مهد العلوم الرياضية والتعريف بأهمية الرياضيات ومستقبلها. كما أن الجمعية نظمت عدة لقاءات علمية بشراكة مع مؤسسات علمية وتربوية إضافة إلى تنظيمها لقافلة الرياضيات وهو ما لا يخفى على الجميع أهميته ونتائجه التربوية. و اليوم نحن بصدد إحداث مجموعة من الأنشطة التحفيزية للطلبة الباحثين كمنحة دائمة للطلبة الدكاترة وجائزة سنوية لأحسن بحث في الدكتوراه ، لكن يبقى العائق الوحيد هو الدعم المادي حيث الجمعية تبقى حبيسة مساهمات منخرطيها ومحصورة في انعدام دعم الدولة لها باعتبارها جمعية علمية وتساهم في تجديد وتكوين أطر المستقبل و التعريف بهم وطنيا و دوليا. ففي بعض الأحيان يضيف الدكتور العمري «نضطر إلى طرق أبواب للمساهمة في تنظيم بعض اللقاءات العلمية وهنا تبقى أهمية البحث العلمي و بالتالي يستوجب دعمه فلا يمكن لأي دولة أن تتطور بدون الاستثمار في البحث العلمي». الدكتور العمري اختتم تصريحه للجريدة بنداء إلى المهتمين و كل المتدخلين لدعم البحث العلمي والنهوض به في أفق السير بالتنمية الحقيقية والتي تشمل كل القطاعات الحيوية للبلاد، كما أن الرياضيات يضيف العمري تبقى حاضرة و نقطة انطلاق لكل العلوم الأخرى وهو ما يستوجب العمل على بعث روح جديدة في الارتقاء بالمنظومة العلمية ودعمها خدمة للبلاد والعباد. الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للرياضيات التطبيقية شكلت فرصة للقاء والتبادل وتجديد الأسس المحورية لعلوم ظلت إلى يومنا هذا قاطرة حقيقية للتنمية ومنارة شامخة لأجيال علمية ساهمت و تساهم في النهوض بالبشرية و تحسين مردوديتها. لقاء مراكش الدولي يأتي ضمن أجندة الجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية والتي برهنت مرة أخرى على أنها جمعية هادفة، عالمة وبمشاريع حقيقية خدمة للطالب الباحث و للجامعة المغربية وللصيت الدولي الذي أصبحت عليه وجعلها في مصاف الجمعيات الدولية الرائدة في الرياضيات التطبيقية .