احتضنت القاعة الكبرى بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة، فعاليات الحفل التكريمي المنظم من طرف «مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم»، حضره إلى جانب النائبين الإقليميين الحالي والسابق للتربية الوطنية، باشا خنيفرة ومريرت، رئيس المجلس العلمي، بالإضافة إلى رؤساء مصالح نيابة التعليم والمفتشين والمديرين وممثلي بعض جمعيات الآباء والأمهات وعدد من نساء ورجال التعليم وكذا التلميذات والتلاميذ، كما تميز الحفل بحضور الفنانين المغربيين أحمد الصعري وعبدالقادر مطاع لوجودهما بالمدينة في إطار الدورة الرابعة لمهرجان خنيفرة للمسرح التجريبي، وقد كان برفقتهما البطل العالمي في رياضات التحدي عزيز الصالحي. الحفل المنظم على شرف 59 محالا على التقاعد من أسرة التعليم، افتتح بكلمة الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية، عبدالرحمان رفيقي، تناول من خلالها السياق الذي تأتي فيه مبادرة تكريم نساء ورجال أفنوا زهرة عمرهم في سبيل بناء الأجيال والارتقاء بالمنظومة التعليمية، وتعزيز البلاد بالأطر والكفاءات والعلماء، وبحملة لواء المعرفة والآداب والفنون، متوقفا بتقدير للتضحيات الجسام التي قدمها المحتفى بهم من أجل ترسيخ مبادئ الحرية والوطنية والإنسانية. بينما ركز النائب الإقليمي، محمد أدادا، في كلمته الارتجالية على وصف اللحظة بذات الأهمية الجليلة و»أن الأجمل ما فيها هو احتفال الإنسان بأساتذته»، شاكرا الجمعية المنظمة لهذا الحفل، ودورها الجلي في تكريس مبادئ العرفان لكل المنتمين ل «مهنة المتاعب»، ولم يفته التعبير عن أمله في أن «يبقى تقليد التكريم تقليدا سنويا» باعتباره «عرفانا بالتضحيات الجسام وبسنوات البذل والعطاء التي بذلها المتقاعدون خدمة للقطاع، وبالخدمات الجليلة التي قدّموها، طوال مشوارهم المهني»، من أجل الرفع من شأن المدرسة العمومية والتلميذ المغربي. كلمة النائب الإقليمي السابق، لحسن الوردي، اعتبرت التكريم «مناسبة لإبراز آثار تضحيات أسرة التعليم وصيانة لمسار التربية»، مبرزا أسباب مشاركته في الحفل بمدينة يحبها وله فيها روابط وبصمات ستبقى خالدة، إلى جانب علاقته المبنية على أواصر البناء والتعاون بينه وبين الجمعية المنظمة التي جدد تنويهه بحفلها التكريمي لأناس قدموا الكثير للأجيال، معتبرا أن الحفل جزء لا يتجزأ من قيم الاعتراف التي هي من صميم قيم المواطنة المغربية. أما محمد بنعمر، فتقدم باسم المتقاعدين من أسرة التعليم، حيث اعتبر التكريم «لونا أساسيا في ثقافة الاعتراف بالآخر»، وخطوة إنسانية اجتماعية وإبداعية نبيلة، واصفا الجمعية المنظمة ب «الأيقونة» البارزة على صدر التدبير الجيد والمقاربة التشاركية، ولم يفته القول بأن الأستاذ المتقاعد لن ينتهي ارتباطه بالتعليم بنفض أيديه من الطبشور وخلعه لوزرة المهنة. الممثل المغربي أحمد الصعري انتهز فرصة حضوره في الحفل ليأخذ الكلمة التي استعرض فيها حكاياته مع أولى زيارته لخنيفرة وإلى حين حضوره في الدورة الرابعة لمهرجان المسرح وتكريمه فيها، كما لم تفته الإشارة للظروف التي أنجبت منه ممثلا بعد أن كان معلما، ليختم كلمته بتهنئة الخنيفريين بصعود فريقهم الكروي المحلي إلى القسم الوطني الأول. ومن جهته أبى الفنان عبدالقادر مطاع إلا التقدم في هذه المناسبة بكلمة اعتبر فيها اللحظة من «أجمل اللحظات لأن فيها يمكن أن ترد الجميل لخيرة الناس الذين هم نساء ورجال التعليم»، مشيرا لعصاميته بأسلوب مؤثر : «لدي إحساس ملؤه المرارة من حيث حرمت من الجلوس كباقي أقراني على طاولة الصف وأمامي أستاذا يعلمني»، وحين سمع أصواتا من داخل القاعة تطالبه ب»الاعتذار» عن دوره في فيلم «المعلمة»، اكتفى بالرد عليهم بكوميديته المتميزة : «أقدم اعتذاري لكن أنا فنان أدل المتلقي على المشاكل القائمة، ودوري في الفيلم قدمته بصدق في الأداء حول معاناة معلمة بالعالم القروي»، وحينها توجه للحضور صائحا :» أنتم تصنعون التاريخ، إذ من المدرسة ينمو جيل المستقبل»، ومعبرا في الوقت ذاته عن أمنيته في أن «يتم تدريس الأدب الشعبي للتلاميذ، من زجل وثقافات محلية وحكايات شعبية مغربية وغيرها». برنامج الحفل تميز بمشاركة فرقة محلية أطربت الحضور بألوان موسيقية من فن المديح والسماع، إضافة إلى وصلة من الفن الشعبي الأمازيغي أداها الأستاذ لحسن جريلي، على وتره، بكلمات وألحان الأستاذ عبد الحق بومدين، وقد تخلل ذلك توزيع مجموعة من الهدايا والشهادات التقديرية على المحتفى بهم كعربون عرفان ووفاء.