يعتبر إقليم الفنستير بمنطقة البروطان عاصمة المهن والصيد البحري بفرنسا،فهذا الإقليم لوحده يستقبل اكثر من ربع كميات السمك التي يتم اصطيادها بهذا البلد،ويضم 4 موانئ من بين الموانئ 10 الرائدة في الصيد البحري بفرنسا.وتوجد بالمنطقة العديد من الصناعات المرتبطة بهذه المهن ويضم الإقليم 12 الف من العاملين بهذا القطاع والمهن المرتبطة به. عندما تصل الى المنطقة التي تسمى «البروطان، وتحط بك الطائرة بمطار مدينة بريست ، يتولد لك إحساس بان البحر يحيط بها من كل الجهات، بالإضافة الى اخضرار سهول هذه المنطقة وهضابها التي تتميز بتعدد الخلجان البحرية، فقربها الكبير من البحر واعتدال طقسها يجعلها تتوفر على قطاع فلاحي له دينامية كبيرة تضاهي دينامية الصيد البحري ومهن البحر التي تشتهر بها هذه المنطقة. ما يثير الانتباه في هذه المنطقة من إقليم الفنسيتير هو غنى المهن المرتبطة بالبحر، والمجهود الذي يتم القيام به من اجل الحفاظ على هذه الموارد، فانتاج كمية كبيرة من محار «السان جاك» بهذه المنطقة يعود الى المجهود الكبير الذي يتم القيام به كل سنة من اجل تكاثر هذا النوع وزراعته بشواطئ المنطقة،وهي المهمة التي تقوم بها تعاونية «ايكلوزري دو تينديف» مند تأسيسها سنة 1983 وذلك وعيا بالعاملين بالبحر والمسؤولين ان هذه الموارد هي محدودة. لهذا بدأت التعاونية تزرع بالمنطقة كل سنة ما بين 2 و3 مليون محارة بمنطقة بريست من اجل استمرار هذا النوع من الصدفيات المطلوبة بكثرة بفرنسا وبالعالم، وزرع هذه المحارات يتطلب الانتظار 2 و3 سنوات قبل ان تصبح قابلة لصيد والتسويق. هذا العمل السنوي يمكن الصيادين من الحصول على هذه النوع من المحار وجنيها كل تلاثة سنوات بعد زرعها بالبحر، مع السنوات أصبحت هذه المحارات التي يتم زرعها سنويا تشكل ما بين 30و60 في المائة من محارات سان جاك الي يتم اصطيادها بالمنطقة. ورغم ان فرنسا تنتج 20 الف طن فهي تستورد سنويا 100 الف طن من هذا النوع من المحارات التي يتزايد عليها الطلب في احتفالات راس السنة. وهذه التعاونية اليوم أصبحت لها خبرة معترف بها بفرنسا وبالعالم في مجال المحافظة على الموارد وتنميتها. تربية سمك السلمون المرقط «ترويت» هي من اكبر اختصاصات المنطقة التي تزود كل الصناعات التحويلية المحلية من هذا السمك كما يتم تصدير جزء من هذا الإنتاج. هذا العمل تقوم به احد تعاونيات «بروطانيا «لترويت» في احد المواقع المسمى «بلوران ليمورلي»، الذي يساهم في الإنتاج الوطني لسمك السلمون المرقط بفرنسا الذي يبلغ انتاجه 35 الف و تستهلك منه فرنسا 20 الف طن سنويا.وحسب مسؤول هذا الموقع بوميل سيفيك الذي أسس هذه التعاونية الذي له تجربة من 30 سنة وهي مبنية على كيفية وضع الاكسجين بالماء واستهلاك طاقة اقل من اجل تربية «لاترويت» السلمون المرقط، فان هذا القطاع له مستقبل كبير بالمنطقة وبفرنسا وذلك بفعل المشاكل والأمراض الذي يتعرض لها قطاع تربية السلمون بالنرويج التي تنتج مليون طن سنويا، من سمك السلمون وهي اكبر منتج عالمي بالإضافة الى الايكوس حسب مسؤول هذه التعاونية. واحد اهم الإشكالات التي تمس قطاع تربية اسماك السلمون المرقط هو توفير الاكسجين وبكلفة اقل من اجل انعاش هذه الصناعة لتربية الأسماك وهو المجال التي نجحت فيه مقاولة فوكس اكاكيلتير. وبجانب هذه القطاعات لمنتوجات البحر، تم تطوير عددا من الصناعات التحويلية التي تخص المحارات وسمك السلمون والسلمون المرقط. مثل «بروطان ترويت»،»كيادير كاسترونومي»،معلبات «كورتان» وصناعة أدوات الصيد «فيش». ما يميز منطقة الفنيستير هو التنوع والتكامل في الصناعات المرتبطة بالصيد البحري، التي تبدأ بعملية الصيد التقليدي، وتربية الأسماك، الى المقاولات المختصة في أدوات الصيد، الى انتاج التكنولوجية التي تعتمدها قوارب الصيد التقليدية او الحديثة. سكارليت اول امرأة تقود وتشرف على سفينة لصيد البحري عندما تزور منطقة الفنستير لايمكنك الا تلتقي سكارليت التي أصبحت تمثل هذه المنطقة البحرية من فرنسا بسبب الشهرة الإعلامية التي أصبحت تدور حول شخصها، وهي امرأة بحرية، وأول النساء التي كان لها قارب وتقوم بمزاولة هذه المهنة الصعبة التي كانت تقتصر على الرجال مند عدة قرون.هذه المرأة ركبت البحر من اجل الصيد ولها تلاثة أطفال، وتحكي مسارها المتميز، فقد أغلقت مدرسة تكوين البحارة في وجهها لتمر الى هذه المهنة من طريق ملتوية وهي ركوب البحر وشراء قارب صيد خاص بها، وقالت ان هذا العالم المنغلق بدأ ينفتح على النساء بفرنسا بعد ان انضمت اول امرأة للقوات البحرية فوق فرقاطة جون دارك سنة 1983. وهو ما فتح مهنة ركوب البحر امام النساء. وهي مهنة صعبة بكل المقاييس بالإضافة الى خطورة ركوب البحر، هناك العمل الصعب والمضني يوميا والذي يتطلب مجهودا بدنيا كل يوم، بالإضافة الى الاستيقاظ كل صباح في الساعة 4 صباحا . من اجل اركوب البحر وصيد الأسماك والإعشاب البحرية وبيعها بعد ذلك في سوق الأسماك تقول سكارليت.بعدها، تقوم بتحويل ما لم تتمكن من ببيعه وإشرافها على ورشات لإعداد اطباق من الأسماك، وهو ما يعني يومها يبدأ من 4 صباحا لينتهي في 8 مساءا، لكن سكارليت لا تحس بالثعب لانها مولعة بالبحر وازدات في اسرة تعمل بالبحر، وتعلمت جمع اعشاب البحر مند نعومة اظافرها،وهي وجبتها المفضلة في الصباح وهو ما يفسر دينامية هذه المرأة التي يتجاز عمرها اليوم 60 ومازالت تحافظ على إيقاع للعمل يوميا بشكل مكتف. وعندما تتحدث الى سكارليت فهي جد مهتمة بالمحيط الذي تعمل به وبالحفاظ على البيئة البحرية من اجل الأجيال المقبلة. اليوم تهتم بتحويل اعشاب البحر التي أصبحت احد اهم المهن بالمنطقة، بل تقوم بشكل منتظم بتدريب شباب فرنسي على هذه المهن الجديدة التي لم تكن جد معروفة بالمنطقة، وتقول سكارليت «بدأ اهتمامي بهذا المجال، بعد تدريب باليابان، واستقبال وفد ياباني بمنطقة الفنستير،هذا الوفد الذي استغرب من عدم استغلال أبناء هذه المنطقة لأعشاب البحر المتواجدة بوفرة كبيرة والتي لا يعرف اغلبها المستهلكون الفرنسيون».وهذا ما اثار استغراب اليابانيين الذين رافقوا سكارليت في زيارة منطقتها ببروطان. هاليوتيك Haliotica هاليوتيك،فضاء الصيد، وهو متحف يقع بأول مرسى لصيد البحري التقليدي بمدينة كيلفنيك،..Guilvinec وهو فضاء يمكن من متابعة كل العمليات المرتبطة بالصيد البحري بالمنطقة، من وصول القوارب محملة بالسمك الى افراغها وعملية المزايدة بسوق بيع الأسماك بالجملة.اهمية هذا المتحف الحي لمهن الصيد البحري هاليوتيك والمفتوح على الزوار ، هو التعريف الشامل بهذه المهنة، من خلال زيارة الفضاء الداخلي لقارب الصدي الى الوسائل التي يحلها الصيادون على القوارب، من وسائل الاتصال،الى المواد المخزنة للاستهلاك وطريقة تنظيم الحياة على متن هذه القوارب، وطريقة تدبير الحياة اليومية بين البحارة،وطرق البحث عن مواقع السمك، وهو حي يمكنك عندما تزوره من معرفة كل تفاصيل حياة البحر وحياة الصيادين وحتى ما تدره هذه المهنة من موارد. بون افين مدينة الفنون التي جدبت فنانين امريكان Pont-Aven هذه المدينة الصغيرة والجميلة جدبت اليها في القرن التاسع عشر عدد من الفنانين الانطباعيين الامريكان الذين بصموا تاريخ هذه المدينة، التي تضم اليوم العديد من المتاحف التي تعكس هذا التاريخ المتميز لهذه المدينة الجميلة التي تقع في عمق الفنستير والتي أصبحت احد الوجهات الفنية المشهورة في فرنسا في القرن التاسع عشر.والمواقع الخلابة لهذه المدينة ومحيطها والتي تخترقها احد الأنهار بالإضافة الى قربها من البحر هي التي استهوت العديد من الفانين والذين اختاروا الاستقرار والعمل بهذه المدينة.مثل شارل واي،ايرل شين،هوارد روبير،بنجمان شومبيني،وكوكان واللائحة طويلة للفانيين الذين استقروا وعملوا بهذه المدينة الجميلة التي مازالت تحمل شيئا من أعمالهم والأماكن التي عاشوا بها وهو ما يأتي الزوار لرؤيته وتتبعه.