حذّر الدكتور جواد مبروكي، الاختصاصي في الطب النفسي من أن تغيير الساعة ثلاث مرات في فترة وجيزة يتسبب في انعكاسات سلبية وربما خطيرة على صحة الإنسان، كما هو الحال بالنسبة للقلق وانخفاض مستوى المعنويات الشخصية، والإحباط، واضطراب النوم والمزاج، مشددا على أن كل هذه الأعراض تعتبر أرضية للإصابة بأمراض الاكتئاب، داعيا في هذا الصدد إلى إعادة النظر في تغيير التوقيت. وأوضح الدكتور مبروكي، أن الساعة البيولوجية في الدماغ والغدد تشتغل طبيعيا حسب شروق وغروب الشمس، وكذا وفقا لنسبة الضوء الطبيعي الذي تلتقطه العين، مبرزا أن نظام الدماغ والغدد له علاقة وطيدة مع نظام النهار والليل وفصول السنة، وهو ما يصطلح عليه بالزمن البيولوجي، مشيرا إلى أن الجسم يتكيف مع تغييرات الفصول بشكل تدريجي وطبيعي، ومتى تمت إضافة أو نقص ساعة يقع تغيير مفاجئ وحادّ، وربما يكون عنيفا، ويصبح بذلك مُكلفا جدا على صحة البدن إذ أن استعادة توازنه الاعتيادي تستغرق مدة زمنية طويلة. وأشار الدكتور مبروكي إلى العبء الذي يتسبب فيه تغيير التوقيت على الدماغ وذلك بتكييف نفسه مع زيادة ساعة، إذ يتطلب منه في وقت وجيز الرجوع إلى ما كان عليه من توقيت سابق، وأن يبذل مرة أخرى جهدا آخر ليتكيف مع التغير المفاجئ في نمطه الزمني، علما أنه بعد شهر يفاجئ مرة أخرى بتعديل التوقيت بحيث يتوجب عليه أن يتخلى للمرة الثالثة عن المجهود الذي سبق له بذله من قبل، مؤكدا في هذا الإطار أن كل هذه التغييرات تمر في ظرف وجيز وتكون مخالفة للنمط الطبيعي لحركة الشمس وتعاقب الليل والنهار، وهو ما يتسبّب في ارتفاع نوبات القلق ويؤدي إلى اضطراب المزاج وتضاعف نسبة الإرهاق بسب جهد التكيف مع التغيير الزمني الذي يبقى سلبيا جدا، خاصة عند الفرد الذي يعاني مسبقا من القلق والاكتئاب، والذي تصبح عنده قابلية كبيرة لفقدان السيطرة على انفعالاته واللجوء إلى العنف بسرعة عند أقل أو أتفه سبب.