حلّت يوم السبت 30 غشت 2025 الذكرى السادسة والثلاثون لرحيل أحد قامات وأهرامات وأعمدة الغناء المغربي والعربي، الأستاذ والموسيقار أحمد البيضاوي، الذي ترك لنا ثروة فنية ثمينة وخالدة من الأغاني التي لن تبلى ولن يمحوها الزمن. ويعتبر الموسيقار أحمد البيضاوي من واضعي أسس الأغنية المغربية العصرية وأحد أعمدتها إلى جانب رواد آخرين. وهي مناسبة سنوية لاستحضار عطاءاته ومساره الغني في ميدان الغناء والموسيقى. أدى أحمد البيضاوي قطعا من إبداع شعراء كبار من المغرب والمشرق والأندلس، تناولت موضوعات وطنية ودينية وعاطفية. ومن بين روائعه التي لحنها وغناها قصيدة "قل لمن صد وخان" للشاعر الوطني الراحل محمد بلحسين، وهي قطعة عاطفية تناول فيها الشاعر حكاية صدود الحبيب وتغير الحب الذي كان في البدء أمانا وطمأنينة. أضاف الشاعر أن غضب الحبيب ليس سوى لمحة إنسانية قد تعتري علاقة المحبين، بينما العاشق الصادق المخلص لا يمكن أن يصدر منه ما يفسد العلاقة. وحتى إن حدث الجفاء، تبقى إمكانية عودة المياه إلى مجاريها واستمرار المحبة قائمة. القصيدة الأصلية تضم عشرة أبيات، غير أن ما ورد في الشريط الغنائي بصوت البيضاوي يتجاوز ذلك العدد، إذ أضاف مواويل زادت القطعة عذوبة وأبرز فيها عبقريته وثقافته وقدراته الفنية، بدءا من التقاسيم على العود وصولا إلى البيت الأخير من القصيدة. ومما جاء في القصيدة: قل لمن صد وخان ورمى عنه هوانا ومضى عنا وولى وغدا يبغي سوانا ما الذي أغضب عنا ذاك البدر المصانا ما الذي حول حبا كان أمنا وأمانا ما القلب لك يقسو بعدما رق ولانا هل ترى قمنا بذنب أو بجرم لا يدانا أم ترى قلنا كلاما لم نصن فيه اللسانا لا وربي إن هذا لم يشب منا الجنانا إن قلبي مستهام في هواكم قد تفانى ... وللمفارقة المؤثرة، أن الشاعر محمد بلحسين والموسيقار أحمد البيضاوي رحلا معا إلى دار البقاء في نفس السنة،الأول يوم 24 يناير 1989، والثاني يوم 30 غشت من السنة نفسها، تاركين رصيدا من الإنجازات الشعرية والغنائية سيظل حيا في ذاكرة الوطن.