نفت الحكومة اليمنية اتهامات الزعيم المتمرد عبد الملك الحوثي السلطات بضرب المدنيين في محافظة صعدة شمالي اليمن بواسطة الطائرات الحربية أو باستخدام الذخائر الفسفورية في حملتها العسكرية. وفي هذه الأثناء ساد هدوء نسبي في مناطق المجابهات لليوم الثاني على التوالي. ونفت وزارة الدفاع اليمنية ما وصفته بمزاعم الحوثي بشأن قصف مخيمات النازحين واستخدام الطائرات قنابل فوسفورية. وقال البيان إنها «مزاعم لتغطية الإرهابي الحوثي ومن معه للجرائم التي يرتكبها في حق المواطنين بصعدة». وذكر مصدر في الوزارة بحرص الدولة ووزارة الدفاع والقوات المسلحة والأمن على تجنيب المواطنين أي أذى، وقال إن «المهمة الأساسية للقوات المسلحة في هذه العملية هي إنقاذ المواطنين الأبرياء من إرهاب الحوثي ومن معه وحمايتهم وممتلكاتهم من النهب والتخريب والاعتداء». وكان الحوثي قد اتهم السلطات باستخدام مقاتلات الميغ مساء الجمعة في قصف عدد من قرى ومدن وأسواق محافظة صعدة، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير البيوت على ساكنيها. وقال زعيم التمرد في بيان «في تطور خطير يثبت استهداف المدنيين والنازحين بشكل مباشر، قامت طائرات الميغ باستهداف منطقة رغافة» وهو مخيم للنازحين، يقع على بعد عشرين كلم شمال مدينة ضحيان. وقال إن مقاتلات الميغ قصفت بعد منتصف ليل الجمعة منطقة ضحيان بالقنابل الفسفورية. لكن الحوثي أضاف أن «خيار السلام لا يزال مطروحا»، وأن أنصاره لم يقوموا حتى الآن بالرد على «جرائم السلطة ضد الأطفال والنازحين في كل مكان». واستدرك بأن ذلك «لن يدوم طويلا وسيكون رد فعلنا كبيرا وغير متوقع». ميدانيا قالت مصادر محلية في صنعاء إن هدوءاً نسبياً يسود معظم مناطق صعدة لليوم الثاني على التوالي. وأوضحت المصادر أن اشتباكات متقطعة بين قوات حكومية ومسلحين من أنصار الحوثي اندلعت في منطقة الخفجي دون توفر معلومات عن وقوع ضحايا. وأضافت أن طائرات حلقت في مناطق التوتر. ونفت جماعة الحوثي اتهامات باختطاف خمسة عشر من العاملين في الهلال الأحمر اليمني وذلك ردا على أقوال لمحافظ صعدة حسن المناع اتهم فيها الحوثيين بأنهم خطفوا الخميس 15 من موظفي الإغاثة هم أطباء وممرضون ومسؤولون وإداريون يعملون في الهلال الأحمر. وكانت السلطات اليمنية قد شددت حصارها على صعدة بعد معارك أوقعت فجر الجمعة خمسة جنود حكوميين ونحو 16 مسلحا من جماعة الحوثي. وقطعت السلطات خدمة الاتصال بالهواتف النقالة عن جميع مناطق صعدة. واتهم الحوثيون الحكومة بالسعي لعزل محافظة صعدة عبر قطع الاتصالات الهاتفية النقالة عنها. وأعلنت الحكومة اليمنية الخميس شروطا لوقف إطلاق النار وإنهاء حملتها العسكرية وشملت الشروط انسحاب المتمردين وإزالة كل نقاط التفتيش. وتلزم الشروط كذلك المتمردين بإعادة معدات عسكرية ومدنية استولوا عليها وتسليم المسؤولين عن خطف مجموعة من تسعة أجانب في يونيو والتوقف عن التدخل في شؤون السلطات المحلية. لكن المتمردين رفضوا عرض الهدنة ونفوا احتجاز أي مدنيين مخطوفين، وأعلن المكتب الإعلامي للحوثيين تحفظ قائد التمرد على البنود الستة التي أعلنتها السلطات اليمنية، واعتبر أن مواصلة الحرب تأتي في إطار حق الحوثيين المشروع في الدفاع عن أنفسهم في وجه ما سماه جرائم ضد الإنسانية ترتكبها الحكومة في قرى صعدة.