تواجه قطاعات الإنتاج الحيواني بالمغرب منذ سنة 2015 تعثرا في عملية تسديد الفواتير الخاصة بتكلفة برامج التدريب التي يتم تنفيذها بالمركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الانتاج الحيواني (ZOOPOLE) الواقع بعين جمعة – الدارالبيضاء. وتواجه اليوم قطاعات الإنتاج الحيواني بمعية التجمع المهني للمساعدة على الاستشارة في الصناعات الغذائية (GIAC-AGRO) مشاكل مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) بخصوص تمويل خطط التكوين المتفق عليها منذ سنة 2019 مع التجمع المهني للمساعدة على الاستشارة (GIAC) لإنجاز الدراسات القطاعية، وذلك باعتماد الإجراءات المعمول بها والتي ستسمح مستقبلا بتطوير خطط التكوين المعتمدة وتمويلها من قبل مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT)، هذا الأخير الذي فاجأ الجميع بقرار تجميد تمويل هذه الدراسات في منتصفها، تاركا التنظيمات المهنية المنخرطة في هذا المشروع في مواجهة مصير توقف برامج تكوين طموحة. وكانت التنظيمات المهنية الثلاثة: * الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب (FISA). * الفيدرالية البيمهنية لسلسلة الحليب (MAROC LAIT) * الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء (FIVIAR) وهي فيدراليات بيمهنية معترف بها طبقا للقانون رقم 1203، انتظمت منذ سنة 2015 في اطارالجمعية المغربية لتدبير قطب الإنتاج الحيواني والتي تعرف اختزالا تحت تسمية أمازو (AMAZO) لإدارة المركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الانتاج الحيواني-Zoopole) من أجل التنفيذ المشترك لبرامج التكوين بذات المركزو الذي تم بناؤه وتجهيزه من قبل وزارة الفلاحة بمبلغ 60 مليون درهم على مساحة 66.000 م 2، وحظي بشرف افتتاحه من قبل جلالة الملك محمد السادس في 18 مايو 2015، ليكون مركزا متخصصا في التعليم والتكوين المستمر في المهن التي تلبي احتياجات الفيدراليات البيمهنية الثلاث. ومنذ ذلك التاريخ، والمركز يواجه تحديًا كبيرا يتمثل في رفع مستوى تكوين جميع العاملين في قطاع الإنتاج الحيواني، وتوفير دعم تكويني تطبيقي إضافي لمؤسسات التكوين المهني الفلاحي، لتسهيل إدماج الخريجين الشباب في سوق الشغل، ولكي يكون كذلك أداة تعاون جنوب-جنوب في مجال التكوين التطبيقي في سلاسل الإنتاج الحيواني.، حيث ومنذ انطلاق أنشطته التكوينية وإلى نهاية يوليو 2021، نظمت الفيدراليات البيمهنية الثلاث 741 دورة تكوينية مهنية لصالح 17.000 مستفيد بما في ذلك: – 14.420 مهنيا في سلسلة الحليب واللحوم الحمراء والدواجن، – 1.362 طالبة وطالب من مؤسسات التكوين الفلاحي، – 1.218 مهنيًا من دول غرب إفريقيا، مخصصا في ذلك 29.390 يوم تكوين. وإذا كان المركز قد استطاع الحفاظ على هذه الدينامية منذ افتتاحه، فإن الفضل في ذلك يرجع إلى الدعم المالي الذي تقدمه له وزارة الفلاحة. لذلك، فإن المشغلين لا يطلبون إلا بالاستفادة جزئياً من ضريبة التكوين المهني من خلال أداءاتهم الشهرية منذ عقود، حيث وبعد موافقة التجمع المهني للمساعدة على الاستشارة في الصناعات الغذائية (GIAC-AGRO) لإطلاق الدراسات الهندسية القطاعية للسلاسل الثلاث، فوجئوا بالقرار الذي اتخذه مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) ليس فقط بتجميد تمويل مشاريع الدراسات، بل وتجميد تمويل الدراسات التشخيصية الاستراتيجية التي بدأ إنجازها فعليا. وللتذكير، فإن العديد من الشركات الأعضاء في الفيدراليات البيمهنية الثلاث تساهم في مالية مكتب التكوين المهني من خلال الاشتراكات الشهرية في ضريبة التكوين المهني. وهي مؤسسات متخصصة في الصناعة الغذائية وتتوزع على الشكل التالي: 1. إنتاج الحليب: 2.700 مركز لتجميع الحليب، 156.700 منتج حليب و82 وحدة للتحويل. 2. اللحوم الحمراء: 188 مجزرة بلدية، مجزرتين خاصتين، حوالي 800 مجزرة قروية، 12 وحدة للتقطيع و35 وحدة لتحويل اللحوم. 3. 3 إنتاج الدواجن : 43 مصنعًا للأعلاف المركبة، 59 وحدة للتفقيص، 8.992 وحدة للتربية مرخصة، 19 وحدة لتعبئة بيض الاستهلاك، 27 مجزرة دواجن معتمدة و21 وحدة للصناعات الغذائية المختلفة. أما من حيث التوظيف، فيضم قطاعي اللحوم الحمراء وإنتاج الحليب أكثر من 1.900.000 مربي من ضمنهم حوالي 750.000 مربي ماشية (460.000 بين منتجي الحليب وعمال)، و800.000 مربي الأغنام و350.000 مربي الماعز. ويقدر عدد الوظائف في سلاسل الصناعات الغذائية وتحويل اللحوم الحمراء وتصنيع الحليب بحوالي 100.000 وظيفة. أما بالنسبة لسلسلة الدواجن، فيوفر القطاع 530 ألف منصب شغل. وتسلط هذه المعطيات الضوء على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتكوين الموارد البشرية اللازمة لتطوير هذه القطاعات في إطار الخطة الوطنية للجيل الأخضر 2021-2030. وتتعلق الكفاءات المطلوبة بجميع التقنيات المرتبطة بالمهن التي لها علاقة بالإنتاج الحيواني، انطلاقا من تقنيات إدارة التربية من جميع جوانبها (جودة التغذية ونمو الحيوانات، التوالد والتلقيح، التحكم في التربية والتدخلات المطلوبة، المراقبة الصحية وصحة الحيوانات، الإعداد الجيد الضيعات وما إلى ذلك) وصولا إلى تقنيات الإنتاج والمعالجة (الذبح، التقطيع، المعالجة، الحفظ، التعبئة، جمع وتثمين المنتجات المشتركة، معالجة الحليب وما إلى ذلك) مرورا بتقنيات صيانة المعدات. وقد تم لهذا الغرض تكييف استراتيجية المركز (ZOOPOLE) ليتلاءم بشكل مثالي مع الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني، وبذلك صار المركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج الحيواني قطبا لمهن ومهارات الإنتاج الحيواني، وهو امتداد لنموذج شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص والمتمثل في الفيدراليات الثلاث التي تمثل الهيئات المهنية للسلاسل الحيوانية: * الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، FIVIAR؛ * الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب ، FISA؛ * الفيدرالية البيمهنية لسلسة الحليب. MAROC LAIT. والقطاع العام المتمثل في وزارة الفلاحة كشريك أساسي. وقد أظهرت هذه الفيدراليات التزامها مع الحكومة ومشاركتها في تحقيق الأهداف المتعاقد عليها بموجب خطة المغرب الأخضر لفترة 2010-2015، والتزمت بأهداف أكثر طموحًا بالنسبة لنفس الفترة حيث تجاوزت الأهداف المحددة. أما بالنسبة للفترة من 2021 إلى 2030، فتشارك الفيدراليات البيمهنية الثلاث إلى حد كبير في الخطة الوطنية للجيل الأخضر. لذا فإن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) مدعو لدعم هذه الدينامية التي تندرج في إطار رؤيته الجديدة، من خلال تمويل خطط التكوين المجمعة التي تنفيذها المنظمات المهنية الثلاث بالمركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج الحيواني (Zoopole).