مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يعود حزب العدالة والتنمية إلى نفس الأسطوانة التي اعتاد تشغيلها كلما ضاق عليه الخناق، خطاب المظلومية. هذا الخطاب الذي بُني عليه جزء كبير من رصيده السياسي، لم يعد يقنع الشارع المغربي الذي خبر تجربة الحزب في السلطة بكل إخفاقاتها، ولا يزال يتذكر قراراته التي أثقلت جيوب المواطنين لسنوات. اليوم، ومع تراجع شعبية "البيجيدي" إلى أدنى مستوياتها، يحاول الحزب استعادة التعاطف عبر الادعاء بأنه "مستهدف" و"محاصر"، متناسياً أن المغاربة لم ينسوا تراجعاته، ولا تلك الوعود التي تحوّلت إلى سراب، ولا المرحلة التي يعتبرها كثيرون الأسوأ في تاريخ الحكومات المغربية الحديثة. وإذا كان أمينه العام عبد الإله بنكيران يحاول إعادة إشعال الحماسة بخطابات انفعالية وخرجات يصفها العديد بأنها مجرد "تسخينات انتخابية"، فإن المزاج العام في البلاد تغيّر، والمغاربة اليوم أكثر وعياً، ولم تعد تنطلي عليهم لغة المظلومية ولا محاولات الركوب على العواطف. الواقع أن العدالة والتنمية يعيش أزمة ثقة حقيقية، والشارع لم يعد يكتفي بالشعارات، بل يسأل ماذا قدّم الحزب؟ وكيف يمكن لمن أدار أسوأ التجارب الحكومية أن يقدّم نفسه من جديد باعتبار أنه "ضحية"؟